الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شهاب الدين الغوري.. أقام أول دولة إسلامية في الهند

شهاب الدين الغوري.. أقام أول دولة إسلامية في الهند
12 يونيو 2016 17:37
ظهرت الدولة الغزنوية وسلطانها «محمود بن سبكتكين»، ودخل بلاد الهند ففتحها ونشر الإسلام، وكان له الفضل في تحطيم قوى أمراء الهند، لكن خلفاءه لم يستقروا فيها بل كانوا يعودون إلى عاصمة بلادهم «غزنة» ويتركون والياً على تلك البلاد الجديدة، لذلك لم يرسخ وضع الإسلام بالهند ما سمح بالتمرد ضدهم. ونتيجة للثورات والتمرد دب الضعف في الدولة الغزنوية، ثم ظهرت الدولة الغورية وقائدها الأمير شهاب الدين الغوري، حيث ورث الغوريون الدولة التي سقطت بالكامل سنة 582 هـ، فقد بلغت الدولة الغزنوية أوج قوتها واتساعها في عهد سلطانها محمود وولده مسعود وشملت المنطقة الشاسعة من إيران وشمال الهند كله والسند والبنجاب وحوض الجانج حتى البنغال. كان حلم الغوري أن تكون بلاد الهند كلها مسلمة، ولكن الأمور لم تكن مواتية، فقد اضطر شهاب الدين للجهاد على العديد من الجبهات الداخلية والخارجية من الهند إلى خرسان إلى الصين إلى إيران. قرر أمراء الهند التحالف فيما بينهم، وعرف بتحالف أمراء منطقة الأنهار الكبرى، وبدؤوا بالأعمال العدائية، مستغلين انشغال شهاب الدين بالقضاء على الاضطرابات والفتن الداخلية. كان الصدام الأول بين شهاب الدين وأمراء الهندوس في غير صالح المسلمين، وترك أثراً شديداً على الغوري، عندما دخل المسلمون مدينة «شرستي» وتعد من أغنى وأكبر مدن الهند، فهجم التحالف الهندوسي بقيادة «بريتي» على المسلمين ودارت معركة من أشد ما لاقى المسلمون من قتال في الهند وانهزم بعض الأمراء الغوريين وفروا، وظل شهاب الدين يقاتل، ثم أصيب إصابة بالغة وتكاثروا عليه ليأخذوه فدافع عنه جنوده وعادوا به مصاباً. جهز الغوري جيشا كبيرا لرد الهزيمة وكان ناقماً على أمراء الغورية منذ فرارهم في المعركة السابقة وعزم على ألا يصحبهم معه، ثم قام بعض شيوخ القوم باسترضائه، فتوحد الأمراء معه، وأقسموا جميعا على القتال حتى الموت. بعد عام من الهزيمة، عاد شهاب الدين الغوري إلى الهند بجيش قوامه 120 ألف مقاتل فبرز له ملك الهند «بريتي» في جيش قوامه 300 ألف مقاتل واستخدم الغوري حيلة ذكية، حيث قسم جيشه إلى جزأين وهجم على الهندوس عند الفجر، وقتل منهم الكثير، ووقع «بريتي» أسيراً في يد المسلمين، وأراد أن يفدي نفسه بأموال طائلة، ولكن شهاب الدين أدرك أنه بقتل ملكهم الأسير يسهل سقوط الهند، فرفض قبول الفدية وقتله. وبالفعل بدأ انهيار الأمراء الهندوس، واستولى شهاب الدين على مدن «شرستي وكهرام وهنسى وأجمير»، وعهد الغوري إلى مملوكه وقائد جيوشه «قطب الدين أيبك» بولاية المدن الهندية المفتوحة، وكان «أيبك» لا يقل شجاعة ولا إخلاصاً عن أستاذه، فثبت أقدام المسلمين، واتخذ «دهلي» عاصمة له وبنى الجامع الشهير «قطب منار»، كما تصدى «قطب الدين» لفلول التحالف الهندوسي وانتصر عليهم في معركة حامية في سهل «جندوار» سنة 591 هـ. ثم أرسل شهاب الدين الغوري بطلاً آخر من قادة جيوشه واسمه «محمد بن بختيار الخلجي» إلى منطقة «البنغال» معقل البوذية في الهند، ففتحها سنة 599 هـ وفي نفس السنة استطاع قطب الدين أن يفتح حصن «كلنجر» المنيع فلم يبق في الهند مكان لم يدخله الإسلام باستثناء صحراء الجنوب. أخضع شهاب الدين بلاد الهند ثم توجه لنصرة القبائل التركية المسلمة أمثال السلاجقة والتركمان والغوريين والخورازميين ضد غارات جيرانهم. في العام 602 هـ، وكان شهاب الدين في خيمته يصلي قيام الليل دخل عليه أعداؤه وضربوه بالسكاكين حتى قتلوه شهيداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©