مقتل طالب بصدامات مع الشرطة في دارفور

قتل طالب في شمال دارفور في صدامات مع الشرطة السودانية التي فرقت بالغاز المسيل للدموع تظاهرة ضد منع النشاطات السياسية. وقالت صحيفة “الصحافة” المستقلة نقلا عن شهود إن جمال آدم مصطفى قتل أمس الأول في حرم جامعة الفاشر بعد دخول حوالى عشر آليات للشرطة التي جاءت لقمع المحتجين. من جهتها، قالت صحيفة “الرأي العام” الحكومية أن سبعة أشخاص جرحوا في أعمال العنف. وقالت “الصحافة” إن التظاهرة جرت إثر قرار اتخذته الجامعة مطلع الأسبوع بمنع النشاطات السياسية والثقافية. وتتهم سلطات شمال دارفور المتظاهرين بالانتماء إلى مختلف فصائل الجيش الشعبي لتحرير السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان. وهي تتهمهم أيضاً بمهاجمة طالب عضو في حزب المؤتمر الوطني الحاكم. ويشهد شمال السودان منذ يناير تظاهرات متفرقة من أجل تغيير النظام والمطالبة بالحريات المدنية والاحتجاج على الارتفاع الكبير في الأسعار ، بمبادرة من طلاب عن طريق الشبكات الاجتماعية على الإنترنت. لكن الحكومة تبنت موقفاً متشدداً منهم بينما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المتظاهرين واعتقال عدد منهم. واتهمت هيومن رايتس ووتش السلطات باتباع سياسة قمع منهجية وإساءة معاملة المعتقلين وتعذيبهم في بعض الأحيان. من جانب آخر ، أكد الوسيط القطري بشأن السلام في دارفور وزير شؤون الدولة بوزارة الخارجية القطري الدكتور أحمد بن عبد الله آل محمود أن المفاوضات غير المباشرة بشأن الوثيقة النهائية للسلام في دارفور تمضي وفق البرنامج الزمني المحدد لها مشدداً علي أن أي تغير في برنامج الوساطة أمر غير محتمل.وسلم آل محمود الذي وصل الخرطوم أمس الأول في زيارة قصيرة الرئيس السوداني عمر البشير رسالة خطية من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك. ونفي آل محمود التقارير التي تحدثت عن انسحاب بعض الحركات من المفاوضات في الدوحة أو مطالبتها بتجميدها لبعض الوقت مؤكدا أن الوساطة لم تتلق إخطارا من أي حركة برغبتها في الانسحاب وأن المشاورات بين كافة الأطراف تسير بشكل جيد.وقال إن الوساطة تلقت ردودا من الحركات المشاركة في المفاوضات حول رؤيتها في الوثيقة النهائية لحل الأزمة في دارفور وهي بصدد النظر فيها عبر اجتماعات مستمرة في الدوحة مؤكداً أن لقاءاتهم سوف تتواصل مع كافة الأطراف بهدف الوصول إلي اتفاق علي الوثيقة مبيناً بأن زيارته إلي الخرطوم تأتي في سياق التشاور المستمر مع القيادة في السودان بشأن الوثيقة النهائية لسلام دارفور. وأكدت الوساطة القطرية أن الوثيقة النهائية بلغت مراحل متقدمة كونها تتضمن معالجات عادلة لكافة الأطراف تم سردها عبر الفصول الستة للوثيقة.وكانت مفاوضات الدوحة بشأن دارفور بين الحكومة السودانية وحركات التمرد قد استؤنفت نهاية فبراير الماضي عقب توقفها زهاء الشهرين بعد مغادرة الوفد الحكومي للمفاوضات في شهر ديسمبر الماضي لكن المفاوضات هذه المرة أخذت طابعا مغايرا حيث تجرى بشكل غير مباشر.وتتوقع الحكومة السودانية بحسب تصريحات سابقة لمستشار الرئيس السوداني مسؤول ملف دارفور الدكتور غازي صلاح الدين العتباني التوقيع علي الوثيقة قبل نهاية شهر يوليو المقبل بالتزامن مع الانفصال الرسمي لجنوب السودان عن الشمال.