الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد الكعبي: عمل الخير «سر سعادتي»

محمد الكعبي: عمل الخير «سر سعادتي»
15 يونيو 2016 12:34
نسرين درزي (أبوظبي) أكثر من 15 عاماً أمضاها محمد خميس مطر الكعبي في العمل التطوعي بهيئة الهلال الأحمر، ولا يزال يواظب على تكافله على الرغم من ارتباطاته بعمله الوظيفي، إذ يهب جزءاً يسيراً من وقته لفعل الخير، عبر إدارة الإسعافات الأولية داخل الدولة وخارجها، ومن أهم الأدوار التي قام بها خلال مسيرته التطوعية المساهمة في البرامج المعتمدة دولياً حول معايير إغاثة الكوارث والتعامل مع الأزمات وإنشاء المخيمات. ومن المبادرات التي تحمل اسمه في هذا المجال «فالكم طيب» التي تعمل على تحقيق أمنيات ذوي الاحتياجات الخاصة لتزرع الابتسامة في قلوبهم. وتحدث محمد الكعبي عن التنظيمات التي يشارك فيها سنوياً داخل الدولة، ومنها يوم اليتيم العربي، وجائزة عون، حيث يتولى مهام التنظيم والإشراف، وتقديم الفقرات، وتكريم الأيتام المميزين. وأشار إلى أن دولة الإمارات من أكثر الدول في كفالة اليتيم على مستوى العالم، وكذلك في توزيع الوجبات على الصائمين، وكلها أمور مؤثرة، تندرج ضمن مسؤولياته في الإشراف على الخيم الرمضانية تحت مظلة «الهلال الأحمر». وتمتد بصمات الكعبي في عمل الخير إلى المبادرات البيضاء خارج حدود الوطن، حيث ساهم مرات عدة في حملة «عونك يا يمن»، وسافر إلى عدن ضمن وفد تطوعي، كانت له أكثر من مهمة، منها تجهيز الطرود الغذائية، وتوزيع العطايا على الأسر المحتاجة، وإحصاء المدارس المتضررة بسبب الحروب، وتجهيزها على أكثر من مرحلة، وهناك كان شعوره مختلفاً لأن حاجة المنكوبين ملحة، وليس أجمل من ابتسامة رضا على وجوههم، ومع كل مساعدة يقدمها أو إرشاد يوجهه في سبيل إصلاح وضع أو إخماد جوع أو حاجة لسكن وتعليم، شكر الله عز وجل على أنه سخر له هذا الدور الملهم والمأجور. غرس الطمأنينة ومن الروايات عن التجارب الميدانية التي عاشها الكعبي خلال مهامه التطوعية في اليمن يمكن التعرف إلى الفرق بين إجراءات الإغاثة التي تختلف بين منطقة وأخرى، فمساعدة الدول المنكوبة بسبب الفيضانات تختلف عن مساعدة الدول الفقيرة أو تلك الواقعة تحت الحروب. وفي اليمن تعرف إلى ثقافة شعب وبلاد، ووقف عند احتياجات الأسر تحت خط الفقر جراء الحروب، وفي اليمن تلمس نعمة رب العالمين على دولة الإمارات وشعبها، حيث يسود الخير والأمن والأمان، وكله يعود إلى البيئة المعطاءة لشعب الإمارات الذي نشأ على حب الخير، حيث تصل مساعدات دولة الإمارات إلى مختلف الشعوب المنكوبة والمحتاجة بما لا يعد ولا يحصى من أشكال الدعم المالي والصحي والتعليمي والإنمائي. والكعبي يجد السعادة في العمل التطوعي غير المرتبط بأي غاية أو وسيلة، وبهجته لا توصف عندما يلمح الفرح على وجوه من يخدمهم وكأنهم بذلك يدعون له ولوطنه ولشعبه بدوام الخير والنعم. وتحدث المتطوع عن زيارته الأخيرة اليونان ضمن وفد «الهلال الأحمر» لتجهيز مخيمات للشعب السوري. وقال: «إنه كان يخرج إلى عمل الخير مع المتطوعين مع شروق الشمس ولا يرجعون إلا بعد المغرب. وأي تعب يشعرون به يتبدد بمجرد التأكد من أنهم في هذا اليوم أو ذاك غرسوا الطمأنينة في نفوس الأطفال». فالكم طيب وتحدث المتطوع الكعبي عن مبادرة «فالكم طيب» المسجلة باسمه في «الهلال الأحمر»، والتي اقترحها على إدارة الهيئة، وحصل على موافقتها، إذ تهدف إلى تحقيق أمنيات ذوي الاحتياجات الخاصة. وكان بدأ العمل عليها قبل عامين، ولاقت صدى طيباً، مما دفعه إلى تطويرها بنية أن يصل بها إلى أكبر شريحة من المحتاجين. وبداية الفكرة انطلقت في زيارة له إلى مركز للمعوّقين، حيث طلب منه الشباب فيما لو كان بالإمكان مقابلة عمر عبد الرحمن لاعب منتخب الدولة لكرة القدم، والمعروف بـ«عموري». عندها لمعت بباله مبادرة «فالكم طيب»، ووجد الدعم من «الهلال الأحمر» التي رحبت بهذه الخطوة، وخصصت لها رصيداً كافياً. وبعد التواصل مع نادي العين، حيث يلعب «عموري» تم تنسيق اللقاء الذي أفرح قلوب المعوّقين إلى أقصى حد، ومن الأحلام التي تم تحقيقها على يد الكعبي بمساندة «الهلال الأحمر»، طلب لشاب معوّق لطالما حلم بالطيران، إذ قرر الكعبي مخاطبة فريق صقور الإمارات للطيران الشراعي الذين وفروا كل مستلزمات هذه التجربة المثيرة. وحلم آخر تحقق بتنفيذ رغبة شاب آخر بأن يكون ضابط شرطة ولو ليوم واحد. وبمساعدة إدارة مرور العين، تم تجهيز اللباس العسكري المناسب، وتنسيق دورة كاملة حولت الخيال إلى واقع، وهكذا تمكن الشاب المعوّق من عيش شخصية الضابط الذي يمثل له القوة والعنفوان. دعوة إلى إطلاق المبادرات بهذا النهج المتفائل والداعي إلى إسعاد الآخرين بما تيسر، يفخر الكعبي بالدور الإيجابي الذي يلعبه، ويدعو الشباب إلى إطلاق المبادرات لدعم المجتمع المحلي ومناهضة نوايا الخير. ويرى أن المواطن العربي عموماً يتمتع بسمات لا بد من المحافظة عليها وتعزيزها دائماً بالثناء. وأهمها التكافل الاجتماعي وتقديم الهبات وفتح نوافذ العون ليعم الخير أرجاء الأمة. وكل ذلك ممكن بحسب رأيه مع وجود الإصرار والعزيمة والقناعة بأن شيئاً لا يقف في وجه الخير لأن الجميع قادرون عليه. ولاسيما فئة الشباب بما لديهم من طاقة ومعارف من المفيد توظيفها لخدمة الآخرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©