الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مارادونا: لا يوجد «كبير» في «يورو 2016» !

مارادونا: لا يوجد «كبير» في «يورو 2016» !
15 يونيو 2016 17:21
علي معالي (دبي) قبل أن يتوجه الأسطورة دييجو مارادونا لقضاء إجازته السنوية في الأرجنتين بساعات قليلة، حرص النجم العالمي الكبير على التحدث لـ «الاتحاد» في حوار خاص، تناول خلاله الكثير من الموضوعات وصوب في كل الاتجاهات، منها ما يخص الشأن المحلي بفرص منتخبنا الوطني في التأهل لكأس العالم 2018 بروسيا، وكذلك تأهل العين والنصر لمرحلة مهمة من دوري أبطال آسيا، وما سيقوم به من أجل جعل كأس الخليج ضمن روزنامة «الفيفا»، وكذلك الحدث الشاغل للشأن الرياضي العالمي «يورو 2016» بفرنسا وما يصاحبه من أحداث وشغب جماهيري مثير. والأهم في حوار مارادونا هو النقلة الأولى في تاريخ هذه الشخصية الكروية بالاجتماع مع إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي، وما دار بينهما، وما هي الأدوار المهمة التي سيقوم بها الأسطورة بالتعاون الكامل مع رئيس الفيفا، في خطوة هي الأولى في مسيرة مارادونا نحو البيت العالمي الكبير، أو ما يمكن أن نطلق عليه «دولة كرة القدم»، وهذا التحول المهم في مسيرة مارادونا وتداعياته في تصريحات يدلي بها لأول مرة، بعد اجتماع مهم تم في فرنسا، أضف إلى ذلك حديثه عن علاقته مع ميسي، وحقيقة ما دار مع بيليه في المباراة الخيرية بفرنسا. أمم أوروبا نبدأ بالحدث الذي يشغل العالم في الوقت الراهن، وهو كأس أمم أوروبا والشغب الكبير والمستويات الموجودة بالبطولة، وعنها يقول مارادونا «التشاجر الذي وقع بين الجماهير، حدث خارج الملاعب، وليس لكرة القدم دخل فيما حدث بين الجماهير، بل هي نتاج عداوة ربما تكون بعيدة عن ذلك، ولكنني أرى لتجنب هذه الأمور أن يتم الفصل بين الجماهير، لأنه من الصعب السيطرة على جماهير متداخلة بهذا الشكل ما بين روسيا وإنجلترا وألمانيا، وعملية الفصل هذه مهمة القائمين على التنظيم». وأضاف مارادونا «الجماهير المشاغبة معروفة لدى دولها، وبالتالي فإن التعاون يجب أن يكون بين هذه الدول لمنع المشاغبين من دخول الملاعب، ومثلما حدث في إنجلترا في فترات معينة بمنع مشجعين مشاغبين من دخول الملاعب، فإن الاتحاد الأوروبي لابد أن يتدخل لمنع هذه الفئة من الجماهير، حتى لا تبتعد العائلات والأسر الكروية عن المدرجات، وأعتقد أن الاتحاد الدولي لن يقف مكتوف الأيدي حيال هذه التجاوزات، لكن يبقى الحل في هذه الإشكالية في يد الدول التي أظهرت جماهيرها حالات الشغب، ومن المناظر الصعبة في عالم الكرة رؤية الملاعب ملونة بدماء الجماهير، وهو أمر محزن للغاية، وإذا استمرت حالة الشغب الجماهيري فربما تتحول البطولة إلى منحى آخر لا نتمناه، ولابد من البحث عن السلام والحب بين الجميع». وتابع «حتى الآن لم نشاهد المستوى القوي لأمم أوروبا، حيث تفوقت ألمانيا مثلاً بمعاناة شديدة، وحققت إسبانيا وفرنسا الفوز بصعوبة، ولكن