الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشيف داني قطار يستوحي من أبوظبي مشاهد الإبداع في المطبخ

الشيف داني قطار يستوحي من أبوظبي مشاهد الإبداع في المطبخ
15 مارس 2013 21:06
نسرين درزي (أبوظبي) - أن يشعر الشيف في كل مرة يدخل إلى المطبخ بأنه جاهز لاكتساب مهارة جديدة وتطويرها بحسب إبداعاته، هو السبيل إلى دوام النجاح والتألق في مهنة البحث عن الأطايب، هذا ما يعتمده في أساسيات عمله الشيف داني قطار الحائز على جائزة أفضل طاه تنفيذي لعام 2013 لمهرجان فنون الطهي - أبوظبي، وذلك عن تميزه في وضع معايير عالية الجودة في إعداد الأطباق وتنويعها وتزيينها وتقديم بعض التجارب المستوحاه من أبوظبي بطريقة لافتة تشكل مصدر إلهام لفريقه. منهجية التميز ويعمل الشيف اللبناني داني قطار رئيساً تنفيذياً للطهاة في فندق إنتركونتيننتال - أبوظبي، حيث قال إنه فوجئ كليا بالنتيجة، ولاسيما أنها جاءت وسط جمع من عمالقة خبراء الطهي في المهرجان الذي عقد في الفترة من 5 إلى 20 فبراير الماضي، حيث ينظرون اليوم إلى أبوظبي على أنها منافس قوي على خريطة الضيافة العالمية. ويذكر أنه وضع كل طاقته على مدى سنوات خبرته التي تفوق الـ16 عاما لتعلم المزيد والاستفادة من كل ملحوظة عملية تصادفه، حيث يرى أن الوصول إلى موقع المسؤولية في إدارة قوائم الطعام وتقديمها لنزلاء المنشآت السياحية ونخبة الرواد، أمر في غاية الصعوبة ولا يقتصر على عملية الطهي وحسب. وإنما يحتاج إلى ثقافة شاملة تبدأ بمتابعة كل كبيرة وصغيرة وتنتهي بالنزول عند رغبة كل ضيف على حده، حتى لو تطلب الأمر أن يحضر كبير الطهاة بنفسه إلى الموائد للتأكد من سير الأمور، هذا ما يفعله الشيف داني قطار إذا لاحظ أن طبقا ما عاد ممتلئا، فيسأل عن صاحبه ويتجه إليه مستفسرا، فإذا كان السبب احتواءه مكونات لا يرغب بمذاقها، يستبدل الطعام على الفور ولا يخرج الضيف إلا مسرورا. ويشرف الشيف داني قطار على العمل في 7 مطاعم تقدم مأكولات من أنحاء العالم وتتضمن المطابخ البلجيكية والبرازيلية والتايلندية واليابانية والإيطالية،وهو اليوم أكثر حرصا على التألق المهني من أي وقت مضى، لأنه يعتبر أن جائزة «فنون الطهي - أبوظبي» حملته مسؤولية إضافية، لأنه بات ملزما بالسير ضمن منهجية لا ترضى بأقل من التميز في كل شيء، مشيراً إلى أنه يستعد منذ الآن لجمع أفكاره فيما يتعلق بالطبق الرئيسي الذي سيعده السنة المقبلة خلال حفل توزيع جوائز النجوم، وذلك بحسب ما جرت العادة بأن يترأس حامل جائزة أفضل طاه، إعداد الوجبة الأساسية على مائدة الدورة التالية من الحفل الختامي للمهرجان الذي بات موعدا سنويا على أجندة أهم الأحداث السياحية الدولية. ويحظى هذا الطبق باهتماما فائقا من جميع الحضور، إذ إنه على عكس الأصناف الأخرى التي يعدها الطهاة الضيوف من مختلف البلدان، فهو محلي مئة في المئة. وأكثر من ذلك يجمع ما بين مفهوم الضيافة العالمية المقدمة وأسلوب الطهي العربي المطعم بتركيبة مواد. تجدد دائم وداني الذي انضم إلى فندق إنتركونتيننتال - أبوظبي العام الفائت بعد تنقله بين منشآت الضيافة في أوروبا وعدة دول عربية، يعتز بالدور المنوط به. والذي يتعدى إعداد الوجبات للنزلاء إلى خدمات الحفلات والزفاف والمهرجانات وتمويل المآدب العامة لأكثر من 2000 ضيف. وهذا كله يصب ضمن اختصاص كبير الطهاة الذي برأيه لابد وأن يتسع وقته لترتيب كل هذه المهام من دون أن تؤثر إحداها على الأخرى. ويوضح الطاهي اللبناني أنه يواصل وقوفه في المطبخ لفترات طويلة أكثر من 18 ساعة في اليوم، وذلك بحسب مستلزمات العمل الذي لا يكفي فيه إصدار الأوامر. وإنما متابعتها والتدخل المباشر فيها، والتأكد من أن الأطباق المعدة نالت رضا الضيوف، وإلا فيتوجب إعادة تقديم الطلب مرة ومرتين وثلاثا إلى أن يحظى بالقبول. ويورد أنه لطالما شارك في مسابقات تنافسية من هذا النوع نال عنها شهادات تقدير، بينها حصوله على لقب الشيف التنفيذي لعام 2008 في مسابقة «هريكا» للطهي. غير أن الجائزة التي استحقها من مهرجان «فنون الطهي - أبوظبي» لها وقع خاص بالنسبة له. ولاسيما أنها تخضع للجنة تحكيم رفيعة المستوى تدقق في تفاصيل العمل داخل كواليس المطبخ وعلى موائد العرض، وذلك على مدى أسابيع طويلة من المتابعة. وهذا بحسب قناعته ما لا تتبعه إلا كبريات الجهات المتخصصة في منح توقيعها لنخبة العاملين في مجال الضيافة التي تخطت المكونات المعروفة والنكهات العادية. ويشير الشيف داني قطار إلى أن إمارة أبوظبي عموما وبكل ما تضمه من منشآت سياحية فائقة الروعة تحظى باهتمام متزايد للسياح من داخل البلاد وخارجها، وهي بذلك توحي لأي طاه مبدع بالكثير من الأفكار والابتكارات الذكية التي تثري قوائم الطعام لديه. ويلفت إلى أن مهنة الطهي لا ترحم العاملين فيها، لأنها تتطلب التجدد الدائم. ولا يكفي عندها أن يكرر الشيف ما تعلمه منذ سنوات، لأن المطلوب منه ليبقى على ساحة الضيافة أن يكون طموحه واضحا بتجاوز كل ما هو اعتيادي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©