الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرحية «الجمعية الأدبية» تثير جدلاً في دمشق

مسرحية «الجمعية الأدبية» تثير جدلاً في دمشق
7 أغسطس 2009 01:07
أثار عرض مسرحي قدمته فرقة «باب للفنون» السورية في العاصمة السورية دمشق، جدلاً في أوساط النقاد والمتابعين للمسرح، بين مديح وثناء مبالغ فيه، ونقد لاذع لمخرج ومعد المسرحية! المسرحية حملت اسم «الجمعية الأدبية»، وقدمتها الفرقة في ثلاثة عروض على خشبة القاعة متعددة الاستعمالات في دار الأوبرا بدمشق، وهي للكاتب الإفريقي (هنري أوفوري). وقد اقتبسها وحولها للعامية السورية عبد الله الكفري وأخرجها رأفت الزاقوت، تتناول المسرحية عدداً من المتعلمين خريجي الجامعة، الذين يلتقون في قرية نائية بعيدة عن الأحداث، فيعتبرون أنفسهم نخبة المجتمع ومؤسسي جمعية أدبية اجتماعية، تعقد جلسات أسبوعية لمناقشة الأوضاع المستجدة والطارئة. وخلال ساعة من الزمن هي مدة العرض المسرحي تتم وقائع إحدى هذه الجلسات، التي تفتتح عادة بما يشبه الشعار أو الابتهال، ثم يبدأ السجال والنقاش بين الأعضاء، ليسمع المشاهد مماحكات ونقاشات سفسطائية لا طائل وراءها، ولا معنى محدداً أو مفيداً لها، في أجواء كشفت عن سطحية أعضاء الجمعية، وتفاهة الأطروحات والشعارات التي تسود الجلسة. وكأنها جميعاً كلام مكرور لا معنى له، وكأن ما يجري مجرد حوار طرشان، لأن أحداً لا يستمع لأحد. وفي هذه الأجواء اعتمد العرض على المفارقات اللغوية والثرثرة المجانية ليكون الحضور اللافت لشخوص الممثلين وتعبيرهم عن الحالات النفسية المختلفة، لأشخاص مختلفين لا يقولون كلاماً مفيداً! وهو ما يفرز بحد ذاته مواقف كوميدية تثير الضحك، وتعتمد بشكل أساسي على أداء الممثلين وقدرتهم على التعبير في تجسيد المواقف العبثية لأعضاء الجمعية على نحو مثير وطريف، لاسيما أن ملامح هؤلاء الممثلين قد صيغت ـ بالماكياج بشكل كاريكاتوري. وتوجه المسرحية الكوميدية نقداً لاذعاً إلى أدعياء الثقافة في القرى والمناطق النائية، والذين يعتبرون أنفسهم، نخبة المجتمع، وهم خارج اهتماماته، كما أنه خارج اهتماماتهم، مما يحول جلساتهم وحواراتهم إلى نوع من التهريج المجاني. المسرحية لاقت ردود فعل مختلفة، فقد أثارت ابتسامات وضحكات جمهور العروض الثلاثة، لكن النقاد والمتابعين المسرحيين كانوا لها بالمرصاد. فقد اعتبر بعضهم أن العرض كان مسلياً ويتضمن جرعة نقدية لاذعة، وأنه ينتمي إلى مسرح اللا معقول. وقال بعض آخر إن الإعداد والإخراج الجيدين جذبا الجمهور ومنحهم الابتسامات العريضة، مما أوصل فرقة (باب) بامتياز إلى المتلقي.واعتبر نقاد آخرون أن المخرج ضاع في ارتجالات ممثليه، ولم تكن لديه حلول إخراجية مبتكرة، كما أنه أفرط بالكوميديا، فأفرغ العرض من محتواه الفكري
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©