آلات ديناصورية لسحق السيارات المتقاعدة

بعد أن تجاوز مجمل عدد السيارات والعربات في العالم المليارين، أصبح من الصعب التخلص من ألوف السيارات ذات الصلاحية المنتهية. وفي بعض بلدان العالم غير المتطورة، تتحول السيارات الخردة إلى عبء ثقيل على الطبيعة، وغالباً ما تكون سبباً في تشويه المظهر العام لضواحي المدن. إلا أن الدول المتقدمة ترى فيها مصدراً مهماً لمواد أولية صناعية ذات أهمية تجارية عالية. ففي أوروبا، تعدّ الخردة المعدنية للسيارات المحتضرة أهم مصدر للحديد الخام، حيث تعمل آلات ديناصورية عملاقة على سحقها وإرسالها إلى الأفران العالية لصهرها وتحويلها إلى حديد جديد. وتصنّف ساحقات السيارات في فئة «الآلات العملاقة» لأن وزنها قد يتجاوز المئة طن، وقد يصل ثمن الواحدة منها إلى عشرات الملايين من الدولارات. وفي بريطانيا، يوجد أضخم مجمّع في العالم لسحق وإعادة تدوير السيارات بمدينة نيوبورت الصناعية حيث يمكن لآلة ديناصورية واحدة أن تسحق 450 سيارة كل ساعة، لتحتل بذلك المرتبة الأولى عالمياً في سرعة تحويل السيارات إلى مجرّد صفائح رقيقة قبل إرسالها إلى أفران الصهر. وتعد آلة السحق العملاقة التي تقوم بالجزء الأساسي من هذا العمل المعقد، أضخم آلة صنعها الإنسان في تاريخه على الإطلاق. وخلال الأعوام القليلة التي سبقت الأزمة المالية العالمية، شهدت أسعار المعادن، وخاصة منها الحديد، ارتفاعاً كبيراً. وارتفعت معها أسعار الحديد الخردة عام 2007 ثلاث مرات عما كانت عليه عام 2004، وهذا ما زاد من قيمة آلات وأفران معالجة السيارات الخردة. ولا تكمن أهمية هذه الآلات العملاقة في مجرّد كونها أدوات مهمة لإعادة تدوير المعادن التي تصنع منها السيارات، بل أصبحت تعدّ وسائل لا بدّ منها للتخلّص من الأعداد الكبيرة من السيارات التي يأتي يومها وتصبح جاهزة لمواجهة مصيرها المحتوم، بدلاً من إلقائها في ضواحي المدن. عن موقع news.bbc.co.uk