الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تشييع جثماني الشهيدين الزيودي واليماحي في الفجيرة

تشييع جثماني الشهيدين الزيودي واليماحي في الفجيرة
15 يونيو 2016 11:58
السيد حسن ( الفجيرة ) شيّع أهالي منطقتي مربض والحلاة بإمارة الفجيرة أمس، شهيدي الواجب الوطني، الرائد طيّار أحمد محمد الزيودي ابن منطقة الحلاة، والملازم أول طيار عبد الله محمد اليماحي ابن منطقة مربض. وأدى أهالي مربض أمس صلاة الجنازة بمسجد المنطقة على روح الشهيد عبدالله اليماحي، وقد شارك فيها جمعٌ كبير من سكان المناطق المجاورة، وتوجه المشيعون خلف شهيدهم إلى مقابر منطقة مربض، حيث واروا جثمانه الطاهر الثرى، وسط حزن شديد من أهالي المنطقة والمناطق المجاورة، وقد علت الروح الوطنية وسادت مشاهد الجنازة، ثم تلقت عائلة الشهيد التعازي عقب دفن الجثمان. كما أدى أهالي منطقة الحلاة، صلاة الجنازة على روح شهيد الواجب الوطني الرائد طيار أحمد محمد الزيودي، وذلك في مسجد الشهداء بالمنطقة، وقد شارك في الجنازة جمع غفير من أهالي الحلاة والطيبة والخليبية والغوب والغونة ووعيب الحنة ومدينة دبا الفجيرة وغيرها من المناطق المحيطة بالحلاة. أحزان مربض منذ أن تلقت مربض خبر وفاة شهيدها الطيار عبد الله اليماحي عقب صلاة التراويح مساء أمس الأول، والمنطقة تحيا حالة من الحزن، ممزوجة بروح وطنية عالية ووثابة ترنو صوب المستقبل، وقد أكد جميع الأهالي أن هذا هو الواجب الوطني المقدس وعليهم تلبيته على أكمل وجه. زوجته حامل وقال علي محمد ضاوي اليماحي شقيق الشهيد: «خسارتنا اليوم كعائلة، كبيرة جداً، فقد فقدنا شقيقنا المهذب والخلوق ، الشهيد عبد الله، الذي كان عنواناً للالتزام والصدق ، فقد تربى على الأخلاق والقيم والمبادئ العسكرية الجادة ، ومع ذلك كان صديقاً للجميع وباراً بوالديه وبإخوته». وتابع شقيق الشهيد : «كان شهيد الواجب قد تزوج منذ عام واحد، وزوجته حامل في الشهر التاسع، وكان الخبر صعباً علينا جميعاً، خاصة على والديه وزوجته الحامل، ولم يمهله القدر أشهراً ليرى طفله القادم، وقد كان في اشد الفرح عندما علم أن زوجته حامل، وكان يتابع معنا عبر الاتصالات». وأشار إلى أن علاقته كانت مثالية جداً بوالديه، وكان عندما يأتي في إجازته يجلس معهما ويبر بهما كثيراً، رحم الله أخي الشهيد الذي هو فخر لنا جميعاً، لا سيما وأن الله عز وجل قد اختاره ورفعه إلى جواره باعتباره من الشهداء الأبرار، أنها مكانة سامية ومرموقة ولا يمكن لأحد أن ينال تلك المكانة، إلا إذا كان الله قد رضي عنه. مكانة رفيعة وقال عبد الله علي راشد اليماحي من العائلة : « كان الشهيد عبدالله اليماحي من أشد الشباب أدباً وخلقاً، وقد حزنا وسعدنا في الوقت ذاته، حزناً لأنه ابننا وأخونا والفراق صعب، وسعدنا للمكانة السامية التي نالها عند الله عز وجل، ومن منا لا يطمح أن ينال مكانته الرفيعة ، ومن منا يتقاعس عن أداء واجبه ونداء الوطن، من غير شك أننا جميعاً نسعى لنيل تلك المكانة، حتى ولو كنا كبارا في السن، هؤلاء الشهداء الأبرار يضربون أمثلة حيّة للوطنية وإنكار الذات». فيما قال راشد حميد اليماحي: « جئت من الطويين وهي تبعد عن مربض نحو 20 كيلو متراً، ولكن باعتبار أن هذا واجب وطني علينا جميعاً، أن نكون مع أسرة الشهيد نشعرها بالتعاضد ونشد من أزرها، لأن أسرة واحدة في مجتمع واحد، وهكذا هي تعاليم زايد، وهكذا شربنا وارتوينا من أولاد زايد، الصدق والحب