كابول (وكالات) - قتل 21 شخصا على الأقل، بينهم خمسة جنود من القوات الدولية العاملة تحت قيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان إثر تحطم مروحية بإقليم قندهار، فيما لقي ستة مدنيين حتفهم جراء انفجار لغم أرضي وقذيفة هاون في حادثين منفصلين بإقليم هلمند. وأعلن مسؤولون أن حصيلة قتلى حادث إطلاق النار الذي وقع في قاعدة عسكرية أميركية - أفغانية مشتركة في شرق أفغانستان أمس الاول ارتفعت إلى 10 أشخاص.
وكان الحادث وقع في القاعدة العسكرية بمقاطعة بمنطقة جالريز في إقليم وارداك المضطرب، عندما فتح رجل شرطة النار على القوات الأميركية والأفغانية”. وقال حاكم جالريز، نقيب الله الحيدري، إن الحادث أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل. وأوضح أن منفذ الهجوم، نصير أحمد، كان يعمل بالشرطة في مركز شرطة جالريز منذ أكثر من عام. وقال الحيدري لوكالة الأنباء الألمانية، إن الرجل اعتلى مركبة للشرطة واستولى على رشاش طراز “بي كيه” مثبتا بها. وأوضح أن جنديين من القوات الخاصة الاميركية وثلاثة رجال شرطة أفغان وثلاثة من عناصر الصاعقة بالجيش الأفغاني لقوا حتفهم جراء إطلاق النار. وأضاف أن مروحيات حلقت فوق القاعة وتمكنت من قتل مدنيين اثنين وأصابت أربعة آخرين. وقال إن مدير شرطة المقاطعة أصيب أيضا، كما أصيب ضابط ومترجمان أفغانيان للقوات الأجنبية.
وفي حادث منفصل، قال المتحدث باسم شرطة قندهار، عبد الرازق، إن الجنود الخمسة الذين لقوا حتفهم في وقت متأخر أمس الأول جراء تحطم مروحية يعتقد أنهم أميركيون. وأضاف أنه لم تؤكد أي دولة من أعضاء الناتو جنسيات الجنود القتلى. وأوضح عبد الرزاق أنه من المرجح أن يكون الحادث قد وقع نتيجة للطقس السيئ ومشكلات فنية، مشيرا إلى خلو المنطقة من نشاط المتمردين. كما أعلن الناتو أن التقارير الأولية تستبعد وجود عملية عدائية.
وصرح متحدث باسم “طالبان” في قندهار أن متمردين اسقطوا المروحية رغم أن الحركة غالبا ما تزعم أنها مسؤولة عن الحوادث التي يقتل فيها جنود من التحالف.
وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أنه في إقليم هلمند، انفجر لغم أرضي أسفل جرار، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين. وأضافت الوزارة أن قذيفة هاون أصابت منزلا أيضا في هلمند، وأودت بحياة مدنيين اثنين. وقالت إن خمسة من المدنيين القتلى نساء.
إلى ذلك، نفى البيت الأبيض اتهاما وجهه الرئيس الأفغاني حامد كرزاي للولايات المتحدة بأنها تتآمر مع حركة طالبان لإبقاء القوات الدولية في أفغانستان إلى ما بعد الموعد المقرر للانسحاب في 2014. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني: “أي إشارة إلى أن الولايات المتحدة تتآمر مع طالبان هو أمر كاذب بشكل قاطع”. وكان الرئيس الأفغاني قد صرح الأحد أن الهجمات التي تخلف ضحايا من المدنيين تصب في مصلحة الولايات المتحدة من خلال اثارة الخوف في نفوس الأفغان بشأن مستقبل البلاد بعد مغادرة القوات الدولية، مما يحشد الدعم العام لابقاء القوات الأميركية لفترة أطول. وقال: “الولايات المتحدة وطالبان تحاولان تخويفنا إلى الحد الذي نفكر فيه بانه في حالة مغادرة القوات الأجنبية أفغانستان، سنواجه مثل هذه الحوادث”. وقال كارني إن وزير الدفاع تشاك هاجل ناقش الأمر مع كرزاي خلال زيارته الأولى للبلاد. وأضاف أنه بالرغم من الخلاف مع كرزاي، إلا أن السياسة الأميركية في أفغانستان لم تتغير، مضيفا أن المحادثات مستمرة حول تواجد القوات إلى ما بعد انتهاء عمليات الناتو في عام 2014. وتابع أن الولايات المتحدة لاتزال تجري محادثات حول تفاصيل تسليم سجن باجرام الذي تسيطر عليه القوات الأميركية. واكد كارني أن “جنودنا بذلوا منذ نحو 12 عاما تضحيات كثيرة من اجل أفغانستان ومن اجل تحقيق أهدافنا” في التصدي لتنظيم “القاعدة”. وشدد على ان “تأييد أي عنف مهما كان، وخصوصا بحق مدنيين، سيكون اخر أمر نقوم به”.
عدد اليوم
