الأردنية سحر ملص عن تجربتها: النكبة أول ظلم يصفع قلبي

عرضت القاصة الأردنية سحر ملص تجربتها الإبداعية في أمسية ثقافية نظمها منتدى الرواد الكبار بالعاصمة الأردنية ضمن برنامج “مبدع وتجربة” وسط جمهور غالبيته من النساء. وقالت ملص في شهادتها إن الكتب كانت معاول تشق بها درب وعيها لتجد أن الخلود فقط للكتاب والأدباء وتتحول لطفلة تقرأ كل ما تقع عليه يدها منوهة أن التحصيل الجامعي كان طموحها لتتخصص في مجال الصيدلة لكنها بقيت تحت سيطرة الأدب وهيمنته. واعترفت بأنها تشربت الألم ابتداء من عالمها الصغير ومرورا بنكبة الشعب الفلسطيني وقالت: كان تشريد وتهجير الفلسطينيين أول ظلم يصفع قلبي فيما واقع المرأة استقي رشفاته من حال أمي. وقالت إن القصة تستهويها أكثر من الرواية التي تسكب فيها فيضا من الزمن وترحل لمخابئ تنبش فيها ذاكرتها وكنوزها معربة عن اعتقادها بأن الأدب لغة سامية هدفها خلق عالم جميل مؤكدة أنها المرأة التي أغوتها الحياة فأقبلت عليها مثل فراشة تسقط في انسكاب الضوء حتى أحرقت ذاتها وخرجت بعالم الحلم المنسكب على الورق. من جانبها قالت الناقدة الدكتورة رفقة دودين أن تجربة سحر ملص تعلي من شأن قيم الأنوثة بافتراض قدرة الأنوثة على الحدس ودوره في المعرفة المباشرة غير الاستدلالية التي تمكن من إدراك مشاعر الآخرين ودوافعهم وأحاسيسهم. وبدوره وصف الناقد إياد نصار أن سحر ملص صوت نسائي خافت بحاجة للمزيد من الجرأة ورأى أنها تهتم في قصصها بطرح تساؤلات فلسفية حول معنى الحياة وقيمة الحب وإبراز جوانب من سيرة المكان كبديل عن تجاربها الذاتية كما يتضح من روايتها “الشمعة والظل”. وأضاف: إن أعمال سحر ملص رغم ما تمتلكه من رؤى متقدمة على صعيد قضايا المرأة إلا أنها بحاجة لإبراز المزيد من الجرأة في طروحاتها ومواقفها. ويذكر أن سحر ملص صيدلانية أصدرت 12 مجموعة قصصية آخرها “دفء” ولها قيد الطبع ثلاث روايات هي “المندثرون” و”بندول الساعة” و”العين الزجاجية”، وحازت على جائزة القصة القصيرة بالأردن 1987 وجائزة الملكة نور الحسين لأدب الطفل التعليمي عن مؤلفها “محطات في عالم الدواء”.