والتراحم والتعاضد في المحن وغير المحن». يحب الرياضة ومن جهته، قال راشد سعيد اليماحي خال الشهيد : ونعم الابن ، كان مثالاً في كل شيء ، ولم يكن يوماً ما مصدر إزعاج ولا شكوى من والديه، عمره 25 عاماً، وهو متخرج من كلية خليفة للطيران، وكان يحب الرياضة، ويشارك الشباب في مربض، وكان اجتماعياً بطبعه ولا يحب العزلة. وأضاف: رحم الله الشهيد عبد الله اليماحي رحمة واسعة، ونشد على أيدي أسرته ونواسيهم ونعزيهم، وأنا متأكد وواثق كل الثقة: أن مثل هذه الحادثة لن تنال من وطنية وحب الأسرة للوطن على الإطلاق، بل ستكون الطريق الذي ستزيد من وطنيتهم وحبهم للإمارات وقيادته الرشيدة. وذكر علي اليماحي من العائلة : الشهيد اليماحي من أصدقائي، وكنا نلتقي في الإجازات، وكان الشباب يفخرون به كونه طياراً في القوات المسلحة، وكنا ننظر له في دهشة كونه طياراً، وكم حلمنا نكون مثله عندما كنا صغاراً، وكان الشهيد يحوز ثقة الجميع من الشباب في مربض، وما إن تطأ قدماه مربض حتى يلتقي بنا جميعاً، ويشاركنا لعبة كرة القدم أو الركض أو أي هواية مفيدة. وأوضح محمد عبد الله اليماحي: كنت على صلة طيبة بالشهيد، وكانت هناك بعض التعاملات معه بحكم النسب، وكان شخصاً مهذباً وهادئاً، لم أره ذات مرة عصبياً أو مستهتراً أو متكبراً أو منفراً، بل كان عكس ذلك على الدوام. الحزن الظاهر وفي الحلاة، على الرغم من الحزن الظاهر في عيون المواطنين المشيعين لجثمان شهيدهم رائد طيار أحمد محمد أحمد الزيودي، إلا أن هذه العيون كانت مليئة بالإصرار الشديد على مواصلة الطريق والنيل من القتلة وسارقي الشرعية في اليمن، كانت شفاههم تنطق ببعض الكلمات التي تعبر عن حبهم لوطنهم وكل ذرة تراب فيه، وحبهم أيضاً لقائدهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. يقول خالد محمد أحمد الزيودي شقيق الشهيد: أخي صار رمزاً مثل بقية شهداء الحلاة الذين استشهدوا من قبل، وقد بلغ عددهم الآن 4 شهداء في الحلاة، وجميعهم في حرب اليمن، وسنظل نؤمن بموقفنا، وسنذهب مرة ثانية وثالثة ورابعة إلى اليمن، حتى يعود الحق لأصحابه والشرعية لمكانها الطبيعي. ولفت إلى أن الشهيد له 6 من الأشقاء الذكور، و اثنين من الأبناء، وهو خريج كلية خليفة للطيران، وقد شارك في العديد من الدورات العسكرية في أميركا وأفغانستان وأستراليا. ووالدي كان قد سبق جميع أفراد العائلة للقوات المسلحة، فضلا عن وجود 5 من أشقائي في القوات المسلحة حالياً، وجميعنا على ثقة تامة بإذن الله أننا سندحر هؤلاء الحوثيين وصالح المنقلب على الشرعية إلى جحورهم. وقال راشد محمد أحمد الزيودي شقيق الشهيد : «رحم الله أخي، وأسكنه فسيح جنانه، فقد كان نعم الأخ والصديق والرجل، ونحن لن نتوانى عن طلب الحق، وعن محاربه هذا الإرهاب في اليمن، ولن نعود إلا بعد أن يعود الحق لأصحابه، لن نعود إلا بالنصر ولا شيء سوى النصر. ولفت قائلا : «أخي استشهد ..وهذا كرم كبير من الله أن نال الشهادة، وبقدر حزننا عليه وألمنا لفراقه، إلا أننا على الحق صامدين». آخر مكالمة أما شقيقه حميد محمد أحمد الزيودي فقال: « كانت آخر مكالمة معه مساء أمس الأول وقبل أن يستشهد بليلة واحدة، كنا ننتظره ليقضي معنا عيد الفطر، نعلم أن المهمة الوطنية أحياناً لا تتيح للأسر أن ترى أبناءها وأن تعيش معهم في المناسبات السعيدة، ولكن شقيقي كان يقاتل، كانت يده في يد رفاقه لاستعادة الحق الذي اغتصبه صالح والحوثيون في اليمن». وقال محمد جمعة