الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

للرسوم حروبها أيضاً

7 ابريل 2018 20:39
«أوروبا يجب أن تظهر قوتها في الرد على رسوم ترامب» جان إيف لو دريان، وزير خارجية فرنسا العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا، ليست جيدة. والسبب معروف للجميع. الإدارة الأميركية الحالية اختارت الانطواء في بعض المجالات المحورية، حتى وإن تعارض ذلك مع ثوابت التحالفات التاريخية التي جمعت واشنطن بالعواصم الأوروبية الغربية على وجه الخصوص. وإذا كان الأمر كذلك مع الحلفاء، لا غرابة عندما ينسحب على غير الحلفاء. إدارة الرئيس دونالد ترامب، تبقى من أوضح الإدارات التي مرت على الولايات المتحدة قاطبة، وتظل طروحاتها صادقة بعيدة عن سراديب الدبلوماسية المعقدة، بصرف النظر عن الاختلاف أو الاتفاق معها. والإيجابية هنا موجودة حتى لو كان الطرح سلبيا من وجهة نظر هذه الجهة أو تلك. على هذا الأساس، يمكن التعاطي بوضوح أيضاً مع الإجراءات التي يتخذها ترامب مع الحلفاء والأصدقاء والأعداء. ليست مهمة (عند الرئيس الأميركي) تحذيرات منظمة التجارة العالمية، من الأضرار الاقتصادية التي قد تنشأ من حرب تجارية عالمية. لذلك قرر تطبيق تعريفات جمركية على واردات الفولاذ والألمنيوم بقيمة 50 مليار دولار من الصين. ولا يبدو عليه أنه اهتم بقيام بكين بتطبيق رسوم جمركية على واردات 128 منتجاً أمريكياً، كخطوة انتقامية ضد واشنطن. فالرجل يرى أن ما يقوم به يصب في مصلحة بلاده، بصرف النظر عن الأدوات والتحذيرات، وحتى التهديدات. هذا موقفه في الواقع منذ عقود، أي قبل أن يصل إلى البيت الأبيض. وقراءاته الاقتصادية مختلفة عن غالبية القراءات على الساحة الأميركية، مع ضرورة الإشارة، إلى أن التجارة الصينية كانت دائماً تشكل أزمة متوارثة لكل الإدارات الأميركية السابقة. حتى أولئك الذين لا يتفقون مع ترامب في علاج هذه المسألة، يمنحونه «مصداقية» ما في تعاطيه مع الرسوم التي فرضها على الواردات الصينية. وكأنهم يقولون «نعم الصين تستحق». لكن الأمر ليس كذلك عندما يتعاطون مع رؤية الرئيس الأميركي للعلاقة التجارية مع الاتحاد الأوروبي. فهذا الأخير حليف على كل الأصعدة، ولم تكن هناك مشاكل تجارية كبرى معه. وحتى لو وقعت خلافات بين الحلفاء، من السهل حلها بما يرضي أطرافها. لذلك وقفوا معارضين، ولاسيما في أعقاب إعلان الاتحاد موقفاً دفاعياً صريحاً قوياً. دون أن ننسى، مرارة المفوضية الأوروبية العلنية، من تشجيع ترامب لبريطانيا في الإسراع بإتمام خروجها من الاتحاد. هذه المناوشات (بل والتهديدات)، أرضت جهات لا تريد للتحالف الغربي التقليدي أن يكون قوياً دائماً. لا يزال موضوع الرسوم بين الولايات المتحدة وأوروبا قيد التقاذف الكلامي المتصاعد، رغم أن ترامب قال، إنه قد يفرض (مثلاً) رسوماً مرتفعة على واردات السيارات من أوروبا. نعرف أن الحروب تنشب بين الأعداء لأهون الأسباب، لكن الأمر سيكون صادماً لو نشبت فعلاً بين الحلفاء للأسباب نفسها! مهلاً، هل تنظر أوروبا الآن إلى الولايات المتحدة كحليف؟ بعض المسؤولين في عواصم القرار بالاتحاد الأوروبي، يرون عكس ذلك، وتحلوا بالشجاعة للحديث عن ذلك علناً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©