الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نور طفلة في الثامنة يقترب وزنها من المائة كيلو جرام

نور طفلة في الثامنة يقترب وزنها من المائة كيلو جرام
13 أغسطس 2009 23:33
تبلغ الطفلة نور من العمر ثماني سنوات، إلى هنا الأمر يبدو عادياً، ولكنها محرومة من ممارسة الحياة الطبيعية لأنها تعاني من مشكلة لم تجد لها علاجاً في فلسطين، ومشكلتها هي الزيادة الكبيرة والسريعة في وزنها حيث يقترب وزنها حاليا من المائة كيلو جرام، وتبدأ الأم الحزينة والحائرة حديثها بالتساؤل: «من يساعد ابنتي لتحيا حياة طبيعية؟ لجأت إلى كل الأطباء، ولكن ضيق ذات اليد والحصار المفروض على غزة يحولان دون سفري بها للخارج، عندما ولدت نور كانت طفلة طبيعية ولكني ولدتها بعملية قيصرية، ولا أدري لم أمرني الطبيب بإعطائها الكورتيزون على شكل إبر لمدة عام ونصف العام وبعد أن بلغت العام والنصف وتوقفت عن إعطائها الإبر كما طلب الطبيب، بدأت أعراض الزيادة في وزنها تظهر حيث أصبح وزنها وهي في الثالثة من عمرها ثلاثون كيلو جراما ما اعتبره البعض معجزة لمن هم في سنها، وتوجهت للأطباء في غزة ولكن بلا فائدة، فقررت الذهاب بها إلى أطباء في اسرائيل وبالفعل أخذتها إلى أكبر مستشفياتها وهو مستشفى تل هاشومير وهناك أجروا لها الكثير من الفحوصات ولكن أحدا لم يخبرني ما السبب في زيادة وزن ابنتي، وأمروني بالتزام ابنتي بريجيم قاس وعدت لغزة وصارت ابنتي على الريجيم لمدة شهر كامل ولكن ذلك لم ينقذ من وزنها سوى نصف كيلو جرام، وبعد أن أصبحت غزة محاصرة لم يعد لدي القدرة على الخروج منها والتوجه لعلاجها». معاناة تتفاقم يتحدث والد نور عن ابنته وهو يعمل مؤذن للمسجد القريب ويحصل على راتب لا يتجاوز المائة وعشرين دولارا: «أتمنى أن تكون ابنتي طفلة طبيعية، رفضت كل دور الحضانة انضمام ابنتي لها بحجة أنها معاقة عقليا ولا يتحملون نتيجة تعاملها مع الأطفال الذين في سنها، والأمر نفسه حدث حيث حين بلغت السادسة من عمرها فلم تقبل أي مدرسة التحاقها بها وأشاروا علي بإلحاقها بمدرسة خاصة بالمعاقين، ولكنهم لا يفهمون أن طفلتي تتمتع بذكاء شديد ولا تعاني من أي مشاكل جسمانية كإعاقة حركية مثلا، ولا تعاني من أي عرض من أعراض التخلف العقلي، وأنا لا أملك القدرة المادية لإلحاقها بمدرسة خاصة والنتيجة أنها حرمت من دخول المدرسة وهي الآن لم تكمل عامها الثامن». وعن الأعراض الصحية الناتجة عن زيادة وزن نور يقول الأب: «قبل سنتين أصيبت نور بضيق شديد في التنفس وحولت لمستشفى في اسرائيل ولكنهم لم يقدموا لها شيئا جديدا سوى مساعدتها على التنفس بأجهزة صناعية حتى تجاوزت الأزمة التي تعاودها من الحين للآخر أزمة ربوية، درت بها على الأطباء، لكن بلا فائدة ومن جديد صار معها أزمة حادة بسبب الزيادة غير الطبيعية بالوزن وقد اصبح وزنها 85 كيلو ولم تكمل عامها الثامن بعد، والآن وزنها يقترب من المائة ولا أحد يساعدنا». أمنيات ضائعة تلتقط نور التي كانت تلهو بجوار والديها الحديث وتقول ببراءة الطفولة: «أتمنى أن أصبح طفلة مثل الباقي، أتمنى أن أذهب للمدرسة أتعلم أن أكتب وأرسم وردة وتفاحة وأن أردد مع المعلمة A B C D عندما كنت صغيرة ذهبت إلى احدى دور الحضانة بعد أن توسل لهم بابا وفي اليوم الأول ضربتني المعلمة وقالت لي: يا دبة أمام الأطفال فضحكوا علي ومن بعدها لم أعد للروضة مرة ثانية». تستدرك الأم وتقول وهي تحتضن نور: «لقد تدخل أولاد الحلال لدى إدارة احدى دور الحضانة القريبة من بيتنا ونجحوا في إلحاقها بالروضة ولكن ليوم واحد لتعود نور للبيت وهي منهارة تماما وتعاني من التبول اللاإرادي، والتأتأة في الكلام وعرضتها على طبيب نفسي وعالجناها لفترة طويلة من هذه الصدمة وشفيت من التبول اللا إردي ولكنها ما زالت تعاني من التأتأة في الحديث». تقاطع نور أمها: «عندما أخذوني للمستشفى الإسرائيلي بكيت بشدة، ما بدي أروح عند اليهود، بدي أصير حلوة زي كل البنات مش دبة». تبكي نور وتكمل الأم حديثها قائلة:»هناك مشاكل كثيرة تعاني منها نور فمثلا في الاستحمام هي بحاجة إلى نظافة مستمرة بسبب الوزن الزائد وكثير من الأوقات تستيقظ الساعة الثانية او الثالثة بعد منتصف الليل بسبب ضيق في التنفس ونظل أنا ووالدها في حالة قلق دائم عليها، عندما كان عمرها ثلاث سنوات كانت تنام على وسادة واحدة وعندما اصبح عمرها ست سنوات وزاد وزنها كثيرا لم تكفها الوسادة فأصبحت تنام على ثلاث والآن تنام على أربع وسائد، ولا تستطيع الجلوس على الأرض ولا تجلس إلا على الأريكة أو على كرسي». تعاود نور الحديث عن أحلامها وتتوقف أمها أم مهند البالغة من العمر خمسون عاماً لتجفف دمعة سالت على خدها: «أنا دائما أشعر بالملل من المكوث في البيت، أحلم بالذهاب إلى الملاهي والتنزه في الشوارع وتناول الآيس كريم في الشارع كما يفعل الصغار وأجري وأتنطط وأذهب لمركز تحفيظ القرآن، ثم تختتم حديثها بنذر تنذره على نفسها: يارب أصير مش دبة عشان اشتري خروف وأوزعه على الناس».
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©