السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماليزيا الجديدة.. ما بعد «المفقودة»!

15 مارس 2015 22:56
بعد مرور عام، لا يزال اختفاء الرحلة 370 للخطوط الجوية الماليزية يمثل أكبر قصة في ماليزيا، حيث تتصدر الصفحات الأولى عند ظهور أي تفاصيل جديدة حتى وإن كانت صغيرة. وهناك سبب وجيه لذلك. فمع حادث الطائرة المفقودة كان للاستجابات الأولى المثيرة للجدل من قبل الحكومة الماليزية تأثير مذهل في البلاد. وقد أصبحت ماليزيا مختلفة إلى حد كبير سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً عما كانت عليه قبل عام. ولعل من مظاهر ذلك: - الشفافية تتصدر مظاهر التغيير: لأكثر من 50 عاماً، ظلت ماليزيا يحكمها نفس الائتلاف الحاكم المعروف بافتقاده الشفافية وعدم الاكتراث لمراقبة وسائل الإعلام. وقد تجلى نقص الخبرة خاصة في طرق التعامل مع الصحافة في الساعات والأيام التي تلت اختفاء الطائرة. وقد عقد كبار المسؤولين اجتماعات مع الصحفيين الدوليين، اتسموا خلالها بالمراوغة والتناقض وربما التعالي. وبالنسبة لأولئك الذين كانوا يغطُّون أخبار ماليزيا للمرة الأولى، بدا الأمر وكأن البلاد ربما تخفي شيئاً تعرفه بشأن الاختفاء. وقد سبب الانتقاد اللاذع الذي أعقب ذلك في الصحافة الدولية إحراجاً لمعظم الماليزيين. وكان النقد فورياً، وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب الماليزيون عن غضبهم ودهشتهم إزاء عدم كفاءة الحكومة. وقد انتبهت الحكومة لهذه الموجة من الغضب التي اجتاحت الإنترنت وسرعان ما أصبحت أكثر صراحة بشأن ما تعلمه وما لا تعلمه عن الرحلة «إم إتش 370»، بما في ذلك استجابة ماليزيا المبدئية البطيئة للكارثة. وقد شكل ذلك درجة غير مسبوقة فيما يخص الشفافية والمساءلة العامة للحكومة الماليزية. ولم يكن هذا سوى مقدمة لاستجابة الحكومة السريعة والمتماسكة لإسقاط الطائرة «إم إتش 17» فوق أوكرانيا بعد ذلك بعدة أشهر. - الموقف تجاه الصين: كان هناك 153 صينياً على متن الطائرة المفقودة التي كانت تحمل 227 راكباً. وعقب الاختفاء، انتقدت وسائل الإعلام الصينية جهود وموقف الحكومة الماليزية. كما سمحت لأسر الضحايا الصينيين بتوجيه النقد الشديد إلى السفير الماليزي وتنظيم مظاهرة غوغائية خارج السفارة الماليزية في بكين. وفي ماليزيا نفسها، ذكر وزير الدفاع أن بيانات الأقمار الصناعية الصينية الخاطئة هي التي صرفت انتباه ماليزيا عن البحث عن الطائرة. ويمثل هذا الخطاب غير الودي الواضح تحولًا كبيراً في ماليزيا. وكانت العلاقات الثنائية مع الصين وثيقة للغاية في 2013. أما الآن فقد اختفت روح التعاون هذه. وقد ذكر السفير الماليزي السابق في الصين أن رد فعل بكين أظهر «نزعة للتسلط»، ولذا فإنه يتعين على ماليزيا توخي الحذر. وأضاف أنه يتعين على بلاده إعادة النظر في العلاقات بين البلدين. - خصخصة الاقتصاد العام: قبل اختفاء الرحلة «إم إتش 370»، كانت الخطوط الجوية الماليزية في وضع مالي مخيف، نتيجة الخسارة التي لحقت بها لثلاث سنوات على التوالي، بينما كانت شركات الطيران الأخرى تحقق ازدهاراً ملحوظاً. وكانت الجهود السابقة لجعل الناقلة الجوية الماليزية أكثر كفاءة تلقى اعتراضات من قبل نقابات ماليزيا القوية. بيد أن الانخفاض الحاد في عائدات التذاكر بعد حادثة «إم إتش 370» ومن بعدها «إم إتش 17» جعل الشركة على شفا الإفلاس، ولذا، قام صندوق الثروة السيادية في ماليزيا (الخزانة الوطنية) بتنفيذ خطة لدعم الخطوط الجوية المتداعية، وذلك عن طريق خفض عدد العاملين، إلى جانب خطوات أخرى مؤثرة، وبالتالي تحسن الوضع بشكل ملموس. آدم ميتنز* * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©