الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عراقيات يحملن مشروبات السلام في بغداد

3 مايو 2010 00:16
عاشت هند البديري لسنوات يطاردها حلم امتلاك مقهى تكون جميع العاملات به نادلات؛ فيما كان العراق محاصراً في أعمال عنف طائفي. ولو كانت تجرأت وأقدمت على هذا لكان المتشددون ذبحوها هي وموظفاتها على الأرجح. لكن الآن فيما يسعى العراق جاهدا للتخلص من انتشار إراقة الدماء وتراجع الميليشيات والمسلحين الذين كانوا ينشرون الرعب ذات يوم عبر قتل النساء اللاتي كانت ملابسهن تعتبر غير لائقة أصبح حلمها حقيقة. وقالت البديري “أنا أشجع كل امرأة بأن نغير نمط المجتمع العراقي. إن المرأة لها حق وقوية وتستطيع أن تخوض غمار كل شيء”. وكان الأصوليون على الأرجح سينظرون بغضب لإدارة مشروع يوظف النادلات. وانخفضت وتيرة العنف انخفاضاً حاداً غير أنه لا تزال هناك تفجيرات يومية وهجمات من قبل جماعات متشددة. لكن نفوذ الجماعات الأصولية تراجع الى درجة أن فكرة إدارة النساء لمشاريع تجارية في العراق لم تعد محض خيال. وقالت البديري وهي صحفية أيضاً “العراق بدأ يتطور والأفكار تتطور”. ويقع المقهى بالطابق السادس بفندق في وسط بغداد ويتمتع بإطلالة على نهر دجلة الذي يتدفق عبر قلب العاصمة العراقية. ومعظم الزبائن عائلات أو أزواج. ويسمح بدخول الرجال بشرط التزامهم بقواعد اللياقة. وإذا غازل رجل نادلة يطلب منه بهدوء المغادرة وعدم العودة إلى المقهى أبداً. وتتذكر البديري حين طرحت لأول مرة فكرة إدارة مقهى لا تعمل فيه الا نادلات حذرها كثيرون من أنها تبحث عن المتاعب. وأضافت “قالوا لي سوف تحاربين من قبل الجهات المتطرفة فلذلك أجلت الفكرة”. والآن بعد مرور اربع سنوات تعمل حفنة من النساء نادلات بالمقهى الذي افتتح مؤخرا ويقلن إنهن سعيدات بالحصول على عمل في البلاد التي تبلغ النسبة الرسمية للبطالة بها 18 في المئة لكن من المعتقد أن النسبة الحقيقية هي 30 بالمئة أو أكثر. وتتفق رئيسة النادلات عزة البغدادي مع البديري في رؤيتها بتحدي الأعراف السائدة في المجتمع العراقي الذي يهيمن عليه الذكور. وقالت “نريد ان نكسر الحاجز الذي يقول هنالك فرق بين الرجل والمرأة وفعلاً كسرنا هذا الحاجز”. في زاوية هادئة من المقهى جلس رجل وامرأة يحتسيان الشاي ويتجاذبان أطراف الحديث. وقالا إنهما سعيدان بأن وجود عراق جديد يعني أيضا تطبيق أفكار جديدة. وقالت نور علي “هذه ثاني مرة نأتي بها إلى هنا... نحن أحببناه بسبب هدوئه والتصميم والفتيات هنا جدا لطيفات”. وأضافت “نحن سميناه امبراطورية نساء”. وتقول البديري إن هذه ليست نهاية حلمها. وتطمح إلى افتتاح المزيد من المقاهي التي تديرها النساء في محافظات أخرى. وأضافت “أنا أتمنى أن يخوض كثير مثلي هكذا مشاريع”.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©