السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شهداء الكلمة

4 مايو 2010 21:27
بالمختصر.. قلمه انكسر، بس قلبه ع اللي بيحاربه انتصر.. قال كلمته، ريح ضميره وذمته، وبكل عزمه وهمته، كشف الحقيقة، قامت حريقة، وفي لمح البصر.. صوته اتمنع، بعد اما كان من أعلى سلطة بيتسمع، دلوقتي باسم المجتمع، نجمه انطفى، وهناك ورا الشمس اتنفى، وان كان ولابد، حيقولوا اختفى.. تلك كلمات الصديق العزيز الإعلامي المصري محمد سعيد محفوظ وهو يدعونا لتخليد شهداء الصحافة في اليوم العالمي للصحفيين الذي يصادف اليوم الثالث من الشهر الخامس من كل عام. كأن محمد سعيد هو الوحيد الذي يحمل هموم المهنة وهموم شهداء الكلمة الذين يذهبون بصمت وينسون في وسط زحام الحياة، فهو قام بتأليف وإنتاج هذه الأغنية وهي بعنوان (قال كلمته) ومن ألحان الموسيقار الكبير محمد ضياء، وغناء المطربة المغربية أمنية. وتم تسجيلها في وقت قياسي، وأهداها كل فريق العمل للصحفيين الذين دفعوا حياتهم ثمناً للكلمة والرأي الحر، وبخاصة الذين فقدوا أرواحهم خلال تغطياتهم الميدانية في العراق وفلسطين خلال السنوات الماضية، وهي مستوحاة من الدراما الوثائقية التي أخرجها محفوظ قبل عامين بعنوان (أي كلام) عن معاناة الصحفيين والوجه الإنساني للمهنة، والتي حازت على جائزة من مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية العام الماضي، ويحسب لمحمد سعيد هذا الاهتمام وهذه الأغنية التي تعد الأولى من نوعها وتلقي الضوء على مهنة الصحافة التي نسي أصحابها أهميتها ورسالتها وأهدافها. كان يفترض أن التقي محمد سعيد في القاهرة الأسبوع الماضي من أجل دعمه معنوياً على الأقل، لكن حتى ذلك لم استطع تقديمه فقد كنت على عجل حالنا جميعا معشر الصحفيين ننشغل حتى عن القضايا التي تخصنا أو تلك التي يمكن أن تذكرنا بقيمة هذه المهنة التي طغى عليها كل شيء، وكادت أن تفقد بريقها الذي كان يلمع في يوم ما قبل أن تدجنها الحكومات أو المجتمعات التي لم تعد ترغب في سماع الحقيقة لأن الحقيقة مرة في كثير من الأحيان. في السنوات الأخيرة لم تعد مهنة الصحافة تبحث عن الحقيقة، ولم تعد ضمير الأمة أو مرآة الشعب، صارت تركن إلى نقل ما يعجب الناس بصورة انفعالية وليس نقل ما حدث بصورة موضوعية ،وهذا على المستوى العالمي وليس في منطقتنا العربية ،فهناك نوع من الغشاوة تغطي عمل الصحفيين لابد أنها تزول في يوم ما، ويبقى أمثال محمد سعيد ليذكرونا بأن هناك فعلا من دفعوا حياتهم ثمنا لحرية الكلمة وثمنا للحقيقة. سعيد سالم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©