قال الشاعر عبدالله الهدية، الذي سيشارك الأحد المقبل في فعالية «القدس ودرويش.. المدينة والذكرى» في العاصمة الاردنية، عمان، أنه أعدّ قصيدة خاصة لهذه المناسبة التي اعتبرها استثنائية. كما أعد الهدية في هذه المناسبة التي تقيمها دائرة الثقافة والإعلام بعجمان، بالتعاون مع مديرية الثقافة بأمانة عمان الكبرى وتستمر ليومين، قصائد أخرى عن تلك الثنائية التي تجمع بين الشاعر وأرضه؛ بين محمود درويش والقدس، محاكيا مناخات درويش وأجوائه ومتحدثا عن الغربة والتغريب اللذين قاسى منهما الشاعر في رحلته الشعرية الطويلة، ويضيف الهدية أن محمود درويش، حمل بشعره قضية فلسطين إلى العالم كله وأسمع صوت الفلسطينيين والعرب لهذا العالم المصاب بالصمم.
ويقول الهدية «إن الاحتفال برمز ثقافي بالمعنى العام والأدبي بالمعنى الأكثر خصوصية له دلالة كبيرة في زمن اتجهت فيه الناس إلى الاهتمام بمناحي الحياة الاقتصادية، بل إن ذلك قد أصاب النخب الثقافية ذاتها». ويؤكد الهدية «كان درويش شاعرا ظاهرة بحد ذاته؛ وصاحب كلمة تعادل رصاصة بل أقوى من الرصاصة» مشيرا إلى أن «قهوة أمه التي لا زال يحنّ إليها محمود درويش، هي القهوة ذاتها التي يحّن إليها كلّ عربي كل صباح». وعن رحيل درويش في ذكراه الأولى قال الشاعر عبدالله الهدية «لقد بكى العالم كله درويش عندما رحل، فإذا بكيناه نحن في ذكرى رحيله فهذا لا يعني أن البكاء ديدننا بل نحتفي ونؤكد على ذكرى رحيله لأنه سيخلد في غناء الطيور مثلما في قصائده وإبداعاته، لأن درويش مدرسة شعرية بحد ذاته تتعدد أبواب الدخول إليها بقدر ما تتعدد مصادر التأويل لشعره وإبداعه، لذلك أعتقد بأن من الواجب، شعراءً ومؤسسات أن نقيم ثنائية القدس ومحمود درويش في كل أنحاء الدنيا، ونحن العرب أولى الناس به وبشعره. فقد ترك أثرا كبيرا في الشعر العربي المعاصر، لذلك على المؤسسات، الأكاديمية منها بخاصة، أن تعيد قراءة محمود درويش في ضوء المناهج المتعددة لأن منجز هذا الشاعر الكبير حمّال أوجه وقابل للتأويل، شأنه في ذلك شأن الشعر العظيم». ويضيف «انطلاقا من مبدأ عالمية الشعر وعالمية الإبداع، دعني أقول إنه إذا كان للقائد السياسي من دور ما في الحياة العامة، فإن للشاعر والمبدع الدور ذاته، بل إن دور الشاعر أكثر عمومية، وكان الراحل محمود درويش آية ذلك، عندما رأينا كم بكت الناس هذا الرجل عندما ترجّل». واعتبر الشاعر عبدالله الهدية مشاركة دائرة الثقافة والإعلام بعجمان في تنظيم هذه التظاهرة لفلسطين في عمّان وبمشاركة أردنية وفلسطينية أمرا رائعا ينبغي أن تقتدي بها جميع المؤسسات العربية، مؤكدا أن هذا ليس بجديد على دائرة الثقافة والإعلام بعجمان، بل سبق أن أقامت احتفالية خاصة بالقدس عاصمة للثقافة العربية العام الماضي كما أقامت هذه السنة يوما خاصا بفلسطين
عدد اليوم
