الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الغاز يزيح الفحم من صناعة توليد الكهرباء في أميركا

7 أغسطس 2009 23:25
شكل تراجع أسعار الغاز الطبيعي مؤخراً في الولايات المتحدة مصدراً للمصاعب بالنسبة لمنتجي الفحم الذي كان تقليدياً المصدر الأهم لي صناعة توليد الكهرباء. فقد أدت الوفرة الهائلة في إمدادات الغاز الطبيعي وانخفاض الطلب على الكهربا إلى تراجع الأسعار إلى أقل من 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية مقارنة بمبلغ يزيد على 13 دولاراً في يوليو من العام الماضي. وهو الانخفاض الذي يحفز شركات الطاقة على استثمار مليارات الدولارات في إنشاء المزيد من محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز الطبيعي. ويقول جيمس دالي مدير إدارة إمدادات الغاز والطاقة في شركة «نستار» لخدمة الكهرباء إنه» لم يكن هناك أحد يتحدث عن سعر بحوالي 3 دولارات للغاز قبل عام فقط من الآن». وقامت شركة «نستار» بخفض أسعار الكهرباء في الأبنية السكنية بمعدل 27 في المئة من يوليو الماضي، وما زالت تتوقع تنفيذ المزيد من الخفض في يناير المقبل في حال أن استمرت أسعار الغاز في التدني. وظلت الولايات المتحدة الأميركية لأكثر من قرن من الزمان تعتمد بشدة على الفحم من أجل إنتاج الحصة الأكبر من الكهرباء. أما الآن فإن الفحم لا يشكل سوى نصف حجم الكهرباء المنتجة مقارنة بنسبة 21 في المئة للغاز الطبيعي. والمحطات التي تعمل بالغاز يمكن بناؤها بسرعة أكبر كما أنها أقل تكلفة من المحطات التي تعمل بالفحم، إضافة إلى أنها تنتج حوالي نصف كميات ثاني أوكسيد الكربون التي تبعث بها محطات الفحم من أجل إنتاج كميات مماثلة من الكهرباء. وهو الأمر الذي يمنحها ميزة كبرى حين يجيز الكونجرس مشروع قانون تغير المناخ الذي يهدف إلى خفض انبعاثات الكربون. ويذكر أنه في نهاية التسعينات، عمدت أميركا إلى إعادة هيكلة أسواق الكهرباء، وهو ما أدى إلى بروز مجموعة جديدة من المحطات التجارية الهجينة التي تعمل بالغاز بدعم من وفرة الائتمان وازدهار الطلب. ولكن هذه الحماسة تراجعت حدتها بحلول العام 2002 عندما وقعت كبريات الشركات التجارية المصنعة بهذه المحطات التجارية مثل مؤسسة «كالباين» وشركة «ميرانت» ومؤسسة «إن آر جي «للطاقة في هوة الإفلاس. ثم بدأت أسعار الغاز في الارتفاع بحدة في عام 2007 متتبعة آثار وخطى ارتفاع أسعار النفط. وقد أدت الاكتشافات الضخمة الجديدة للغاز الطبيعي في ولايات تكساس وليزيانا وبنسلفانيا إلى طفرة في كميات الغاز، يتوقع المحللون أن تستمر إلى وقت طويل. إذ تنبأت شركة «وود ماكينزي» للاستشارات ألا تشهد أسعار الغاز العودة للانتعاش إلا بحلول العام 2015، لذا فقد بدأت شركات الطاقة الأحجام من الاستثمار في محطات التوليد التي تعمل بالفحم من أجل استغلال ميزة تدني أسعار الغاز والتحوط ضد تشريعات وقوانين تغير المناخ الباهظة التكلفة. وبات من المتوقع أن ينخفض استهلاك الفحم من قبل صناعة الطاقة الأميركية بنسبة 2.3 في المئة في هذا العام بحسب إحصائيات إدارة معلومات الطاقة في وزارة الطاقة الأميركية، بينما توقعت مصادر أن ينخفض إنتاج الفحم من قبل شركات التعدين بنسبة تتراوح ما بين 5 و10%. ويقول جيم ثومبسون مدير تحرير نشرة أسعار الفحم والطاقة في مدينة نوكسفيل بولاية تينيسي «لم يعد هناك سوق فوري للفحم حالياً بعد أن تخلت شركات الفحم من العقود الخاصة بالخدمة». ويشار إلى أن شركة الخدمة تحصل في غالب الأحيان على الفحم من خلال عقود متعددة السنوات، وكنتيجة لذلك فقد اتجهت أسعار الفحم الفورية نفسها إلى التراجع والانخفاض. والآن فإن السعر الذي دفعته شركات الخدمة أصبح من المتوقع أن يرتفع بنسبة 2 في المئة في هذا العام إلى متوسط بمستوى 2.11 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تنخفض أسعار الفحم إلى متوسط بمستوى 1.91 دولار لكل مليون وحدة حرارية في العام المقبل. ولكن هذه الأرقام ربما لا تكشف بوضوح عن حقيقة الأمر على أرض الواقع إذ أن محطات التوليد التي تعمل بالغاز عادة ما تحول المزيد من الوقود إلى كهرباء بكفاءة وفعالية أعلى من تلك التي تنتجها المحطات التي تعمل بالفحم. وكذلك فإن من الأرخص تكلفة على هذه المحطات نقل وتحريك الغاز وبشكل أكبر مما تواجهه في عمليات نقل الفحم. لذا فإن الغاز في المحصلة سوف يتمتع بمميزات أكبر على الفحم في المدى البعيد حتى في حال ارتفاع أسعار الغاز. «عن وول ستريت جورنال»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©