الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن تطالب العالم بدعم الحل العربي للأزمة السورية

13 مارس 2012
نيويورك (وكالات) - دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس ضمنا كلاً من الصين وروسيا الى تغيير موقفهما حيال سوريا، داعية “كل الدول” الى دعم خطة الجامعة العربية لتسوية الأزمة السياسية والإنسانية. وقالت كلينتون في اجتماع لمجلس الأمن الدولي مخصص لـ”الربيع العربي”: نعتقد انه حان الوقت لكي تدعم كل الدول، حتى تلك التي جمدت جهودنا سابقا، الخطة التي اقترحتها الجامعة العربية”. وأضافت كلينتون “على المجتمع الدولي أن يقول بصوت واحد، من دون تردد، إن عمليات قتل سوريين أبرياء يجب أن تتوقف وان تبدأ عملية انتقال سياسي”. وتابعت الوزيرة الاميركية، أن “الشعب السوري يستحق أن ينعم بالفرصة نفسها التي سنحت للتونسيين والمصريين والليبيين للتمكن من تقرير مصيره”. من جانبه حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في كلمته امام المجلس من مغبة “التلاعب” بقرارات مجلس الأمن. وقال: “مهما كانت الأهداف المرجوة في هذه الحالة أو تلك، لا يجوز تحقيقها من خلال خلط الأوراق والتلاعب بقرارات مجلس الأمن الدولي”، مضيفا أن ذلك “يسيء الى سمعة المجلس ويقوض الثقة المتبادلة بين أعضائه، وبالتالي قدرته على اتخاذ قرارات في المستقبل”. واستطرد لافروف قائلا إن “تلك الدول والمنظمات التي تأخذ على عاتقها تنفيذ تفويض مجلس الأمن الدولي يجب أن تقدم كافة المعلومات عن عملها الى مجلس الأمن. وينسحب هذا الأمر بما في ذلك على حلف الناتو الذي تولى ضمان نظام حظر الطيران فوق ليبيا، ولكن بدأ في الحقيقة بعمليات قصف واسعة النطاق”. وشدد لافروف على أن “التدخل الخارجي باستخدام القوة العسكرية الفظة يزيد من خطر انتشار السلاح بصورة غير شرعية، وبالتالي يؤدي الى ظهور خطر زعزعة الاستقرار في المنطقة”. وأكد أن روسيا على استعداد للعمل على وضع قرار توافقي حول سوريا في مجلس الأمن. وشدد لافروف على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار المبادئ الخمسة المتفق عليها مع الجامعة العربية، وهي وقف العنف من قبل جميع الأطراف، ووضع آلية للمراقبة بشكل حيادي، واستبعاد التدخل الخارجي، وتوفير المساعدات الإنسانية لجميع السوريين ومن دون أية عوائق، ودعم جهود بعثة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية والتي ترمي الى بدء الحوار السياسي في سورية. وأشار الوزير الروسي الى ضرورة وقف اطلاق النار في سوريا باعتباره الأمر الأكثر أهمية بالنسبة الى نقل المساعدات الإنسانية الى سكان البلاد. وقال لافروف: “إذا كانت لدينا الرغبة الصريحة في وقف جميع أعمال العنف باعتباره الأمر ذي الأولوية وتقديم المساعدة الإنسانية للسكان المدنيين، فيجب أن نتحدث في هذه المرحلة لا عمن بدأ النزاع، بل عن وضع حلول واقعية قابلة للتحقيق من شأنها أن تسمح بوقف اطلاق النار أولاً”. من جانبه اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه امس ان على السلطات السورية أن “تحاسب على أفعالها أمام القضاء” الدولي، ودعا الى “اعداد الظروف لإحالة” الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية. ودعا جوبيه في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن “الصين وروسيا الى الانصات لصوت العرب والضمير العالمي والانضمام الينا” في إدانة القمع في سوريا. وأضاف جوبيه أن “جرائم النظام السوري يجب ألا تبقى من دون عقاب”، مضيفا “سيأتي اليوم الذي ستحاسب فيه السلطات المدنية والعسكرية في هذا البلد على أفعالها أمام القضاء”. وقال جوبيه ايضا إن تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة “يؤكد أن جريمة ضد الإنسانية ترتكب” في سوريا. وتابع