القاهرة (الاتحاد)
«أنا قلبي دليلي، قاللي هتحبي، دايماً يحكيلي وباصدق قلبي، حبوبي معايا من قبل ما اشوفه، قلبي ده مرايا مرسوم فيها طيفه، شايفاه آه في خيالي، سامعاه آه بيقوللي، يا حياتي تعالي تعالي تعالي» مقدمة واحدة من روائع الأغنيات، التي شدت بها الفنانة ليلى مراد وكتب كلماتها أبو السعود الإبياري ولحنها محمد القصبجي، وتمثل حالة فريدة ومميزة لمن ينشد الحب فيسمعها وتمنحه الطمأنينة، كما تمنح لمن يتملكه اليأس جوانح للأمل.
وشدت بها ليلى في فيلم «قلبي دليلي»، الذي قامت ببطولته عام 1947 أمام أنور وجدي وزوزو شكيب وبشارة واكيم واستيفان روستي، وهو من تأليف أبو السعود الإبياري، وإخراج أنور وجدي، ويتردد أن الفستان الذي ارتدته أثناء أدائها الأغنية في الفيلم كان من أكثر الفساتين شهرة، حيث حفرت في أذهان الجمهور صورة الفستان اللامع والضخم الذي أثيرت حوله الأخبار وقتها، ونشرت المجلات والجرائد أن تكلفته تخطت 400 جنيه، وهو مبلغ كبير جداً وقتها ربما كان يكفى لشراء عمارة أو مئات الجرامات من الذهب، وهو الوقت الذي أشيع فيه أن ليلى تخلت عن عمارة، لارتداء فستان أسطوري سيسجله التاريخ، وهو ما حدث بالفعل، فالأغنية خالدة عبر العصور، والفستان الذي أحسنت اختياره بقي حياً في الأذهان.
وقال الدكتور زين نصار، أستاذ موسيقا، إن «أنا قلبي دليلي» واحدة من أكثر أغنيات الأفلام نجاحاً، وإن أفلام ليلى مراد كانت ناجحة من أول فيلم لها نجاحاً ساحقاً، وظلت واحدة من أكثر الأغنيات الشهيرة التي قامت بغنائها، ومن أقرب الأغنيات إلى قلبها، إلى جانب «اضحك كركر»، التي غنتها في الفيلم نفسه، ولحنها القصبجي أيضاً، مشيراً إلى أن تنفيذ الأغنية وأداء ليلى لها كان بسيطاً وصادقاً لا يتمكن كثيرون من محاكاته.
واللافت أن الأغنية كانت وراء شهرة ماجدة الرومي، حيث شاركت في أوائل السبعينيات من القرن الماضي في برنامج «استديو الفن»، والذي كان الأشهر في لبنان آنذاك، لتبهر بدورها لجنة التحكيم بأدائها المتميز لأغنية «أنا قلبي دليلي» لليلى مراد، وتحصد المركز الأول، ويوجد على موقع المشاهدة الأشهر «يوتيوب» فيديو نادر تظهر فيه ماجدة أثناء استلامها وسام التفوق لحصولها على المركز الأول بالبرنامج عام 1974، بعدما قدمت «أنا قلبي دليلي» وأبهرت الجميع.
عدد اليوم
