السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غواصات في حملة تطوعية لتنظيف قاع الأعماق البحرية

غواصات في حملة تطوعية لتنظيف قاع الأعماق البحرية
14 مارس 2012
بمزيد من الثقة والتحدي، وبروح تحركها الرغبة في التطوع وخدمة المجتمع، تسلحت مجموعة من الغواصات المتطوعات بكل عزيمة وإصرار، وتأهبن للنزول بكل حذر وهدوء إلى قيعان البحر، فعشقن المغامرة، ومتعة الغوص في الأعماق البحرية بين الحين والآخر. وأكدت مجموعة الغواصات أن شغفهن في توظيف هذه المهارة بشيء يعود على المجتمع بالنفع والفائدة، كان كثيراً ما يشغل فكرهن، ويتطلعن إليه، حتى تحقق ذلك بانتظامهن في فريق مراسينا التطوعي التابع لمكتب الطوارئ البيئي لإدارة البيئة في بلدية دبي، الذي يضم عدداً من الغواصات. أوضحت المتطوعات أن انضمامهن لفريق الغوص نوع من التحدي والرغبة في إثبات ذاتهن كفتيات يتحلين بمهارة، لا تقل قدراً عن الآخرين، من خلال حملات تنظيف البيئة البحرية التي شارك فيها المتطوعون وكانت فرصة أيضاً للغواصات أن يتواجدن ويخضن تجربة الغطس لتنظيف القاع. وقالت شيماء محمد عن تجربتها في الغوص وتنظيف قاع البحر، إن علاقتها بالبحر وثيقة، فهي الوجهة الممتعة التي كان والدها يحرص فيها على أخذها إلى التنزه على الشواطئ، وتحسس رمالها البيضاء بأقدامها والتي سرعان ما تنزلق وتداعب أمواج البحر بمتعة تارة ورهبة تارة أخرى، مشيرة إلى أن الزرقة وصفاء البحر ونقاوته أمور كانت تجذبها للهو وجمع القواقع والمحار لتستعيد ذكرياتها مع هذا العالم. حب المغامرة وأضافت: حب المغامرة قادني إلى لحظة التأمل في أعماق البحر، والتجول فيه كسمكة عادت إلى موطنها، وأرادت أن تتحسس روعة هذه البيئة، إلا أن الأعماق كانت أشبه بمنطقة منكوبة، حيث المشاهد التي تدمي لها القلوب، هذا أقل ما يمكن أن يوصف به المكان، ما دفعني إلى القيام بواجب وطني أبحث من خلاله عن دوري ومسؤوليتي حيال هذه الكارثة البيئية، التي قد لا يشعر بوجودها من يجلس على اليابسة ويستمتع بمنظر البحر الزائف الذي يحمل وجهاً مخيفاً في أعماقه. وبينت أن بدايتها لخوض هذه التجربة بدأت بتشجيع من أخيها وابن خالتها اللذين لهما خبرتهما في مجال الغوص، فلم يبخلا في توجيهها ومساندتها أثناء التدريب على الغوص الذي تعلمت فنونه على يد أحد المتدربين المتخصصين في فنيات الغوص، فلم يكن الأمر بالبساطة التي كانت تظنها، إنما كانت مرحلة شاقة صعبة تحتاج إلى قدر من العزيمة والإقدام والقوة، والصبر في التعامل مع مرحلة التدريب خطوة بخطوة، مشيرة إلى أن عملية النزول في الماء والغوص بأسطوانات الأكسجين، بمثابة نوع من التحدي في كيفية الغوص مع الجهاز الذي سرعان ما يطفو على سطح الماء نظراً لزيادة كثافة الماء، ومع التدريب المستمر تم تجاوز هذه العقبة، وبدأت مرحلة أكثر جدية هي الخروج للبحر، وتطبيق ما تم تعلمه في التدريب، والخروج لرحلة الغوص كانت تتم بمرافقة الأقارب والمدرب، حيث كانت تطبق التعليمات بحذافيرها، حتى تثبت قدرتها على الغوص بمهارة عالية، حتى استطاعت النزول إلى 18 متراً في العمق، وعادة ما ينزل المتدرب حتى عشرة أمتار أو ثمانية. فريق مراسينا وأوضحت شيماء محمد أنها انتسبت لفريق مراسينا التابع لبلدية دبي - إدارة البيئة الذي يضم عدداً من المتطوعين من الغواصين من كلا الجنسين، وتركز مهمتهم على تنظيف قاع البحر، وقد شاركت في حملات تنظيف عدة، منها واحدة منطقة الممزر في دبي، حيث كان المكان أشبه بمكب للنفايات، بما يحويه من عبوات بلاستيكية وإطارات وبقايا شباك صيد وغيرها الكثير، هذه عدا عن الطلاسم التي تم العثور عليها، فكان المنظر مؤلماً، حيث انعدمت الحياة تماماً في الأعماق، فلم تلمح الأسماك ولم تشاهد الشعب المرجانية التي تعتبر مأوى خصباً لتكاثر الأسماك ونموها، كما شاركت في تنظيف قاع المياه بمنطقة جميرا والفجيرة أيضاً، فتجد نفسها أمام مسؤولية عظيمة في حماية