الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشباب القطري يسير مرغماً في الاتجاه المعاكس للزواج

الشباب القطري يسير مرغماً في الاتجاه المعاكس للزواج
5 أغسطس 2009 01:08
لا يجد الشباب القطري القدرة على الإبكار في الزواج، ويتأخر عنوة بسبب ارتفاع المهور والمبالغة في بعض أمور الزواج كاستئجار صالات أفراح بأجور مرتفعة، والتمسك ببعض مظاهر الترف المكلفة، والمثقلة لكاهل الشباب في مقتبل عمره، وتجعله يتحمل ديونا كبيرة، قد تلازمه نيفا من عمره، ولا يستطيع سدادها إلا بعد مرور سنوات، ولو فكر أي شاب في الزواج مبكرا، وعدم الصبر على حياة العزوبية، سيجد نفسه مضطرا لدفع تكاليف كبيرة تذهب من أول يوم للزواج، ومعظم هذه التكاليف تكون مخصصة ليوم الزفاف، بلا فائدة، كما أنها لا تضر فيما لو تم إلغاؤها، ولن تغنيه عن جوع، أو تسد له رمقا. الزواج حلم ويشير الكثير من الشباب إلى أن هذه المصاريف مكلفة، وأن العادات والاجتماعية التي تهتم وتركز على المظاهر تثقل كاهلهم ولا يقدرون على إزاحتها عن طريقهم لكي يتزوجوا، أو لا يتأخر سن الزواج لديهم، مؤكدين أن هذه المظاهر تندرج تحت بند الترف غير المحبوب، والتنافس بين الناس على الظهور بأفضل المظاهر، وإقامة حفلات وأعراس بتجهيزات فخمة، حتى إن كان هذا الأمر بالدين، أو القروض البنكية، وبعض الشباب لا يرضى أن يحمل نفسه ما لا طاقة له به، ولكن لو فعل هذا لوجد الكثير من المنتقدين، فيما لو وجد من تتزوجه وترضى به، وبعضهم الآخر يكون غير مقتنع بها ولكن لا يستطيع أن يكون شاذا عن المجتمع، ومن المتعارف عليه في عاداتنا الاجتماعية ومعتقداتنا الدينية تبكير الزواج وتذليل العقبات أمام الراغبين في الزواج حيث لا يحبب المجتمع طول مدة الخطوبة ولا تأخر الأبناء عن الزواج، حيث أصبح الزواج حلم الكثير من الشباب المواطنين والمقيمين يصعب تحقيقه في ظل موجة الغلاء التي مازالت تشهدها البلاد، وخاصة قاعات الأعراس مما يتسبب ذلك في تأجيل أعراس العديد من الشباب بسبب غلاء القاعات التي تصل أسعار استئجارها لبضع ساعات إلى مئات الألوف بالإضافة إلى غلاء تكاليف العرس من مهور وتكاليف أخرى كثيرة وغيرها حيث أصبح بعض الشباب القطري يرغب بالزواج في الدول المجاورة التي يرون بأنها أرخص بكثير من دولة قطر خاصة بالنسبة لأجور القاعات وتكاليف العرس بأكملها. أعباء الديون ويشير منصور الهاجري إلى اضطرار بعض الشباب إلى تحمل أعباء الديون والقروض المصرفية لتغطية تلك التكاليف، ويقول: تكاليف الأعراس باتت مرتفعة جداً وأصبح الآن على الكثير من الشباب قروض بنكية بسبب الزواج، والذي يجعلهم يسددون القروض بقية حياتهم الزوجية وتخلق المشاكل في المستقبل بين الزوجين، وكانت تكاليف الزواج في السابق أرخص بكثير من الآن حيث كان الشاب يتزوج وهو في سن 18، أما الآن فكثير من الشباب تجاوزت أعمارهم الثلاثين ولم يتزوجوا ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها طلبات أهل العروس الذين يطمحون لأن يظهر العرس بأحسن صورة أمام «المعازيم» ويطلبون مهورا باهظة الثمن كما يرغبون في أن يقام العرس بأفخم القاعات ولا يبالون بالسعر ولأن التكلفة ليست عليهم ويتحمل جميع تلك المصاريف الشاب المقبل على الزواج «المعرس» الذي ذهب يمينا وشمالا واستدان كثيرا لتحقيق أمنيته ورغبته بالزواج وتكوين أسرة. ويضيف: كان في السابق العرس لا يكلف كثيرا وكان متواضعا حيث يجتمع العديد من الأقارب والأصدقاء لمساعدة المعرس معنويا وماديا وكانت الأعراس حينها بسيطة أما الآن فيضطر المعرس لأخذ سلفة من البنوك ليستطيع الزواج فكم من الشباب عليهم قروض مازالوا يسددونها إلى الآن بسبب تكاليف الأعراس الباهظة والتي يصل البعض منها إلى مئات الألوف، وبالرغم من ذلك كله غلاء المهور الذي يجعل الكثير من الشباب يؤجلون أعراسهم لعدة سنوات بسبب غلاء المهور. وأكد أن غلاء المهور في تزايد عكس الدول الخليجية الأخرى التي نرى المهور فيها أقل بكثير من قطر ولا نعلم لماذا كل ذلك الغلاء؟ مبالغ خيالية ومن جهة أخرى يقول محمد سالم: تزوجت منذ سنوات وكانت المهور حين ذاك أرخص بكثير عن الآن وكانت أيضا تكلفة الأعراس مناسبة للجميع أما الآن لا يستطيع الشاب الإقبال على الزواج أو مجرد التفكير فيه إلا إذا كان قادرا على ذلك وان يكون لديه مال كثير ربما احتاج لتوفيره عدة سنوات ويضعه في يوم وليلة ولمجرد ساعات قليلة ومرة واحدة ويعود لتوفير المال مرة أخرى إن استطاع ذلك وتخلص من القروض. وأكد أن سبب الضغط على الصالات الكائنة في قلب الدوحة هو عدم وجود صالات أفراح في المناطق الأخرى. وأضاف: البعض من الناس ذوي الدخل العالي يصرفون على أعراس أبنائهم مبالغ خيالية ويعتبر ذلك شيئا عاديا عندهم ويوجد الكثيرون لا يستطيعون الصرف على أعراس أبنائهم مثلهم وذلك لأنهم من أصحاب الدخل المحدود وغير قادرين على فعل ذلك، ومصاريف الزواج تعتمد على الشخص نفسه «المعرس» وعائلته وهو يستطيع التحكم بها وان أراد أن يظهر عرسه أو كما سماه ليلة العمر بأحسن صورة يجب عليه الإنفاق كثيرا لكي يظهر بالمستوى المطلوب، والسبب الرئيسي في غلاء الأسعار والتكاليف نتيجة المظاهر الخداعة والتي تعود بالسلب على صاحبها في المستقبل ولها تأثير على الزوج والزوجة وعلى حياتهما الخاصة. فالكثير من الشباب يعتقدون أن أخذ القروض لإصلاح الحال بعد الزواج يحل المشكلة ولا يعلمون بأنه عكس ذلك وربما تتفاقم لتصل إلى درجة انفصال الزوجين وكل منهما يلقي باللوم على الآخر، ويجب التفكير في المستقبل دائما وليس في ليلة الزفاف كما سماها البعض وذلك لنجاح الحياة الزوجية. كما يجب أيضا على أهل الزوجة مراعاة ظروف الزوج وعدم زيادة المهر وكثرة الطلبات. عدم الاستقرار ومن جهته يقول المواطن أحمد العلي: يوجد بعض جهات العمل توفر الكثير على موظفيها وذلك باستئجار القاعات على حسابهم حيث إنهم يقدمون خدمة رائعة لأي من الموظفين أثناء رغبتهم بالزواج وتوفير الكثير من الأموال لهم بدلا من هدرها على صالات الأفراح ولساعات قليلة، ويوجد بعض الناس لا يهمهم أجور الصالات وتكاليف الأعراس حيث تصل أسعارها إلى الملايين. ولكن يجب علينا ألا ننتقد هذه الفئة من الناس ولأنهم قادرون على الإسراف، ولكن ننتقد أصحاب الدخل المحدود الذين لا يستطيعون الإنفاق على العرس إلا القليل ومع ذلك فهم يتحملون فوق طاقتهم لإظهاره بأفضل صورة حتى وإن كلفهم مئات الألوف ولا يهمهم بذلك سوى المظاهر المزيفة. ويضيف أيضا: نحن نلاحظ في هذه السنوات تأخر الشباب في الزواج ولا يفكرون في الاستقرار وذلك كله بسبب المديونية والتطورات المعاصرة حيث أصبح لدى البعض من الشباب أولويات أهم من الزواج كما يظنون مما يجعلهم لا يفكرون به إطلاقا ولذلك يجب أن يكون الشاب نفسه قبل كل شيء ومن ثم يتزوج ويجب أيضا أن يعتمد على نفسه وليس على الآخرين من والدين وإخوان يتكئ عليهم ويفكر في ان يساعدوه في المهر وتكاليف الزواج بل يجب على كل شاب أن يتزوج دون مساعدة من أحد والزواج أمر لا بد منه وهو كما نعلم أنه يحفظ الإنسان والمجتمع ويجب على الشاب ان يبحث عن الزوجة المناسبة والتي يكمل معها باقي العمر قبل كل شيء واستشهد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم «أيسرهن مهورا أكثرهن بركة».
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©