المستوى يرتقي من مباراة لأخرى، ولا يزال المشوار طويلاً أمام كل المنتخبات الأوروبية لتقديم الأفضل ومزيد من المتعة الكروية، وهناك تقارب كبير بين مستوى الفرق الكبيرة والصغيرة حتى الآن، وأرى أن بطولة أمم أوروبا من دون فريق كبير حتى الآن». وعما دار بينه وبين بيليه يقول مارادونا «كان التعب واضحاً على بيليه فهو عائد من عملية جراحية، وخرج من المستشفى منذ فترة قصيرة، وكان حديثنا مقتضباً للغاية، وقلت لبيليه إننا يجب أن نكون إلى جوار اللاعبين، ونحاول البحث عن مصلحتهم، ونحاول خدمة الكرة بالشكل المناسب، وبما يعيد النظافة إلى اللعبة بشكل عام». مفاجأة ويلز ربط مارادونا بين المفاجأة التي حققها منتخب ويلز في بطولة أمم أوروبا على سلوفاكيا وبين منتخبنا الوطني قائلاً: «منتخب ويلز صعد لأمم أوروبا للمرة الأولى، وكان صعوده مفاجأة للجميع، ليس هذا فحسب، بل قدم الفريق في أول مباراة عرضاً قوياً وهزم فريقاً كبيراً مثل سلوفاكيا، وهذا يدفعني إلى القول بأنه على المنتخب الإماراتي أن يأخذ الدرس والعظة من مثل هذه الأمور، وهو يخوض تصفيات كأس العالم». وأضاف «حقيقة يجب التأكيد على أن مشوار المنتخب الأبيض في تصفيات المونديال الحاسمة لن يكون سهلاً بكل المقاييس، فالمجموعة التي تضم أستراليا واليابان والعراق والسعودية وتايلاند يمكن وصفها بمجموعة الموت». وتابع: «هذا لا يقلل من فرص الإمارات، فالخيارات والقرارات بيد اللاعبين وأرها متساوية بين أكثر من منتخب، وإن لم يكن تأهل المنتخب بصدارته أو وصافته للمجموعة فهناك فرصة الثوالث، ويجب أن يعتمد المنتخب الإماراتي على تحفيز لاعبيه بكل ما يملك من معنويات، والتأكيد دائماً للاعبين بأنه يتنافس على أرض الملعب 11 لاعباً ضد 11 لاعباً فقط». وأضاف «على المنتخب أن يهتم بكل مباراة بشكل منفصل، ولابد من قيام مهدي علي مدرب المنتخب بإقناع لاعبيه بأنه لا يوجد مستحيل في كرة القدم، وأنه لابد من دراسة المنافسين بشكل جيد للغاية». وعن تأهل العين والنصر للمرحلة الثانية من دوري أبطال آسيا يقول مارادونا «ليس مستبعداً أن نرى فريقاً إماراتياً يفوز بلقب دوري أبطال آسيا، وما فعله الأهلي في النسخة الأخيرة خير دليل، والكرة الإماراتية تطورت بشكل كبير، والاحتراف الحالي له ثماره الإيجابية، وأنتظر الكثير من التألق للأندية الإماراتية على المستوى القاري، نظراً للخبرات المتنوعة، ولا أعتبر فوز فريق إماراتي مستقبلاً بدوري أبطال آسيا مفاجأة في ظل هذا التطور، وأعتقد أن العين والنصر سوف يسيران لأبعد مدى في طريق هذه النسخة». العلاقة مع الساحر وانتقل مارادونا إلى نقطة مهمة بشأن العلاقة بينه وبين الساحر ميسي لاعب برشلونة، وما قيل عنه إنه ينتقد النجم الأرجنتيني بعدم قدرته على قيادة منتخب التانجو، قائلاً: «يحاول الكثيرون إحداث الوقيعة بيني وبين ميسي، وهذا لن يحدث مطلقاً، لأن كل فرد يعلم حقيقة وقوة العلاقة بيننا، وبالتالي سوف تفشل كل محاولات الوقيعة، نظراً