الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليابان.. تحديات أمام الحزب الديمقراطي الليبرالي

اليابان.. تحديات أمام الحزب الديمقراطي الليبرالي
5 أغسطس 2009 01:50
استهدف الحزب الديمقراطي الليبرالي في اليابان الذي يحكم منذ سنوات، موضوع الركودَ الاقتصادي ودخل الأسر في برنامج انتخابي كُشف عنه يوم الجمعة، ويأمل أن يقوي حظوظه في انتخابات مقبلة مهمة، والرهان اليوم هو حول مستقبل حزبٍ أشرف على الصعود الدراماتيكي للبلاد خلال فترة ما بعد الحرب، ولكنه يتعرض حالياً لانتقادات شديدة بسبب عدم تبنيه لإصلاحات حكومية، وطريقة إدارته لثاني أكبر اقتصاد عالمي وسط أزمة مالية عالمية، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزب الديمقراطي الياباني المعارض لديه حظوظ جيدة للفوز في انتخابات الثلاثين من أغسطس الجاري. ويوم الجمعة، أعلن رئيس الوزراء «تارو آسو» -الذي يُوجد في السلطة منذ أقل من عام- أن الاقتصاد سيحقق معدل نمو سنوي يقدر بـ2 في المائة مع بداية 2011، وتعهد بخلق مليوني وظيفة جديدة، بالرغم من توقعات بنك اليابان المركزي بانكماش بمعدل 3.4 في المئة بالنسبة لهذه السنة المالية. كما تعهد الرجل بزيادة دخل الأسر بنحو 10000 دولار سنوياً على مدى العقد المقبل، وبأن تقود اليابان العالم من حيث معدل دخل الفرد. غير أن «آسو» لم يكشف النقاب عن مخططات محددة لتحقيق هذه الأهداف، مكتفياً بوصف الحزب الديمقراطي الليبرالي بأنه الأكثر جدارة بثقة الناخبين من بين الحزبين الرئيسيين، وقال إنه يريد تأكيد «قدرة (الحزب الديمقراطي الليبرالي) على تحمل المسؤولية»، مضيفاً «وذاك ما يميزنا عن الأحزاب الأخرى». بيد أن «آسو» -الذي ترك سلفاه السلطة بعد فترة قصيرة- يواجه اليوم معدلات تأييد شعبي متدنية وسط تغير المواقف السياسية وسلسلة من الأخطاء التي استأثرت بأضواء وساءل الإعلام، واليوم، يبدو العديد من الناخبين غير مستعدين لمنح الحزب الديمقراطي الليبرالي –الذي يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره مقاوماً للإصلاحات والأفكار الجديدة وحريصاً أكثر على خدمة مصالح الشركات أكثر منها مصالح الأفراد– فرصة أخرى جديدة، وفي هذا الإطار يقول «مينورو موريتا» -المحلل السياسي المستقل-: إن الحزب الديمقراطي الليبرالي «فشل منذ وقت طويل في التعامل مع المشاكل الاقتصادية القديمة، والشعب الياباني لا يلمس جدية رئيس الوزراء آسو»، مضيفاً: «لقد بدأت حياة عدد متزايد من الأشخاص تنهار والعديد من الشركات الصغرى باتت على شفا الإفلاس، والحقيقة أنني أستطيع أن أسمع أنيناً جماعياً منبعثاً من كل اليابان». هذا الاستياء، يمنح اليوم حياةً جديدة للحزب الديمقراطي الياباني الذي رغم أنه ابتُلي مؤخراً بفضيحة تمويلٍ أفضت إلى استقالة زعيم حزب سابق «هو إيشيرو أوزاوا»، إلا أنه يتقدم كثيراً في استطلاعات الرأي على الحزب الديمقراطي الليبرالي، فحسب استطلاع للرأي أجرته وكالة كيودو للأنباء قبل نحو أسبوع، فإن 30.7 في المائة ممن استُطلعت آراؤهم يقولون إنهم سيصوتون للحزب الديمقراطي الياباني، في حين يقول 15.6 في المائة إنهم سيصوتون للحزب الديمقراطي الليبرالي، وإذا كان 37.4 في المائة لم يحسموا أمورهم بعد، فإن 84.5 في المائة يقولون إن لديهم اهتماماً عالياً أو معيناً بالانتخابات. ويراهن «يوكيو هاتوياما» -وهو مهندس درس بجامعة ستانفورد ويقود الحزب الديمقراطي الياباني منذ مايو الماضي- كثيراً على مشاعر الاستياء والإحباط التي تسود أوساط الناخبين، ولا يتعهد «هاتوياما» بإنهاء حكومة الحزب الديمقراطي الليبرالي التي تحكم البلاد منذ سنوات فحسب، وإنما القواعد البيروقراطية والتراجع الاقتصادي المستمر منذ عقدين أيضاً. وفي حال فوز الحزب الديمقراطي الياباني، فإن هذا الأخير يتعهد بمحاسبة أكبر للحزب الحاكم وبوضع مزيد من المسؤولية بين أيدي السياسيين، وليس البيروقراطيين، حيث يُنتظر أن يضع الحزب 100 أو أكثر من أعضاء البرلمان في مناصب حكومية عليا، على أن يأخذ المشرعون في الوزارات المبادرة بخصوص صياغة وتنسيق وتقرير السياسات –وهو شيء يقوم به البيروقراطيون حالياً- وفي هذا السياق، يقول «ماساياسو كيتاجاوا، -حاكم محافظة مي السابق والذي يقود حالياً معهد مانيفيستو البحثي بجامعة واسيدا في طوكيو-: «إن لديهم مخططات طموحة جداً في الواقع، وإنْ كنتُ أعتقد أنه سيكون من الصعب عليهم تطبيقها»، مضيفاً: «إنه أمر غير مسبوق، وهو ليس تغييراً ضمن الإطار الموجود حالياً، ولكنهم يقولون إنهم سيغيرون نظام البلاد برمته». وإذا بات الحزب الديمقراطي الياباني يروق لعدد متزايد من الناخبين اليوم، فإن ذلك بفضل وعوده بتقليص الإنفاق غير الضروري ورفع دخل الأسر، ولهذا الغرض، يسلك الحزب حالياً مساراً أكثر شعبوية، حيث يقدم خططاً تقضي بمنح قدر أكبر من أموال الإنفاق للمستهلكين عبر توفير «تعويضات الأطفال»، وخفض أسعار الوقود، وإزالة رســـوم اســــتعمال الطرق السريعة. وفي هذا الإطار، نقرأ في البرنامج الانتخابي للحزب الديمقراطي الياباني: «إن الضرائب ليست مِلكاً للبيروقراطيين والمطلعين على بواطن الأمور السياسية، ولذلك، فإننا سنعيد السيطرة على أموال دافعي الضرائب إلى الشعب... والميزانية، التي أُعيد إعدادها وفق معايير واضحة، ستساعد على تحسين مستوى عيشكم وحياتكم». تاكيهيكو كامبياشي – طوكيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©