الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خادمات المنازل.. من «السحر» إلى الهيمنة الثقافية

خادمات المنازل.. من «السحر» إلى الهيمنة الثقافية
9 أغسطس 2009 00:41
الخادمة أو الشغالة أو المربية الأجنبية، كلها مسميات لشخصية واحدة تأتي إلى بيت مخدومها للعمل ومساعدة ربة البيت، ولكنَّها غالباً، وبعد أن تعرف كل صغيرة وكبيرة في البيت، تثير المشاكل، وتقلب منزل مستخدميها رأساً على عقب. تتحول إلى قنبلة موقوتة بين أفراد الأسرة، فهي تغزو عقول الأطفال بثقافتها، وتكون شرارة خراب بين الزوج وزوجته، بل إنها، في معظم الأحيان، أداة لارتكاب جرائم السرقة والسحر، وهنا تكمن المشكلة، أضرارها كثيرة ومنافعها قليلة، ووجودها في أي بيت خطر داهم لابد من تفاديه. هذا ما تؤكده ربات البيوت استنتاجاً من تجاربهن مع الشغالات، حيث يجدن أنَّ خدم المنازل «مشاكل ووجع رأس». حسن الظن تؤكد أم سعيد أنَّها كانت تعتبر الخادمة التي عملت منذ أكثر من 10سنوات، بمثابة واحده من العائلة، ولم تكن تتوقع أن تسرقها بعد هذه العشرة، وتروي متحسرة: «عندما حان وقت رحيلها إلى بلادها، راودني إحساس إن الشغالة سرقتني، وكنت من النوع الذي أؤيد فكرة تفتيش الخادمة قبل السفر، وهذا ما أنصح به صديقاتي بشدة». وذلك «حتى لا يقع الفأس بالرأس»، على حد قول أم سعيد، التي كانت ترفض هذا الإجراء في السابق لثقتها العمياء بأنَّ خادمتها لن تسرق شيئاً من منزلها. تتذكر تلك الأيام العصيبة قائلة: «فوجئت باختفاء خمسة آلاف درهم في ظروف غامضة، وبعد إلحاح وإصرار شديدين من جارتي بضرورة تفتيش الخادمة، وجدت المبلغ كاملاً في مظروف مغلق، إلى جانب صور شخصية لجميع أفراد الأسرة، وبعض الأجهزة الكهربائية الصغيرة، وهاتف متحرك». وتضيف: «لم أتوقع أن أجد كل ذلك عندما فتشت حقائبها دون علمها حيث كانت طوال فتره عملها تتحلى بالأمانة والاحترام، كما أنها لم تلق مني أي مضايقات، بل كنت أعاملها بذوق رفيع، متنبهة لكونها مغتربة عن أهلها، ولكن خاب ظني فيها». كشفته الفاتورة فوجئ عبد العزيز حمد وهو ينظر إلى الفاتورة الخاصة بهاتف منزله، حيث إنَّ المبلغ بدا له مرتفعاً. وهو تعود أن لا تتجاوز فاتورة الهاتف مبلغ 300 درهم. إلا أن الفاتورة الجديدة حملت أضعاف هذا المبلغ بكثير، لتصل إلى ثمانية آلاف درهم. وزادت حيرته لكون معظم المكالمات خارجية إلى الفلبين، وهو لم يتصل خارج البلد ولو لمرة واحدة، كما أنه قد أنهى خدمات المربية الفلبينية منذ ستة أشهر، مما أبعد الشكوك حول المربية السابقة، لا سيما أنَّ المكالمات التي رصدتها الفاتورة كانت تتم بشكل شبه يومي. ولم يفك طلاسم لغز هذه المكالمات المكلفة سوى طفلته الصغيرة التي لم تكن تتعدى الخامسة من العمر، هي تعودت على التردد على الغرفة الخاصة بالسائق، وقد فوجئ عبدالعزيز بطفلته وهي تحمل في يدها صورة للعاملة السابقة. وعندما اتجه الأب إلى السائق مستفسراً عن سر وجود صورة الخادمة السابقة لديه. صارحه السائق»بأنَّه على علاقة مع المربية، وهما اتفقا على الزواج بعد نهاية عملهما لديه، ومن شدة تعلقه بها لم يتحمل غيابها، فكان الهاتف وسيلته لإيصال أشجانه، دون إدراك منه بأن الفاتورة ستفضحه. مشكلة خارجية أن تحدث الخادمة مشاكل داخل البيت فهذا شيء متوقع وطبيعي، أما أن تمتد المشاكل حتى في السفر والرحلات الصيفية والشتوية فهذا هو الشيء الغريب، حيث إن البعض من الأسر تحرص على أخذ الخادمة معها أثناء السفر، وما يقوله عمران أنيس عن تجربته في هذا السياق مثيرا للاهتمام: «في سفرتي الأخيرة هربت خادمتي منا، ونحن خارج البلاد شعرت هنا أن الرحلة تحولت من «نعمة إلى نقمة»، حيث واجهت سلسلة من المتاعب مع الجهات المختصة في ذلك البلد، بين تحقيقات واستفسارات وبحث، وربما اتهامات عن حقيقة هروبها». ويسترسل قائلا: «بعد هذه التجربة المريرة أقسمت الا آخذ الخادمة مع الأسرة في سفرها.» تحرش جنسي من جانبها ترفض منى فخري حسين رفضاً باتاً أن تأتي بخادمة إلى المنزل، فالخدم حسب قولها «أصحاب مشاكل ووجع رأس. تسترسل قائلة: «سمعت الكثير من مشاكل المربيات الأجنبيات من صديقاتي، وأسوأ مثال ما قامت به شغالة صديقتي مع ابنتها، حيث كانت تتحرش بها جنسياً، وبمجرد أن عرفت الأم بهذه المأساة حجزت تذكرة للخادمة في نفس اليوم واللحظة، ودون تردد أعادتها إلى بلادها بلا عودة». وتضيف منى: «أنََّ الخدم مشاكلهم كثيرة، ومن الأفضل للمرأة أن تعتمد على نفسها في تربية وتنظيف البيت، بدل وجع الرأس ومشاكل لها أول وليس من آخر لها». تحمل أم سلطان رأياً مناقضاً لما سبق: «نحن النساء لم نعد نستغني عن الخادمات في البيوت، علماً أن كل الأجهزة الكهربائية موجودة لدينا، ولكن لا أعرف لماذا نحن نحب الشقاء، واستقدام الخادمة من الخارج الأمر الذي يكلفنا مادياً». تعمل عند غيري بدورها تقول شاهيناز رازق: «لا يخلو بيت من البيوت من مشاكل مع الخدم، وقد كانت لدي خادمة اتفقت معي على السفر والعودة بعد انتهاء إجازتها، وأعطيتها مقدماً راتب شهر مع تذكرة عودة، هي رجعت إلى هنا، وهي تعمل الآن عند عائلة أخرى، فيما لا تزال على كفالة زوجي، وتضيف:» لقد رفض مكتب الاستقدام إعطاءنا تأشيرة»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©