الحايري : «جئت من منطقة الغوب لمشاركة أهلنا في الحلاة أحزانهم وأفراحهم، فهذا على الرغم من أنه يوم حزين إلا أنه يوم مبهج لكون المتوفى شهيداً، والشهداء نفرح لهم ونسعد بهم ونفخر على مر الزمن، ومن منا لا يتمنى أن يكون شهيداً في سبيل الحق والواجب الوطني. محمد الزيودي: سنقص على أحفادنا ما قدمه آباؤهم من تضحيات قال محمد الزيودي: «إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا، نحن لن نخرج من قلوبنا ما يعصي ربنا أبداً، ولن نقول في مصابنا هذا إلا «لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، هنا يختبر العبد، وعلينا أن نصمد، وعزاؤنا أن ابننا شهيد في جنة الخلد، ابننا لم يمت إنه حيٌ يرزق في جنات العلا، أليست تلك مكانه تجعلنا أن نكون سعداء ومبتهجين بتلك المنزلة العظيمة». وأضاف والد الشهيد الزيودي:« إننا زائلون، والباقي الوحيد هو الوطن، وعلينا أن نحافظ عليه بكل ما تملك أرواحنا وسواعدنا وهممنا من قوة، علينا أن نضحي بالغالي والنفيس من أجل الوطن ومكتسباته وقيادته العظيمة، نحن فدى الإمارات وقيادتنا الرشيدة». وتابع: «غداً سيأتي ليطل علينا بكل ما هو جميل، وغداً سنقص على أحفادنا ما قدمه آباؤهم من تضحيات في سبيل أن يبق الوطن شامخاً، وفي سبيل أن تبقى قيادتنا كما هي رائعة في مواقفها وحكيمة في كل خطواتها، ونحن دون شك خلفها نسير مؤمنين بها، ومؤمنين بعقولنا وساعدنا، وما نمتلكه من قوة ردع تخيف العدو وتثنيه عما يخطط له، وحمى الله الإمارات من كل لئيم». مراسم استقبال عسكرية في مطار البطين أبوظبي (وام) وصل إلى مطار البطين الخاص بأبوظبي، صباح أمس، جثمانا الشهيدين أحمد محمد أحمد الزيودي، وعبدالله محمد سعيد اليماحي من شهداء الوطن الأبطال على متن طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي. وقد جرت على أرض المطار المراسم العسكرية الخاصة باستقبال جثماني الشهيدين، وكان في الاستقبال عدد من كبار ضباط القوات المسلحة. كانت القيادة العامة للقوات المسلحة قد نعت يوم أمس الأول الشهيدين اللذين انتقلا إلى جوار ربهما في حادث سقوط طائرتهما العسكرية خلال أدائهما واجبهما الوطني في عملية «إعادة الأمل»، ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية للوقوف مع الشرعية في اليمن. محمد اليماحي: الوطن وقيادته أغلى علينا من أرواحنا قال محمد اليماحي والد الشهيد عبدالله اليماحي: «الوطن أغلى منا جميعاً، نحن لا نحزن على أرواحنا إذا ما كانت في سبيل الوطن ومكتسباته، نحن لا نحزن على حياتنا إن فقدت، إذا كانت في سبيل الحق، وفي سبيل عودة الحق لأصحابه والشرعية لمن يمتلك الشرعية الحقيقية في اليمن». وذكر اليماحي: «نعم أنا حزين وداخلي ألم عميق على ابني، إنه الفراق الذي ليس بعده لقيا إلا في الجنة إن شاء الله، ومع ذلك ورغم الصدمة إلا أننا أبناء الإمارات وأولاد زايد، نحن الذين خلقنا لنقهر المحن ونوائب الأيام مهما كانت صعوبتها ودرجاتها». وأضاف اليماحي: « كلنا إماراتيون، كلنا على قلب رجل واحد في المحن، وقد تربينا وتعلمنا الكثير والكثير من حكمة القيادة الرشيدة في مواجهة الأحداث وقهرها، لأننا نحب أولادنا نعم، ولكن الوطن له علينا واجب مقدس لابد أن نؤديه ونحميه». وأكد اليماحي، نعاهد قائد الوطن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على مواصلة العهد في منازلة الشر وقهره في اليمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©