دبي تضع اللمسات الأخيرة لاستضافة منتدى الاستثمار لدول «الكوميسا»

أكملت غرفة تجارة وصناعة دبي استعداداتها لاستضافة منتدى الاستثمار الرابع لدول الكوميسا الذي يعقد يومي 23 و 24 مارس الحالي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. ويتوقع أن يجذب المنتدى الذي تنظمه الغرفة بالتعاون مع وكالة الاستثمار الإقليمية في دول الكوميسا “ريا” أكثر من 2000 مشاركٍ بينهم وزراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال في كلٍ من دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الكوميسا الـ19. وتضم “الكوميسا” 19 دولة أفريقية هي بوروندي وجزر القمر وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجيبوتي ومصر وإريتريا وإثيوبيا وكينيا وليبيا ومدغشقر ومالاوي وموريشيوس ورواندا والسيشل والسودان وسوازيلاند وأوغندا وزامبيا وزيمبابوي. ويشارك في المنتدى كبار رجال الأعمال، وصناع القرار باعتباره منصةً مثالية للتواصل وإنشاء الشراكات بين مجتمع الأعمال في دبي ودول جنوب وشرق أفريقيا، إضافة إلى تشجيعه الحوار والعمل الجاد بين المستثمرين وأقطاب قطاع الأعمال وأصحاب القرار للخروج بنهج العمل اللازم وخلق الفرص الاستثمارية ودفع عجلة النمو في دول الكوميسا، والترويج لدبي كبوابةٍ للاستثمارات في المنطقة. ونظمت غرفة دبي لقاءً مع وسائل الإعلام المحلية والعالمية مؤخراً بحضور المهندس حمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي لتنسيق الجهود المشتركة حول إنجاح المنتدى. وخلال اللقاء، أكد بوعميم أن دبي تتطلع من خلال استضافة هذا المنتدى وغيره من المؤتمرات العالمية الأخرى إلى ترسيخ مكانة دبي كمركز رئيس وبوابة إلى قارة أفريقيا وجميع أنحاء العالم، كاشفاً وجود استراتيجية لاستضافة العديد من المؤتمرات العالمية الضخمة، بهدف لإظهار إمكانات دبي وقدراتها أمام العالم على استضافة مثل هذه الأحداث من خلال بنيتها التحتية العالمية، لإضافة إلى بناء علاقات وشراكات قوية مع وفود البلدان المشاركة في هذه اللقاءات. وإضافة إلى ذلك، أوضح بوعميم أن استضافة مثل هذا المؤتمرات من شأنه أن يرسخ مكانة دبي كوجهة عالمية لسياحة الأعمال والمؤتمرات، الأمر الذي ينعكس بدوره على إنعاش الحركة السياحية والإشغال الفندقي في الإمارة، لافتاً إلى أن عدد المسجلين للمشاركة في منتدى “الكوميسا” اقترب من 2000 مشارك رغم أن التوقعات كانت تشير إلى نحو 700 إلى 800 مشارك. ولفت بوعميم إلى أن القارة الأفريقية تزخر بالفرص الاستثمارية العديدة التي لم يتم استكشافها من قبل المستثمرين في المنطقة، مشيراً إلى أن استضافة المنتدى سيمكن رجال الأعمال والمستثمرين من الشرق الأوسط والخليج ومناطق العالم الأخرى التي يتخذ مستثمروها دبي مقراً لأعمالهم، من استكشاف هذه الفرص خاصة في مجالات البنية التحتية والسياحة والتجارة الاتصالات. كما يتيح التعرف إلى سبل معالجة التحديات التي تشهدها أسواق هذا التكتل الاقتصادي المهم سواء كانت قانونية أو تنظيمية. وفي حين يسعى المنتدى إلى المساعدة في جذب الاستثمارات إلى أفريقيا، فإنه لن يفوته جذب الاستثمارات إلى دبي أيضاً، بحسب بوعميم الذي أكد أن ذلك يتم من خلال الترويج للفرص التي تلائم المستثمرين الأفارقة في دبي. وأشار إلى أن بلداً مثل كينيا يعد من أكبر الدول المنتجة للشاي ومن هنا تعد مشاريع مثل صناعة التغليف ذات فائدة كبيرة بالنسبة لها، إضافة إلى انه لدينا أيضاً عدد من المؤسسات المالية الدولية التي تتخذ من دبي مقراً لها وقد ترغب في تقديم الخدمات المالية الأكثر احتياجاً في أفريقيا. وكشف بوعميم عن تطلع دبي إلى إمكانية تأسيس فرع في دبي لوكالة الاستثمار الإقليمية “ريا”، ذراع ترويج الاستثمار لدى الكوميسا. وخلال اللقاء تطرق بوعميم إلى الحديث عن التطورات السياسية التي تشهدها بلدان الشرق الأوسط حالياً