أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير أن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة تعهد بتقديم أكثر من 21 مليار دولار من المساعدات لأفغانستان أمس إلا أنهم دعوا كابول لبذل جهد أكبر لمكافحة الفساد، وتنسيق المساعدات الدولية بشكل أفضل، بينما اقر الرئيس الافغاني حامد كرزاى بأن الوضع الامني يبقى اكبر التحديات التي تواجه البلاد·
وفي المؤتمر الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس تعهدت واشنطن بمبلغ 10,2 مليار دولار لمساعدة واحدة من أفقر دول العالم على التعامل مع تمرد ومع الفقر وتهريب المخدرات والفساد بعد مرور ستة اعوام ونصف العام على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للاطاحة بحكم حركة طالبان·
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي موجها كلامه لكرزاي في كلمته الافتتاحية ''من واجب جميع الديمقراطيات أن تساعدكم·'' وأضاف ان فرنسا ''ستبقي على جهودها في افغانستان بالقدر المطلوب·''
وتطالب حكومة افغانستان الوزراء وغيرهم من المندوبين من 67 دولة بتمويل خطة خمسية للتنمية بتكلفة 50 مليار دولار وفي المقابل يطالب المانحون كابول ببذل المزيد لمكافحة الفساد الذي يعوق الاستثمار·
وابلغ كرزاي المؤتمر ان بلاده تريد تنسيقا أكبر للمساعدات ومساعدة أكبر في بناء المؤسسات للحد من الفساد، الا انه أقر بأن التحدي الامني سيبقى الاهم·
وشاركت أكثر من 15 منظمة دولية كذلك في المؤتمر الذي افتتحه ساركوزي وكرزاي وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة· ولم يكن من المتوقع ان يتعهد المانحون بمبلغ الخمسين مليار دولار كاملا غير ان المؤتمر يمثل اظهارا للدعم لافغانستان بعد ان درست قمة حلف شمال الأطلسي في ابريل الماضي السياسة العسكرية للقوات الدولية المتمركزة هناك·
ولم يتضح كم من المبلغ الذي تم التعهد به والبالغ 15,54 مليار دولار على شكل قروض ومنح من التعهدات الجديدة· فتعهد واشنطن على سبيل المثال يشمل مبلغا أعلنته إدارة بوش بالفعل في طلبات الميزانية من الكونجرس والكثير منه لم يوافق عليه الكونجرس بعد· ومن بين التعهدات الأخرى قال البنك الاسيوي للتنمية انه يتعهد بمبلغ 1,3 مليار دولار وتعهدت بريطانيا بمبلغ 1,2 مليار دولار وقال البنك الدولي انه سيقدم 1,1 مليار دولار·
وتعهدت المانيا بمبلغ 420 مليون يورو (648 مليون دولار) وقبل المؤتمر قالت اليابان انها ستقدم 550 مليون دولار· وقال ساركوزي إن فرنسا ستزيد مساعداتها إلى أكثر من مثليها وقال مكتبه إن الحكومة الفرنسية عرضت 107 ملايين يورو في الفترة من 2008 إلى ·2010
وتقول منظمات الاغاثة إن تأخر المساعدات يرجع جزئيا إلى الفساد فمن 25 مليار دولار تم التعهد بها لافغانستان منذ عام 2001 لم ينفق سوى 15 مليار دولار حتى الآن·
وحمل كرزاي الى المؤتمر مشروعا طموحا للتنمية بكلفة 50,1 مليار دولار على مدى خمسة اعوام، يتمحور بشكل خاص حول البنى التحتية والامن والتربية والزراعة، ويفترض تأمين تمويل جزء منه في باريس·
وشدد كرزاي على ضرورة مساعدة المزارعين على تحويل زراعاتهم بعيدا عن الخشخاش الذي يصنع منه الافيون، كما اقر الرئيس الافغاني بأن الامن يبقى ''التحدي الاهم'' الذي تواجهه بلاده حيث يحاول 70 الف جندي اجنبي مكافحة طالبان بمساعدة قوات امنية افغانية ما زالت تتسم بالضعف·
واكدت السيدة الاميركية الاولى لورا بوش رسميا مساهمة بلادها بـ 10,2 مليارات دولار ''لمساعدة الافغان على اطلاق استراتيجيتهم الوطنية للتنمية على مدى السنوات الخمس المقبلة''·
واضافت ''اذا اقر الكونجرس هذه المساعدات، ستضاف الى 26 مليار دولار من المساعدات الانسانية سبق ان قدمتها الولايات المتحدة لافغانستان منذ ،''2001 عندما اطاحت قوات دولية بقيادة اميركية بنظام طالبان·
وقال بان كي مون ''اناشد الحكومة باتخاذ اجراءات فاعلة'' لمكافحة الفساد و''اعتماد الشفافية والحكم الرشيد''· واضاف ''على المساعدات الدولية المرور بالهيكليات الافغانية· اما الحكومة الافغانية، فينبغي أن تتمكن من الاجابة بشفافية على الاسئلة حول استخدامات الاموال ونتائجها''·
وصرح ممثل الامم المتحدة في افغانستان النرويجي كاي ايدي أن الفساد ''يقوض ثقة'' المجتمع الدولي· كما يفترض ان يتطرق المؤتمر الى حيثيات وتنسيق الدعم الدولي لاشراك المزيد من الافغان فيه، بالتوازي مع مكافحة الفساد·
عدد اليوم
