الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رياح تغيير قوية تهب على مؤتمر «فتح»

رياح تغيير قوية تهب على مؤتمر «فتح»
8 أغسطس 2009 01:26
على الرغم من المداخلات الصاخبة التي تخللت المؤتمر العام لحركة «فتح» منذ انطلاق أعماله في بيت لحم , حيث حمَّل عدد كثير من المندوبين القيادة الحالية في «فتح» مسؤولية الإخفاقات، واحتجوا بشدة على غياب التقارير الإدارية والمالية طوال 20 عاما، تبدو إعادة انتخاب الرئيس محمود عباس اليوم «مرشح التوافق» قائدا للحركة، أمرا مضمونا ـ بحسب المندوبين ـ في حين يمكن أن يخسر سائر القادة الحاليون مناصبهم في الهيئات العليا لمصلحة جيل جديد. واستعدت فتح» التي يترأسها الرئيس عباس، لانتخاب قيادة جديدة للمرة الأولى منذ عشرين عاما، من اجل إحياء نفسها بعدما أضعفتها مواجهاتها مع حركة «حماس» وانشقاقاتها الداخلية وسوء إدارتها. وستشكل انتخابات لجنة مركزية جديدة من 21 عضوا ومجلس ثوري من 120 عضوا العنصر الأهم في مؤتمر «فتح» وهو الأول لها منذ عام 1989 وبلغ عدد المرشحين لعضوية اللجنة المركزية 131 وللمجلس الثوري 496 مع صباح امس بحسب مندوبين. وصرح مندوب رفض كشف اسمه لوكالة «فرانس برس»: «تهب رياح تغيير قوية في المؤتمر. في رأيي أن ما لا يقل عن نصف الأعضاء الحاليين في اللجنة المركزية والمجلس الثوري سيتم استبدالهم». ويتوقع أن يترك بعض «الحرس القديم» مناصبهم لمصلحة شباب في اللجنة المركزية التي تدير الحركة. ويبدو الأمين العام لحركة «فتح» في الضفة الغربية والذي تعتقله إسرائيل مروان البرغوثي, والرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي جبريل الرجوب، وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات, المرشحين الأوفر حظا. كذلك, يطمح محمد دحلان الذي كان رجل «فتح» القوي في قطاع غزة، والقريب من الأميركيين، الى الانضمام للجنة المركزية رغم زوال حظوته بعد هزيمة الحركة أمام «حماس» في غزة، والتي نسبت اليه في شكل كبير. وقد رشّح النائـــــــب دحلان نفسه لعضوية اللجنة المركزية للحركة قبل اغلاق باب الترشيح قبل ظهر امس، وجاء ذلك بعد جدال طويل حول موضوع تصويت أعضاء المؤتمر المنتمين الى قطاع غزة . وجاء ترشيح دحلان بعد أن جرى اتفاق تم ترسيخه بين القادة، يقضي بالسماح لأعضاء مؤتمر فتح من قطاع غزة بالتصويت اليوم السبت، عن طريق الهاتف الخليوي، بحضور المؤتمرين مجتمعين، وبناء على هذا الاتفاق قام دحلان بترشيح نفسه. ورحب القيادي في حركة «فتح» ابراهيم أبو النجا بفكرة إجراء الانتخابات متزامنة مع المؤتمر السادس في مدينة بيت لحم، لقادة وكوادر «فتح» في قطاع غزة، عبر الهاتف اليوم للجنة المركزية والمجلس الثوري. وقال ابو النجا، انه طالب القيادة بايجاد طريقة وصيغة تمكن «فتح» في غزة من المشاركة، مؤكدا انه يرفض وحركة «فتح» في غزة، مبدأ «الكوتة» او المحاصصة، أو عقد مؤتمر اخر في غزة لاحقا، مضيفا انه لن يرفض اى فكرة او صيغة تمكن «فتح» من المشاركة في انتخابات المؤتمر السادس لـ»فتح» في الوقت ذاته مع انعقاد المؤتمر في بيت لحم. وكانت إدارة مؤتمر «فتح» السادس، قد أجلت الجلسة الصباحية للمؤتمر، حتى ساعات بعد ظهر امس، ليتمكن المؤتمرون من تأدية صلاة الجمعة، كما مددت أعمال المؤتمر لليوم الرابع، حيث كان من المقرر أن يختتم المؤتمر مساء الخميس،على أن تنتهي غدا الأحد. وكانت مصادر فلسطينية قد أكدت أن دحلان يتعرض لضغوط شديدة من قبل أعضاء «فتح» في غزة، لإجباره على عدم ترشيح نفسه في حال منع أعضاء القطاع من التصويت. وقالت المصادر إن دحلان يتعرض لهجمة شرسة غير مسبوقة من قطاعات واسعة من اعضاء المؤتمر، مؤكدة ان ما يجري هو «تصفية حسابات عسيرة» تمتد الى الاتهام بالمسؤولية عن سيطرة «حماس» على قطاع غزة. وأشارت المصادر الى أن اصطفافا كبيرا يجري في بيت لحم لإفشال صعود دحلان الى اللجنة المركزية للحركة . وفي هذا السياق، أكدت «كتائب الأقصى» امس «أن منع أبناء غزة من حضور فعاليات المؤتمر، يجعل انتخاب أعضاء غزة للجنة المركزية والمجلس الثوري في ظرف استثنائي، ويجب على الجميع الوقوف بجانب غزة لإفشال كل المخططات والتي كانت تهدف لإفشال مؤتمر الحركة».ودعت إلى «انتخابات تجري في غزة بآليات يتفق عليها الجميع لاختيار من يمثل غزة في اللجنة المركزية والمجلس الثوري». كما أكدت الكتائب في بيانها الصحفي «عدم اعترافها بشرعية من نصبوا انفسهم زوراً وبهتاناً عن قطاع غزة، واستغلوا الظروف الصعبة والتي يعيشها القطاع «مؤكدة أن هؤلاء «لن يمثلوا قواعد الحركة في قطاع غزة «. ودعا البيان كافة أعضاء مؤتمر حركة «فتح» بالوقوف الى جانب قطاع غزة «ورفض كل المؤامرات التي تحاك ضده من أجل فرض من يمثله وفق آلية غير مقبولة لدى كافة أبناء الحركة». وقال نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لـ»فتح» إن «البرنامج السياسي الذي سيعرض على المؤتمر، يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في كل أشكال النضال والمقاومة لاستعادة حقوقه». واكد أن «فتح بعد المؤتمر ستكون لها قيادة جديدة وللعناصر الشابة دور مهم فيها, وان شاء الله نخرج ببرنامج سياسي يوحدنا جميعا في اللغة والأسلوب». وكانت حركة «فتح» تهيمن بدون منازع على السلطة الفلسطينية. لكنها هزمت في الانتخابات التشريعية التي جرت في 2006 في الأراضي الفلسطينية أمام «حماس» ثم طردتها الأخيرة من قطاع غزة في يونيو 2007 كما يحمل فلسطينيون «فتح» مسؤولية الفساد والفوضى اللذين سادا الأراضي الفلسطينية قبل أن تتخذ السلطة الفلسطينية قرارا بمكافحتهما جديا في السنوات الأخيرة. وتسارع تراجع حركة «فتح» منذ وفاة مؤسسها الزعيم التاريخي ياسر عرفات العام 2004 الذي خلفه عباس رئيسا للحركة وللسلطة الفلسطينية.
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©