عباس مستعد لزيارة غزة فوراً لتحقيق المصالحة

طرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس مبادرة جديدة لإنهاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي “فتح” بزعامته و”حماس” بإعلان استعداده لزيارة غزة فوراً من أجل توقيع اتفاق المصالحة الوطنية، وتشكيل حكومة من شخصيات فلسطينية مستقلة تتولى التحضير الفوري لإجراء انتخابات الرئاسة والمجلس التشريعي والمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال 6 أشهر أو فترة قصيرة يتم الاتفاق عليها، وعدم ترشحه لولاية جديدة، وبدأ رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة “حماس” إسماعيل هنية الترتيب لاستقبال عباس في غزة، بعدما رحبت الحركة بمبادرته. واستهل عباس كلمة افتتح بها اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية “دورة استحقاق سبتمبر” في رام الله بالحديث عن قضيتي اعتداءات المستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة والحراك الشعبي الفلسطيني لإنهاء الانقسام. ودعا المجتمع الدولي الى إدانة جرائم المستوطنين المتواصلة ضد البلدات والقرى والفلسطينيين وممتلكاتهم باعتبارها جرائم مدانة. ورحب عباس، بحركات الشباب الداعية إلى إنهاء الانقسام باعتبار انها تعبر عن رأي الشعب الفلسطيني، مستنكراً في الوقت ذاته اصرار البعض (حماس) على الانقسام عبر الاعتداء على المعتصمين ورفع رايات الانقسام. وجدد تأكيده أنه “لا دولة من دون غزة والضفة الغربية معا، ولا انتخابات من دون تحقيق الوحدة الوطنية ولا اتفاق سلام مع اسرائيل إلا بعد إجراء استفتاء شعبي”. وشدد على أنه لا تنازل عن أي من الثوابت الوطنية الفلسطينية، على الرغم مما تعرضت له القيادة الفلسطينية من ضغوط من مصادر مختلفة، ولا مفاوضات من دون الوقف الكامل للاستيطان وتحديد مرجعية محددة لعملية السلام. وأعلن عباس، استعداده للذهاب الى قطاع غزة فوراً لتشكيل حكومة مستقلة للتحضير للانتخابات، وليس للحوار. وقال “انني على استعداد للذهاب الى غزة غداً من اجل انهاء الانقسام وتشكيل حكومة من شخصيات وطنية مستقلة للتحضير فوراً للانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني”. وأضاف “لا اذهب من أجل أن نتحاور بل من اجل أن نتفق على حكومة لاجراء انتخابات تشريعية ورئاسية خلال ستة اشهر او في اقرب وقت ممكن”، ومضى قائلا “تأكيدا مني على الاصرار والحرص الصادق على إنهاء الانقسام وفتح صفحة جديدة في العلاقات واحتراما وتقديرا لجماهير شعبنا الذي خرج في كل مكان بعفوية، اتقدم اليوم لابناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان ولحركة حماس تحديدا بمبادرة جديدة لم اتشاور فيها مع أحد”. وأبدى عباس استعداده لتأجيل تشكيل حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف سلام فياض الجديدة المفترض أن تكون جاهزة خلال الاسبوع المقبل، قائلا “كما انني على استعداد لتأجيل تشكيل الحكومة الآن اذا وصلنا بكرة أو بعد بكرة إلى اتفاق”. كما أكد عدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية، قائلا “إن الوحدة الوطنية تأتي فوق كل اعتبار. إنني أريد تسليم الأمانة وأنا مطمئن البال، فقد ذكرت مراراً في الماضي واكرر اليوم أنني لن ارشح نفسي للانتخابات”. واضاف “ادعو الاخ اسماعيل هنية لإجراء الترتيبات مع الفصائل وفعاليات شعبنا في القطاع، وأدعوه للخروج معهم لاستقبالي عند معبر بيت حانون خلال يومين، ثلاثة، اربعة لكي نطوي صفحة هذا الانقسام”. وتابع “انني اطالب حركة حماس بعدم اضاعة هذه الفرصة التاريخية لانهاء الانقسام والوقوف موحدين في مواجهة أخطار تلحق أضراراً بالغة بقضيتنا وأحملها المسؤولية عن إضاعة هذه الفرصة، كما انني اطالب ابناء شعبنا الفلسطيني وقواه السياسية والشباب في كل مكان بالضغط على حركة حماس للاستجابة لهذه المبادرة التي تلبي أو قد تلبي آمال وطموحات شعبنا جميعا”، في المقابل، أعلنت حكومة “حماس” في بيان مقتضب للحكومة أن هنية بدأ مشاورات مع مستشاريه وأعضاء في حكومته وقيادات الحركة والفصائل الفلسطينية في غزة حول آليات استقبال الرئيس عباس وإنهاء الانقسام الداخلي. واعتبرت “حماس” المبادرة “استجابة” لدعوة هنية إلى عباس لزيارة قطاع غزة لأول مرة مذ سيطرت الحركة عليه منتصف عام 2007، وقالت في بيان مماثل “تعقيباً على ما جاء في خطاب الرئيس عباس من استجابته لمبادرة رئيس الوزراء إسماعيل هنية واستعداده لزيارة غزة، فإن الحركة ترحب بهذه الاستجابة، وتدعو الحكومة الفلسطينية (في غزة) إلى متابعة الترتيبات اللازمة لوصول الرئيس إلى غزة”.