وصون قاع البحر من التجاوزات والإهمال الذي يرتكب في حق البيئة البحرية، والتطلع لبيئة أكثر ملاءمة لتعود الحياة فيها من جديد. وذكرت أن التطوع عمل خيري، يساهم في تكاتف المجتمع ورقيه، وبناء جسور من التواصل بين الأفراد والجهات والهيئات المجتمعة بهدف التعاون وتقديم الخدمات التي من شأنها أن تحد من بعض الأمور السلبية التي قد تطال المجتمع، فاليد الواحدة لا تصفق، فتبقى المسؤولية مشتركة، ولا بد من وعي أفراد المجتمع بأدوارهم ومسؤولياتهم حيال المجتمع، موضحة أن انتسابها لفريق الغوص جاء من إيمانها القوي بواجبها تجاه وطنها، الأمر الذي جعلنها تنخرط في التدريب وتعلم مهارة الغوص أسوة بأخواتها، والمشاركة بين الحين والآخر في حملات تنظيف أعماق البحر. بداية الفكرة وأوضح خالد السليطين رئيس مكتب الطوارئ البيئي في إدارة البيئة، أن فكرة تشكيل فريق تطوعي تحت مظلة بلدية دبي من خلال إدارة البيئة، جاءت رغبة في إيجاد فئة قادرة على أن تقدم خدمات تطوعية في مجال الكوارث والأزمات التي تطال البيئة البحرية، ومن مجموعة ذات خبرة ودراية ومعرفة ومؤهلة وفق أسس وأنظمة عالمية للقيام بأعمالها وواجباتها بشكل يحقق لها ولغيرها السلامة، مشيراً إلى فتح المجال للعنصر النسائي، لأن العمل التطوعي واسع ومتعدد وليس حكراً على فئة دون غيرها، ولوجود رغبة عند المتطوعات في دخول معترك عالم الغوص والمشاركة في حال الكوارث والأزمات التي قد تقع في البحر وتسبب مخاطر بيئية كبيرة على الأحياء البحرية، وتشوه الوجهة البحرية التي تعد ملاذاً لمحبي البحر. وقال: ما دفعنا إلى فتح المجال للعنصر النسائي، أننا لمسنا مدى رغبتهن وإصرارهن على استكمال مرحلة التدريب واجتياز المهمة بخطوات ثابتة وبمزيد من الإصرار، وذلك على الرغم من مسؤولياتهن الاجتماعية والعملية، فهن لم يتراخين عن مسؤوليتهن وواجباتهن المجتمعية أيضاً وما ينتظره منهن الوطن، حيث تم توزيع الفريق المكون من مجموعة من المتطوعين والمتطوعات «17 متطوعاً منهم 7 إناث»، على مهام عدة، فمجموعة مهمتها الإنقاذ البحري، ودعم الجهات ومعاونتها خلال الأزمات، ومجموعة مختصة بعملية التنظيف، أما المجموعة المكونة من الغواصات فأطلق عليها مسمى «الدانة»، فأدوارهن تصب في عملية تنظيف القيعان أيضاً، كما أن هناك مجموعة مختصة بعملية التقاط الصور وتوثيق بعض الأحداث بالأدلة، مع رصد حالة البيئة البحرية، فيما تقوم مجموعة أخرى بعملية تنظيم مهام الفريق ومتابعة مشاركته في الحملات. وأوضح أن من هذه الملوثات التي تم انتشالها، المخلفات البلاستيكية غير القابلة للتحلل، التي قد تختنق بسببها الأسماك وتموت، بالإضافة لبعض شباك الصيد التي قد توضع من قبل الصيادين وتترك في البحر وتهمل، ما يؤدي إلى نفوق الثروة السمكية التي تترك حبيسة الشباك لفترات طويلة، كما تشهوه هذه الشباك أيضاً المنظر العام للبيئة البحرية. وأشار إلى تنظيم حملات تطوعية لتنظيف بحر دبي والإمارات الأخرى، فكانت هناك مشاركة من متطوعين ومتطوعات في تنظيف قاع البحر، بدأت في منطقة الممزر ثم جميرا، حيث تم انتشال قرابة طنين من المخلفات. وأضاف: لن نتوقف عن هذه المهمة البيئية، إنما هناك أهداف نواصل تحقيقها من خلال تنظيف المياه الإقليمية للدولة من أبوظبي وصولاً إلى الفجيرة، والتطلع لتوسعة الحملة مع دول المنطقة لتنظيف قاع الخليج، ونتطلع إلى تشكيل فريق عالمي من الغواصة لحماية البيئة البحرية وفق أنظمه عالمية. فريق الغواصين أشار خالد السليطين رئيس مكتب الطوارئ البيئي في إدارة البيئة - بلدية دبي إلى أن الهدف الرئيسي من تأسيس فريق الغواصين هو العمل على تنظيف قاع البحر الذي يشكو ويئن من الملوثات التي ألحقت أضراراً فادحة في البيئة البحرية، فأصبح قاع البحر مهجوراً تماماً من أي كائن حي، نظراً لحجم الملوثات التي طالت أعماق البحر، وفتكت بالبيئة البحرية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©