مبادرات تشرك متصفحي الإنترنت في دعم التحقيقات الصحفية

انطلق موقع «أمفيس.إز» الأميركي في السابع من الشهر الجاري لينضم إلى مبادرات عديدة أخرى تعرض على زوار الإنترنت القادرين تمويل إجراء تحقيقات الصحفيين ضمن مبدأ بات يسمى «التمويل التشاركي» وهو طريقة تمويل مطبقة سابقة في إنتاج السينما والتسجيلات الموسيقية. وفي تحقيق لها حول هذا الموضوع سلّطت صحيفة «لوموند» الفرنسية على موقعها على الإنترنت الضوء على هذا الاتجاه الذي بدأ طرحه منذ بعض الوقت من قبل بعض أبناء المهنة وتحدثت عن بعض التجارب المماثلة، الفرنسية والأميركية. ويقترح الموقع الأميركي الجديد مشاريع تحقيقات صحفية مصورة يجريها مهنيون وتقف وراءه تينا اهرينز بالتعاون مع المصور كريم بن خليفة، وهي تقول إن وسائل الإعلام التقليدية لم تعد تسمح للمصورين الصحفيين بالبقاء فترة طويلا في إجراء تحقيقات مصورة حول موضوع واحد، ولهذا كان التفكير بإيجاد بديل عنها فولد الموقع الأميركي الجديد من أجل التخلص من «الوسطاء»، في إشارة إلى المؤسسات الإعلامية، والتوجه مباشرة إلى المستهلكين الذين يبحثون عن خيارات أكثر ويمكن أن يهتموا وينخرطوا في المحتوى الصحفي . وفي فرنسا تمثل «التمويل التشاركي» عبر العديد من المشاريع أبرزها «جيميلأنفو.اف آر» الجديد والذي يختلف عن العديد من المواقع التي عرفتها فرنسا في هذا المجال، ويقف وراءه الصحفي لوران مورياك المعروف بمشاركته في تأسيس الموقع الإخباري» رو89» الشهير وهو يشرح بأن المشروع الجديد مطور لأنه يضم مدونات إعلامية وليس صحفية فقط، أي أنه سيكون بمثابة منصة ما بين محرري الموقع وعشاق الإنترنت. وقال إن فكرة المنصة وردت لديه بعدما وجد أن بعض قراء «رو89» كانوا يقترحون دوريا تقديم تبرعات للموقع. وأضاف «عندها قلنا لأنفسنا بأنه سيكون مهماً أكثر تأسيس منصة تبادلية مع مواقع أخرى لإيحاد آلية تستفيد من هذه العروض، وجاءت الفرصة عندما وجهت وزارة الدولة الفرنسية للاقتصاد الرقمي دعوة للمشاريع الجديدة. وقد تم اعتماد المشروع الذي استفاد من تمويل موجه لتطويره». لكن «لوموند» تحدثت أيضا عن مواقع فرنسية أخرى مثل «جليبيكس.اف ار». الذي انطلق في 27 أكتوبر الماضي مستوحيا فكرته من النجاح الأميركي للتمويل التشاركي للتحقيقات الصحفية من موقع «سبوت.يواس». ويتلقى هذان الموقعان الأفكار والخطوط العامة للمواضيع من الصحفيين المستقلين ثم يفتح المجال أمام زوار الإنترنت لدعمها بمبلغ من المال. وإذا كان الموقع الأميركي سجل نجاحا إلى الآن فإن نظيره الفرنسي لا زال يواجه صعوبات في إثبات حضوره. فمن بين اثني عشر مشروعا لتحقيقات صحفية اُقترحت عليه لم يلق إلا واحد منها المبلغ الكافي لإجرائه بينما لم يتعدى معدل ما جمع للأفكار الأخرى الخمسين يورو. وبهذا الشأن يقول مؤسس منصة «جيميلأنفو.اف آر» إنه لا يجب انتظار معجزات من التمويل التشاركي.