الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا ربيع ولا عربي

7 ابريل 2018 21:17
لا أعرف كيف انخدعت قطاعات من الرأي العام العربي بدعاية إعلامية رخيصة أطلقتها قناة «الجزيرة» في سنة 2011، ضمن مخطط تنظيم الحمدين في قطر لتخريب نصف البلدان العربية، والتآمر على النصف الآخر. فحين راحت تلك القناة المنحوسة تنفخ في كير الفتن والمحن والعنف والإرهاب بدعوى ما سمي «الربيع العربي»، كان واضحاً منذ البداية أن الديمقراطية لا يمكن أن تقوم على أساس المذابح والمسالخ والمجازر والإبادات، التي راح مراسلو تلك القناة المنحوسة يغطونها على الهواء، وهم يرسلون تقاريرهم وسط الجثث، والرؤوس المقطوعة، والبيوت المحترقة، والقرى والبلدات المهجورة والنساء والأطفال المشردين. وبسرعة راحت شاشة تلك القناة الدموية تتلون كالحرباء، لتنتهي كل مشاهدها باللون الأحمر وسط حمامات الدم والدمع وفظاعات وبشاعات القتل والسحل، وهي تزعم أن هذا «ربيع» عربي.. وهو لا ربيع ولا هو عربي.. وإنما مؤامرة مبيتة لتخريب استقرار المنطقة كلها، وتفكيك دولها الوطنية، سعياً لفرض سيطرة جماعات العنف والتطرف الإرهابية الظلامية على الناس. وقد تواطأ كثير من الإعلام الغربي المعادي، والمدخول صهيونياً، مع التمثيلية التنكرية التي ركبت موجتها قناة «الجزيرة» فراح البعض أيضاً في الغرب يثرثر عن «ربيع» في العالم العربي، قبل أن ينقلب السحر على الساحر، وتظهر حقيقة وحجم المؤامرة، وتنتقل عصابات العنف والتطرف والإرهاب التي أحرقت بعض الدول العربية لتستهدف بعض الدول الغربية أيضاً في عقر دارها، وتقترف على أراضيها جرائم إرهابية شنيعة، وهنا انكشفت للغرب، كما انكشف قبلهم للعرب، خطورة تحريض قناة «الجزيرة»، على الإرهاب، ودعم تنظيم الحمدين للجماعات الإرهابية، فكان لابد للعالم كله، بشرقه وغربه، من اتخاذ موقف حازم من نظام الدوحة وقناته الدموية وجماعاته الإرهابية. وبهذه الطريقة بدأت أزمة قطر مع نفسها ومع العالم، وتحولت إلى دولة منبوذة ومعزولة عربياً وإسلامياً ودولياً، وستبقى كذلك حتى تمتثل للشرعيتين العربية والدولية، وتتوقف عن دعم الإرهاب، وتغلق تلك القناة المنحوسة بالشمع الأحمر، مرة واحدة وإلى الأبد. منصور زيدان- دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©