وتأثيراتها على دبي، مشيراً إلى أنه “لطالما اعتبرت الشرق الأوسط منطقة غير مستقرة، إلا أننا نأمل أن ما تشهده بعض دول الجوار ظروفاً مؤقتة سوف تنجلي سحبها قريباً”. وأشار إلى أنه من المبكر حالياً الحديث عن استقطاب دبي لشركات كانت تعمل في هذه البلدان، إلا أنه لم ينف حدوث تراجع في مستويات حركة التصدير وإعادة التصدير إلى كل من مصر وليبيا واليمن بسبب هذه الأحداث. وأكد بوعميم خلال اللقاء، أن الخبرات العالية التي يتمتع بها مجتمع الأعمال في دبي في مجالات النقل والبنى التحتية والخدمات اللوجستية، وتنافسية بيئة الأعمال فيها تسهم في إبراز الإمارة كشريك اقتصادي فعال مع دول “كوميسا”. وأشار بوعميم إلى أن موقع دبي يسهل التبادل التجاري بين دول الكوميسا وأسواق المنطقة في حين توفر البنى التحتية المتطورة في دبي من مرافئ ومطارات ومناطق حرة إضافة إلى علاقةٍ تجاريةٍ متميزةٍ على جميع الصعد بين الجانبين. وأضاف بوعميم أن دبي وبما تمتلكه من إمكاناتٍ ومؤهلات رسخت مكانتها في المنطقة بوصفها مركزاً رائداً للمال والأعمال ومنصةً مثاليةً للنمو الاقتصادي المستدام، مستفيدة من بنية تحتية متطورة في مختلف المجالات. وزادت حركة التجارة بين دولة الإمارات ودول الكوميسا بشكل ملحوظ بين عامي 2002-2008، مسجلة ارتفاعاً في حجم الاستيراد من منطقة الكوميسا إلى الإمارات بمعدل نموٍ سنوي مركب بلغ 36%، وزيادة بمعدل نموٍ سنوي مركب بلغ 47% في حجم التصدير من الإمارات إلى دول الكوميسا، في حين تقدم قطاع إعادة التصدير بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 19%. وبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دبي دول الكوميسا عام 2009 حوالي 26,6 مليار درهم، حيث بلغت قيمة واردات دبي 9,3 مليار درهم في حين بلغت الصادرات وإعادة الصادرات إلى دول الكوميسا 17,3 مليار درهم. يشار إلى أن الكوميسا تمثل أكبر مجتمعٍ وتكتلٍ اقتصادي في أفريقيا، ويتوقع أن يتخطى حجم سوقها الـ500 مليون مستهلك بحلول عام 2015. وتسعى الكوميسا للوصول إلى مستويات عالية ومستدامة من النمو الاقتصادي، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي وتنوع اقتصاداتها التي توفر فرصاً واعدة للمستثمرين. ويتصدر المشاركون في الجلسة الافتتاحية للحدث معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، وسينديسو نغونيا، الأمين العام لـ”كوميسا”، وعبد الرحمن سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي، وهبة سلامة، المديرة في وكالة الاستثمار الإقليمية التابعة لدول الكوميسا، وجابولايل ماشواما، وزير التجارة والصناعة في دولة سوازيلاند ورئيس مجلس الوزراء في كوميسا. وتضم قائمة المتحدثين في الجلسات الحوارية المقامة في اليومين الأول والثاني للمنتدى الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية في دولة الإمارات، ومعالي أحمد الطاير، محافظ مركز دبي المالي العالمي، وويلشمان انكوب، وزير التجارة والصناعة في زمبابوي. كما تضم بيتر سينون، وزير الاستثمار والموارد الطبيعية والصناعة في جزر السيشل، وريمون تشيبندا، وزير التعاون الدولي والإقليمي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، واستون كجارا، وزير دولة للشؤون المالية والتخطيط والتمنية الاقتصادية والاستثمارية في اوغندا، وحمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي، وعبد اللة العور المدير التنفيذي لمركز دبي المالي العالمي، وعبد المحسن ابراهيم المدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات في دبي. كما تضم محمد حسن عمران رئيس مجلس إدارة شركة اتصالات، ولازروس انغبازو، الرئيس والمدير التنفيذي لـ “جنرال الكتريك” في شرق ووسط وغرب افريقيـا، وامادو ديالو، المدير التنفيـذي لـ “DHL جلوبال فورواردينغ” في افريقيا وجنوب آسيا والمحيط الهادي.