الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سريان هدنة هشة جديدة في قطاع غزة

سريان هدنة هشة جديدة في قطاع غزة
14 مارس 2012
علاء المشهراوي، عبدالرحيم حسين، وكالات (عواصم) - بدأ أمس سريان هدنة هشة جديدة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة تم التوصل إليها بوساطة مصر بعد عدوان جوي إسرائيلي على القطاع استمر 4 أيام وأسفر عن استشهاد 27 فلسطينياً معظمهم ناشطون في حركتي "الجهاد الإسلامي" و"لجان المقاومة الشعبية" وبينهم فتية وشابة، وجرح 77 آخرين معظمهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء، مقابل إصابة 5 إسرائيليين و3 عمال تايلانديين بجروح جراء إطلاق عشرات الصواريخ وقذائف الهاون من القطاع على جنوب إسرائيل. ونفى المسؤولون الإسرائيليون تعهد الجانب الإسرائيلي في اتفاق التهدئة بوقف سياسة اغتيال ناشطين فلسطينيين. وبعد ساعات من سريان الهدنة، أصيب 3 فلسطينيين بجروح جراء إطلاق قوات إسرائيلية الرصاص على مشاركين في تشييع جثماني ناشطي "الجهاد الإسلامي" محمد ضاهر وبسام العجلة وهما آخر قتلى العدوان، في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي القطاع. وذكر المتحدث باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ الطبية في قطاع غزة أدهم أبو سلمية أن شباناً رشقوا بالحجارة قوات الاحتلال المتمركزة على السياج الحدودي الأمني الإسرائيلي خلال مناوشات بين الجانبين قُرب "مقبرة الشهداء" شرق المخيم، فردت بإطلاق النار عليهم وأُصيب 3 منهم بجروح متوسطة الخطورة وطفيفة. وقال القيادي في "الجهاد الإسلامي" خضر حبيب في كلمة ألقاها أثناء التشييع "إن الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية ما كان ليحدث لولا دماء الشهداء". وأضاف "لن نحيد عن خيار الجهاد والمقاومة، كونه الخيار الوحيد الرابح والمجدي في تحرير فلسطين واستعادة أرضها المسلوبة". وقال الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة صواريخ أُطلقت من قطاع غزة على جنوب إسرائيل بعد الهدنة ولم يشن سلاح الجو الإسرائيلي أي غارات على القطاع منذ الليلة قل الماضية. وأوضح مسؤول أمني مصري في القاهرة، طلب عدم ذكر اسمه، أن مصر أجرت اتصالات مكثفة مع جميع الفصائل الفلسطينية وإسرائيل أسفرت الليلة قبل الماضية عن الاتفاق على إنهاء العمليات الحالية بين الجانبين وبدء "تهدئة شاملة متبادلة بكافة الأركان" بما في ذلك وقف الاغتيالات الإسرائيلية لقادة وناشطي الفصائل. وأكد مسؤول فلسطيني تابع المفوضات أن الفصائل ملتزمة بالتهدئة وتنتظر لترى كيف سيكون رد إسرائيل. وأعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" التزامها بالتهدئة وتمسكها بحقها الكامل في الرد على أي خرق إسرائيلي لها. وقال المتحدث باسمها "أبو أحمد" في بيان أصدره في غزة "إن استخدام سرايا القدس للمرة الثانية راجمة الصواريخ المحمولة على سيارة رباعية الدفع خلال التصعيد الأخير، رغم التحليق المكثف لطائرات التجسس الإسرائيلية، مثل فشلاً استخبارياً ذريعاً للاحتلال". وقال المتحدث باسم "الجهاد الإسلامي"داوود شهاب، في تصريح صحفي في غزة، "نحن نلتزم بالتهدئة ما التزم بها الاحتلال. الحكم على الاتفاق بأن يعيش أو يموت هو بمقدار التزام الاحتلال". وأضاف "إخواننا المصريون أبلغونا بالالتزام الاسرائيلي باتفاق التهدئة والتزامهم بوقف الاغتيالات وهذا انجاز للمقاومة وللشعب الفلسطيني". وتابع "سنراقب الالتزام الاسرائيلي بالاتفاق على الأرض وسنتعامل بالقدر نفسه، وإذا عادت إسرائيل للعدوان والاغتيالات، لن نقبل بذلك وسيكون الرد قاسيا بالطريقة التي يعرفها الاحتلال". كما أكدت وزارة الخارجية والتخطيط في الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة "حماس" دعمها لاتفاق التهدئة المعلن. وقالت في بيان أصدرته في غزة "إن الحكومة (المقالة)، من باب حرصها على كل قطرة دم فلسطيني، تدعم التوافق على التهدئة التي تضمن لجم الاحتلال عن عدوانه، وتحقيق الأمن ووقف سياسة الاغتيالات والقتل الممنهج ضد المواطن الفلسطيني". ودعت مصر إلى إلزام إسرائيل بعدم شن أي عدوان على قطاع غزة. وقال مستشار رئيس حكومة "حماس" إسماعيل هنية السياسي يوسف رزقة، في تصريح صحفي في غزة "تلقينا بالفعل ضمانات مصرية بوقف إسرائيل سياسة الاغتيالات، لكنها تعهدات شفوية ونحن تعودنا على أنه لا ضمانات لإسرائيل في ممارسة عدوانها". إلى ذلك، قال المتحدث باسم "حماس" فوزي برهوم "التهدئة لا تعني تكبيل يد المقاومة في الرد بقوة إذا حصل اغتيال أو اعتداء". وذكر أن الفصائل ستجري "لقاءات تنسيقية" لتقييم الموقف والتحرك على أساسه. . من جانب آخر، ربط رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال في تل أبيب الجنرال بيني جانتس استمرار الهدنة بالتزام الفصائل الفلسطينية بها. وقال، في تصريح صحفي، "إن الساعات القليلة المقبلة ستثبت ما اذا كان وقف إطلاق النار قد دخل حيز التنفيذ من عدمه، والجيش الاسرائيلي سيقابل الهدوء بالمثل". وقال وزير الدفاع المدني الاسرائيلي ماتان فيلنائي للإذاعة الإسرائيلية "هناك فعلاً تفاهم ونتابع ما يجري على الأرض. الاتجاه يسير في الوقت الحالي نحو التهدئة ويبدو أن هذه الجولة (من العنف) أصبحت وراءنا الآن، ما لم تحدث تطورات في اللحظة الأخيرة". لكنه نفى التزام الحكومة الإسرائيلية بوقف الاغتيالات، قائلاً "جميع الذين يمارسون الإرهاب ضد إسرائيل ينبغي أن يعرفوا أننا نراقبهم". كما نفى وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتاينتس أمس تعهد الحكومة الإسرائيلية بوقف سياسة الاغتيالات في قطاع غزة. وقال للإذاعة الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو أعلن بشكل رسمي أن "الهدوء في قطاع غزة سيقابل بهدوء من جانب إسرائيل". وقال نتنياهو ذاته، في كلمة ألقاها في القدس المحتلة “رسالتنا هي أن الهدوء سيجلب هدوءا. من ينتهكه الهدنة أو حتى يحاول انتهاكها، فستصل إليه أسلحتنا”. وقال رئيس دائرة الشؤون السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد لإذاعة جيش الاحتلال "إن إسرائيل ستكون لها مطلق الحرية في القيام بإجراء استباقي إذا تعرضت أرواح إسرائيليين للخطر". وأضاف "إذا كان هناك هدوء من جانبهم، فسيكون هناك هدوء من جانبنا".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©