الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أضخم فيلم مغربي يحول أميركية إلى راقصة

أضخم فيلم مغربي يحول أميركية إلى راقصة
12 يونيو 2008 02:10
يعود المخرج المغربي نبيل عيوش إلى جمهوره بعد ثمان سنوات من الغياب أمضاها في البحث عن سيناريو فيلم يحفظ له المكانة التي وصل اليها بعد النجاح الباهر الذي حققه فيلمه الأخير ''علي زاوا'' أحد أهم الأفلام المغربية، والذي قام ببطولته طفل من أطفال الشوارع، ليكون صادقاً في نقل معاناة وألم البراءة على أرصفة الشوارع· اختار نبيل عيوش علاقة الشرق والغرب بعد أحداث 11 سبتمبر موضوع فيلمه الجديد ''كل ما تريده لولا'' والذي بدأ عرضه مؤخرا في القاعات السينمائية بالمغرب، وتمكن من الحصول على ميزانية ضخمة لإنتاج الفيلم قدرت بـ 10 ملايين دولار ليصبح بذلك أغلى فيلم أخرجه مغربي في تاريخ السينما المغربية، وهي سابقة أخرى تحسب لنبيل عيوش رغم الشكوك التي حامت حول جهة إنتاج الفيلم وبالتالي حول هويته ومتلقيه ومضمونه، لاسيما بعد اتهام النقاد للمخرج باظهار صورة سلبية عن العرب· وتدور أحداث فيلم ''كل ما تريده لولا'' بين فضاءين متناقضين من حيث الثقافة والقيم ونمط العيش، بين الشرق والغرب، ويجد المخرج ضالته لتجسيد هذا الاختلاف في مدينتي نيويورك والقاهرة لاسيما أنه اختار فن الرقص الشرقي كرابط بين الثقافتين العربية والغربية، ويرصد الفيلم تطورالعلاقة بين فتاة أميركية وسيدة كانت فيما مضى أسطورة في الرقص الشرقي، توافق على تعليمها فنون الرقص بعد أن لاحظت شغفها بالرقص الشرقي· مريم فخر الدين وهند صبري استطاع الفيلم الذي يدعي ابتكارعلاقة جديدة بين الشرق والغرب، أن يجمع بين ممثلين من حضارات ودول مختلفة، حيث يقوم بدور البطولة فيه الممثلة الأميركية لورا رمسي، واللبنانية كارمين لبوس، والممثل المغربي أسعد بواب، والتونسي هشام رستم والأردني نديم صوالحة، كما شارك في الفيلم بعض الممثلين المغاربة المرموقين كحمادي عمور وأحمد الناجي وعبد القادر لطفي وبشرى أهريش وسناء عكرود، إضافة الى حضور شرفي للفنانة المصرية مريم فخر الدين والتونسية هند صبري وآخرين· وشارك عيوش في وضع سيناريو الفيلم كل من ناتالي سوجون وجين هاوكسلي، ووضع الموسيقى التصويرية كريشنا ليفي الشهير بموسيقاه الشرقية في سلسلة ''بودا بار''، وأنتجته شركة (باتي) الفرنسية بمساعدة كندية، وتم التصوير في المغرب ونيويورك والقاهرة، إلا أن ثلاثة أرباع الفيلم تم تصويره في المغرب· وتبدأ أحداث الفيلم حين تتعرف لولا التي لعبت دورها الممثلة الأميركية لورا رامسي على الشاب المصري يوسف الذي هاجر الى نيويورك حتى يعيش الحياة التي يرغب فيها، بسبب ميوله الجنسية الشاذة، واستقر وعمل بمطعم في نيويورك ليعيش بحرية· وفي المطعم الذي يعمل فيه يوسف تتعرف لولا على شاب مصري آخر يدعى زاك وتقع في حبه إلا أن هذه العلاقة يحكم عليها بالفشل بسبب تباعد الأفكار والثقافات، فالشاب المصري ذو التقاليد الشرقية يقرر فجأة هجر لولا والعودة إلى مصر بعد أن تبيّن له أن الفروق الثقافية حالت وفصلت بينهما· ومن أجل استرجاع حبيبها تقرر لولا اللحاق بزاك لكنها تصاب بخيبة أمل كبيرة من استقبال عائلته لها وتصدم من موقف زاك وبرودة مشاعره حين استقبالها، فقررت حينها اكتشاف سبب هذا الاختلاف الثقافي بين أميركا والعالم العربي والبحث عن رابط بينهما، ثم تتذكر لولا الراقصة أسمهان التي سمعت قصتها مرارا من يوسف وزاك فتبدأ رحلة البحث عنها لتستفيد من خبرتها في الرقص الشرقي· وتفلح لولا في اقناع أسهمان الراقصة المصرية الشهيرة التي اعتزلت الرقص الشرقي بسبب فضيحة جنسية، بتعليمها الرقص، فيشكل لقاء لولا بأسمهان التي لعبت دورها الممثلة اللبنانية كارمن لبس، نقطة تحول في حياتهما حيث ستغير كل منهما نظرتها لثقافة وعالم الأخرى· وسيساهم هذا التوافق والحوار بين الثقافتين وبين المرأتين في حرص كل منهما على مساعدة الأخرى، حيث