لمتانة العلاقة، وأنا أرى أن ميسي يقدم الكرة الممتعة بعيداً عن موضوع قيادته للفريق في الملعب كقائد، وبالتالي علينا أن نجعله يلعب ويمتع كل من يشاهده بعيداً عن أي أحاديث أخرى خارج هذا الإطار الذي يشهد دائماً حالات من الشد والجذب غير المجدية، وما حدث من كلام بيني وبين بيليه بشأن ميسي في فرنسا تمت ترجمته بشكل خاطئ، وقيل إنني أكره ميسي، وهذا لم ولن يحدث لأن علاقتي مع ميسي قوية للغاية، ولذلك عندما سمع هو أنني أوجه له نصائح سارع بالقول، سأهتم بتنفيذ نصائح مارادونا لأنه يعرفني جيداً ويعلم مدى الود والحب بيننا، وما قلته أن نجعل ميسي يهتم أكثر بلعب الكرة بعيداً عن كونه قائداً للمنتخب، وهناك احترام متبادل بيننا». دييجو يطلب الاستفادة من خبرات بيليه «الفيفا» يمنح «الأسطورة» صلاحيات لخدمة كرة «التانجو» دبي (الاتحاد) يقول مارادونا «حاولت طوال 30 سنة سابقة التعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولم أوفق في ذلك، ولكن خلال زيارتي الأخيرة لفرنسا مع انطلاق يورو 2016 التقيت مع السويسري إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي، وكان لقاء مثمراً للغاية، وأرى أن كرة القدم تحتاج إلى التغيير في الكثير من الاتجاهات، ونحن كلاعبين سابقين من الممكن أن نساعد الفيفا في ثوبها الجديد من خلال تقديم الدعم والعون لإنفانتينو بكل ما نملك من خبرات طويلة في هذا المجال». وأضاف: «أرى أنه ربما يكون لبيليه دور في الفترات المقبلة مع الفيفا، حيث تحدثت مع إنفانتينو في هذا الشأن بأن نستفيد من تاريخه الطويل، كما أنني أرى أن عملي خلال الفترة المقبلة في مجال الرياضة الإماراتية سيتطور بشكل كبير من خلال العلاقة الجيدة مع الفيفا، وبالتالي يمكن أن يصل الصوت الإماراتي بسهولة للبيت العالمي الكبير في كرة القدم». وعما دار بينه وبين رئيس الاتحاد الدولي قال مارادونا «طلب مني إنفانتينو أن يكون هناك تعاون بيننا خلال الفترات المقبلة، من أجل مصلحة اللعبة على مستوى العالم، وطلبت منه الشفافية الكاملة في العمل لأنني تعاملت من قبل مع أشخاص آخرين بالفيفا ومنهم ميشيل بلاتيني، لكن لم يكن هناك أي شفافية في العمل، وهو ما طلبته من رئيس فيفا الجديد، وكان الفساد يعم الاتحاد الدولي في السابق، لكنني وجدت أن هناك الكثير من اللاعبين والأصدقاء يتحدثون عن إنفانتينو بشكل جيد، وبالتالي وجدت الرغبة المشتركة في التعامل بيننا». وعن الدور الذي سيقوم به مارادونا خلال الفترة المقبلة في الاتحاد الدولي، قال: «سأبدأ بمهمتي الأولى على كرة القدم بالأرجنتين في ظل الأمور غير المستقرة حالياً هناك، وسوف أقدم للفيفا تقريراً كاملاً عن المرشحين في اتحاد كرة القدم الأرجنتيني قبل الانتخابات المقبلة، وذلك بعد سنوات طويلة من الفساد عاشها الاتحاد الأرجنتيني بشكل عام في ظل قيادة الرئيس السابق جراندونا، ولست أدري كيف لاتحاد في حجم الأرجنتين يكون مفلساً، فلدينا منتخب عالمي يحقق