الوزير الفرنسي “منذ عام يغرق النظام في عنف اكثر فاكثر وحشية” مضيفا “أن الأولوية العاجلة هي للتوصل الى وقف العنف وإدخال المساعدات الإنسانية الى السكان”. وذكر جوبيه بسيطرة القوات السورية على حمص وما تتعرض له هذه المدينة من قصف. وقال “ان حمص ستسجل في تاريخ الإنسانية كاحدى المدن التي ستبقى عذاباتها ماثلة في الأذهان”. وبعد أن تطرق الى “اشهر العرقلة” من قبل موسكو وبكين في مجلس الأمن دعا جوبيه روسيا والصين “الى الانصات الى صوت العرب والضمير العالمي والى الانضمام إلينا” معتبرا انه “لم يعد مقبولا أن يمنع مجلسنا من تحمل مسؤولياته”. وأضاف “لنقدم دعمنا لمهمة كوفي عنان ولخطة الجامعة العربية” لحل الأزمة. من جهته دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الذي أدار المناقشات مجلس الأمن “الى التوحد واثبات قيادته” عبر اعتماد قرار بشكل سريع يدعو الى وقف أعمال العنف في سوريا ويدعم الخطة العربية بشأن سوريا. وقال هيج “بنظر الغالبية الساحقة في العالم فان هذا المجلس فشل حتى الآن في تحمل مسؤولياته امام الشعب السوري”. وأضاف “ان الوضع في سوريا يلقي بظلاله على هذا النقاش” مضيفا “اذا تركنا سوريا تغرق في الحرب الأهلية او في مخاضات عنيفة نكون قد اهدرنا فرصا كبيرة وافسحنا المجال امام تحقق بعض أسوأ المخاوف بالنسبة لمستقبل المنطقة”. الى ذلك رفضت الصين أي تدخل عسكري في سوريا لكنها قالت انها لا تملك “مصالح خاصة” لتدافع عنها في هذا الملف، كما اعلن سفيرها في الامم المتحدة لي باودونج اثناء نقاش في مجلس الأمن. واعلن السفير الصيني ايضا عن مساعدة إنسانية بقيمة مليوني دولار لسوريا سيتم توزيعها بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر. واكد مجددا انه “لا يتعين على أي طرف خارجي أن يتدخل عسكريا في سوريا ولا الدفع الى تغيير النظام”. وقال إن “الصين لا تملك مصالح خاصة لتدافع عنها في الملف السوري”، مضيفا “نحن لا نشجع اي معسكر بشكل خاص”. وأوضح ان الصين “تحترم سيادة سوريا وخياراتها”. وخلص السفير الى القول إن بكين التي تجري اتصالاتها الدبلوماسية الخاصة حول سوريا على هامش مهمة الوساطة التي يقوم بها كوفي عنان، تريد اجراء “مشاورات كاملة مع كل الأطراف على أساس من المساواة”. واتهم وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله مجلس الأمن بالإخفاق في التعامل مع الأزمة السورية. وقال فيسترفيله: “المجلس أخفق في محاولة القيام بمسؤوليته، تمت إضاعة الكثير من الوقت، وإنني أطالب روسيا والصين - بصفتهما عضوين دائمين - أن يمكنا المجلس من أن يصبح فعالا”. وأضاف فيسترفيله: “الاحتجاجات السلمية “في سوريا” يتم قمعها بعنف مفزع واغتيالات، يوجد من بين 8000 قتيل “في سوريا” مئات الأطفال. يجب إنهاء العنف الآن”. وذكر الوزير الألماني أن العالم يشاهد بتعجب السوريين الذين يواصلون التظاهر من أجل حقهم رغم العنف المميت من قبل النظام، وقال: “مصدر شجاعتهم هو الأمل واليأس. دعونا نهتم بأن يكون لديهم سبب أكبر للأمل وليس لليأس”. وقال فيسترفيله إن روسيا تقف “في الجانب الخطأ من التاريخ” في موقفها تجاه الأزمة السورية. وقال: “أعتقد أن روسيا لا تريد أن تقف دائما في الجانب الخطأ من التاريخ”، معربا عن أمله في استعداد روسيا للتفاوض وإصدار قرار جديد من مجلس الأمن ضد سوريا. وأخيرا حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الأسد على التحرك خلال “الأيام القليلة القادمة” بشأن مقترحات للسلام قدمها كوفي عنان . وقال بان “لم تنهض الحكومة السورية بمسؤوليتها عن حماية شعبها وبدلا من ذلك عرضت مواطنيها في عدة مدن لهجمات عسكرية واستخدام مفرط للقوة.” وأضاف “هذه العمليات المخزية مستمرة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©