يحمل مدرب «الأبيض» المنتظر، أو المرشح رينالدو رويدا، شهادات خبرة جيدة، ومنها قيادته لمنتخبات كولومبيا وهندوراس والإكوادور، وخوض تجربة كأس العالم مرتين.
وقد تعلمت من خلال مشاهدات كثيرة، أن الملعب أفضل مكان لتقييم المدربين، لأن قصة نجاح أي مدرب مع فريق، مثل صناعة فيلم جيد، إذ لا يكفي أن يكون المخرج مبدعاً، وإنما الفيلم يصنعه المخرج، والمؤلف، والمصور، ومهندس الصوت، والممثلون. والفريق الجيد يصنعه المدرب واللاعبون والإداريون، وكنت سألت المدرب الإنجليزي دون ريفي عام 1985 وهو في القاهرة، من يصنع الآخر: المدرب الجيد يصنع الفريق الجيد أم أن الفريق الجيد يصنع المدرب الجيد ؟ وكانت الإجابة: كلاهما يكمل عمل الآخر ويصنعه.
لكننا على أي حال مع رينالدو رويدا أمام مدرب يحمل عقلية المدرسة اللاتينية، والتجربة الألمانية، ومعلوم عن الكرة اللاتينية أنها تعتني بالمهارات، وتبادل الكرة فيما يعرف بلعبة التمرير، بينما شهدت الكرة الألمانية تطوراً مذهلاً غيَّر من فلسفتها، فلم تعد تعتمد على اللعب المباشر والتمرير الطويل، باعتبار أن أقصر طريق بين نقطتي المرمى هو الخط المستقيم، وكان ذلك أسلوب «المانشافت» في الخمسينيات من القرن الماضي وحتى عام 2000، ثم تغير هذا تماماً، وبات منتخب ألمانيا يعتمد على المهارات وعلى تبادل الكرة وعلى تبادل المراكز، والفريق الألماني هو أحسن منتخب يلعب كرة قدم منذ مونديال 2010 حتى مونديال 2014، وكأس أوروبا 2016.
لكن المدرب، كل مدرب، هو حصيلة شهاداته، وخبراته، وتجاربه، وشخصيته، وأفكاره، وطريقته في مخاطبة اللاعبين، وقيادتهم، وطريقته في إدارة النجوم، فمن أسباب استغناء برشلونة المنتظر عن إنريكي سوء إدارته لغرفة الملابس.
وفي إسبانيا منذ سنوات حقق المدرب الفرنسي راينالد دينوا نجاحاً كبيراً مع فريق ريال سوسيداد لأنه رجل عملي، يشرح ببساطة ومنطق مثل المعلم، وكان صاحب خطط لعب جميلة.. ومن أهم أسرار سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد أنه جعل شخصية كل لاعب بالفريق قوية، ومكافحة، لدرجة النضال.. لكن الموضوع في تلك النقطة يشمل كل مدربي الألعاب.. وأذكر أن راستورتسكي مدرب الفريق الأولمبي السوفيتي للجمباز كان يقول للبطلة الأوليمبية لودميلا تورشيفا: «أنا أعرف كل شيء، وأستطيع أن أفعل أي شيء، وأن أعلمك كل شيء.. فقط إذا أطعتني، ولابد أن تكون ثقتك بي مطلقة».
?? هذا كله سيكون مفتاح نجاح رينالدو رويدا مع كرة الإمارات.
عدد اليوم