اجتهدت اسمهان في مساعدة لولا على تعلم أصول الرقص الشرقي كي امرأة شرقية، بينما حرصت لولا على الاستفادة من خبرة وتجربة اسمهان وايصال رسالتها الفنية من خلال الرقص الشرقي لتصبح لولا في الأخير أشهر نجمة في هذا الميدان في مصر وفي أميركا· النقاد هاجموا الفيلم شكل اختيار الفيلم ليعرض في افتتاح تظاهرة ''الليالي العربية'' في الدورة الأخيرة لمهرجان دبي السينمائي ضمن عرض عالمي أول بحضور نجومه ومخرجه، دعاية كبيرة له حيث عرض الفيلم بعد ذلك في عدة مهرجانات عالمية، قبل عرضه تجاريا في القاعات السينمائية بأميركا وفرنسا حيث حقق ايرادات كبيرة· وقوبل الفيلم بانتقاد شديد حيث اتهم النقاد المخرج بالاساءة لصورة العرب وتكريس رسالة مفادها أن الغرب منفتح ومتقدم والشرق متخلف ومنغلق، من خلال القصة التي تتمحور حول شخصية غربية تزورالشرق قصد تعلم الرقص كعنوان لثقافة العرب، ثم تقوم بتصحيح نظرة الشرقيين للمرأة وتنتقد الرجل الشرقي الذي يعيش تناقضاً فكرياً وسلوكياً بين ما يريده وما تفرضه تقاليده· وتساءل بعض النقاد إن كان الفيلم يتحدث فعلا عن حوار الحضارات الذي يتم عن طريق الثقافة والفكر، أم عن حوار الأجساد الذي يتم عن طريق الرقص والشذوذ الجنسي، وهل يعكس الشريط واقع العالم العربي أم يعكس رؤيا معينة للغرب عن الشرق· واتهم البعض المخرج بتبديد ميزانية ضخمة في فيلم سطحي واستغلال موضة حوار الحضارات لاستجلاب تمويل ضخم، بل أن البعض ذهب أبعد من ذلك حين اعتبر أن سبب تناول المخرج لفكرة الفيلم من وجهة نظر أميركية هو رغبته في الحصول على تمويل مهم على اعتبار أن الغرب يقدم عروضاً مغرية لمن يخرج أفلاماً حول العالم العربي والإسلامي، ويكرس صورة أميركا بلد الحريات الفردية ومحررة الشعوب المتخلفة خصوصا العربية من عقدها ومشاكلها الاجتماعية· وصنف النقاد الفيلم أنه كوميدي رومانسي موجه لعشاق وعاشقات الرقص، واعتبروا أن القصة متواضعة جدا لكن بفضل التقنيات العالية والميزانية التي خصصت له وأداء الممثلة الأميركية التي أمضت أربعة أشهر في الدار البيضاء والقاهرة ومن أجل اكتساب خبرة في الرقص الشرقي، بدا الفيلم وكأنه فيلم مهم· واستغرب النقاد كيف استطاع نبيل عيوش مخرج الفيلم المتميز ''علي زاوا'' الذي أحدث صدمة قوية من خلال نقل صورة موغلة في المعاناة والألم لتفاصيل وجزئيات الحياة اليومية لأطفال الشوارع، أن يقدم فيلماً سطحياً وهو المعروف بطرحه للقضايا المهمة في قالب سينمائي جريء· الأميركيات والرقص الشرقي قابل المخرج نبيل عيوش هذا الهجوم بانتقاد شديد، واعتبر أن النقاد قدموا نظرة خاصة للأمور، فهو يرى أنه ''كمخرج عربي لا يمكنني أن أعطي فكرة سيئة عن العالم العربي حيث إن فيلمي يعطي صورة رائعة عن العالم العربي''، وقال ''إن عملي خلافا لأفلام هوليوود، يقيم توازناً اجتماعياً بين الشرق والغرب عبر شخصيتي الراقصة المصرية أسمهان والأميركية لولا''· وأضاف ''ما أردت توصيله من خلال الفيلم هو أننا جميعا بشر ومتساوون، والفيلم عبارة عن محاولة لاكتشاف هذه الحقيقة''، مؤكدا اهتمامه ''بالقصص التي تتحدث عن أكثر من ثقافة وتتحاور على الصعيد الإنساني''· وأوضح عيوش أن الفيلم وسيلة لتقليص الحواجز والحدود، وأنه يؤكد على وجود خلافات بين الشرق والغرب إلا أنه يستهدف تعزيز التفاهم بين الحضارات، ويرفض فكرة صراع الحضارات ويدعو الى التفاهم والتقارب، وأضاف المخرج ''لا أعتقد مطلقاً في صدام الثقافات، أرى أن هناك صداماً للأفكار المسبقة وسوء التفاهم والفهم بين المجتمعات الشرقية والغربية وهناك الكثير من نقاط الاختلاف تستوجب الحديث عنها بكثرة''· وأشار المخرج أن أحد أهداف الفيلم تتمثل في تقريب الجمهور الأميركي من المظاهر الإيجابية في العالم العربي، ومن ضمنها الرقص، حيث أكد أن الفتيات الأمريكيات أبدين رغباتهن في تعلّم الرقص الشرقي بعد حضور الفليم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©