العديد من الانتصارات، ولكن بسبب الفساد المستشري بين جدران ذاك الاتحاد فإن الإفلاس أصبح عنوانه، والاتحاد الدولي بدوره أرسل 3 مندوبين عنه لمتابعة الموقف هناك، وأنا بدوري سأنقل الصورة والحقيقة كاملة لكي تسير الكرة الأرجنتينية في طريقها السليم». وأضاف: «لن تكون لدي تصفية حسابات هناك، بل إنني أبحث في النهاية على أن تكون الكرة الأرجنتينية نظيفة، وتنطلق للأمام بنزاهة وشفافية بعيداً عن الاختلاسات والسرقة التي كانت في السابق، ولكن الواضح خلال الفترة المقبلة سيتم القضاء على من تسببوا في الفساد، وسيكون التعاون في النهاية لمصلحة اللعبة». وعن محاولات التدخل الحكومي في شأن الاتحاد الأرجنتيني يقول مارادونا: «لن تستطيع الحكومة الأرجنتينية التدخل في ذلك، لأنه لو حدث فستكون كارثة على الكرة هناك، والفيفا لن يسمح بذلك». شكر إلى «الاتحاد» دبي (الاتحاد) قبل أن يبدأ الحوار الصحفي مع الأسطورة، أمس الأول، بمقر إقامته بجزيرة النخلة، وجه مارادونا الشكر إلى صحيفة «الاتحاد» قائلاً «أشعر بسعادة كبيرة عندما ألتقي الجريدة، كونها من الصحف التي حرصت على متابعتي في كل صغيرة وكبيرة منذ قدومي إلى دبي، وتحديداً منذ أن وطئت قدماي لنادي الوصل، وكان حرص الجريدة أكثر من ممتاز بأنها جعلتني أكتب تحليلات هي الأولى لي، والتي قمت بها في كأس العالم الأخيرة التي جرت في البرازيل». وأضاف «تقديري وحبي كبير لهذه الجريدة دون بقية وسائل الإعلام الموجودة، مع كل الاحترام للجميع، ولكن صحيفة الاتحاد كانت قريبة مني، وبالتالي فكان علي أن أكون قريباً منها، وأن أشكر القائمين عليها من كل قلبي، فقد تعاملوا معي بمنتهى الاحترافية العالية». جهود كبيرة لإدراج كأس الخليج ضمن روزنامة «الفيفا» دبي (الاتحاد) خلال فترة وجود مارادونا بيننا لسنوات عدة، تابع عن قرب بطولات كأس الخليج العربي للمنتخبات، ولذلك أبدى الأسطورة تعجبه من عدم وجودها في روزنامة الاتحاد الدولي لكرة القدم، وعندما تحدثنا معه عن دوره فيما يُمكن أن يقدمه لهذه البطولة التاريخية، وكذلك الدور الذي سيلعبه من أجل البحث في تطوير الكرة الإماراتية قال: «بعد العودة من الإجازة سأطلب اللقاء مع مروان بن غليطة رئيس اتحاد الكرة لتقديم الدعم المطلوب، خاصة أن وسائل التطوير متاحة». وأضاف: «ليس هذا فحسب بل سيكون هدفي المقبل هو كيفية جعل كأس الخليج للمنتخبات ضمن روزنامة الاتحاد الدولي، لأنني أصبحت أعلم ماذا تمثل هذه البطولة التاريخية العريقة لدول الخليج بشكل عام، وهو ما سأتحدث بشأنه مع إنفانتينو في ظل الجماهيرية الكبيرة والمستوى المتميز الذي شاهدته في بطولات الخليج التي تابعتها عن قرب خلال وجودي معكم، وبالتالي سيكون هناك اجتماع مع القائمين على شأن هذه البطولة ذات التاريخ لمعرفة كيفية جعلها ذات طابع دولي، وسأقوم بنقل الصورة كاملة للفيفا عن هذه البطولة التي تحظى بشعبية كبيرة في المنطقة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©