الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحوار مع طالبان أمنية غربية بعيدة المنال

11 أغسطس 2009 01:11
قال محللون إن الحوار مع طالبان الذي يذكره الغرب تكرارا خوفا من تورط قواته في مواجهات دامية في أفغانستان، أمنية بعيدة المنال، نظرا لانعدام ثقة المتمردين في الحكومة وغياب أي داع لديهم لوقف المعارك. وجعل الرئيس الأفغاني حميد كرزاي من الوعد بالتفاوض مع المتمردين أحد محاور حملته الانتخابية. من جهتهم يرحب القادة الغربيون الذين خسروا مؤخرا اكبر عدد من الجنود في أفغانستان منذ وصول قواتهم الى البلاد في أواخر 2001 للإطاحة بسلطة طالبان، بفكرة الحوار مع المتمردين «المعتدلين». لكن المراقبين لا يرون أي بصيص امل للتفاوض مع طالبان التي كثفت هجماتها على حكومة كابول وحلفائها الدوليين. فكرزاي بنفسه دعاهم تكرارا في السنوات الاخيرة الى القاء السلاح والتفاوض، بلا جدوى. وكرر الرئيس الأفغاني هذه الفكرة مؤخرا مقترحا وساطة الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز. غير أن كرزاي الذي يتمتع بأكبر الفرص للفوز في انتخابات 20 اغسطس «ضعيف ومحاط بزعماء حرب وغيرهم من القادة ممن يتبادلون البغض مع طالبان»، على ما أوضح الجامعي الأفغاني ودير صافي، مشككا في ان يكون كرزاي الرجل المناسب لهذه الظروف. واختار كرزاي في حملته لولاية ثانية ترشيح زعيمي الحرب السابقين محمد قاسم فهيم وكريم خليلي الى جانبه لمنصبي نائب الرئيس، وهما ممن قاتلوا طالبان في التسعينات. كما تحالف مع زعيم الحرب الاوزبكي عبدالرشيد دوستم المتهم بقتل آلاف من مقاتلي طالبان، بما في ذلك تصفية من استسلم منهم بعد الاجتياح الاميركي في اواخر 2001 . فبعد رص الصفوف من معاقلهم في المناطق القبلية الباكستانية، في المقابل الآخر من الحدود غير المضبوطة، ضاعف مقاتلو طالبان هجماتهم في السنوات الاخيرة. وأدت المواجهات إلى مقتل اكثر من ألفي مدني في 2008 بحسب الامم المتحدة. ويشير المراقبون الى ان الحركة التي اعتبرها جزء كبير من الغربيين منتهية بعد 2001 استعادت حاليا نفوذا قويا نسبيا على منتصف البلاد. وهذا الواقع بعيد عن وضع الحكومة في موقع قوة للتفاوض، بحسب المحللين. ويعلق صافي «لكن ان لم تبدأ المفاوضات فقد يستمر التمرد عقودا». من جهته يلفت المحلل وحيد مجدا الى ان «طالبان لا تثق في الحكومة»، سيما انه كان موظفا رسميا في حكم الحركة (1996-2001)، مشيرا الى ان «المعلومات غير المؤكدة التي اعلنت عن بدء المفاوضات لم تكن الا محاولة من كرزاي لزرع الشقاق في صفوفهم». واضاف مجددا أن إتمام أي مصالحة لن يستغرق اقل من خمسة أعوام. ورأى المحلل هارون مير انه ما زال ينبغي دفع طالبان التي تواصل عملياتها كالمعتاد من باكستان الى المفاوضات بالضغط العسكري. فالحركة الإسلامية الاصولية لم تحد حتى الان عن الخط الذي اعتمدته منذ 2001، وهو رفض التفاوض قبل رحيل حوالي مئة الف جندي اجنبي منتشرين في البلاد دعما للحكومة. وصرح الناطق باسم طالبان يوسف احمدي «لن نتحادث اطلاقا مع حكومة الدمى التابعة لكرزاي»، نافيا اي خلافات داخلية حول ذلك. واضاف ان «مفهوم مقاتل طالبان المعتدل ليس الا بدعة من المحتل الاجنبي». غير ان ذلك لم يؤثر على قناعات المسؤولين الغربيين. وقال دبلوماسي بريطاني ان «التمرد يعاند وقادر على التأقلم. لكن لديه نقاط ضعف فهو تحالف مصالح واسع، لكنه سطحي»
المصدر: كابول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©