تحتل شجرة الغاف في حياة وتاريخ العرب -خاصة أبناء الإمارات- مكانة عالية وتقديراً كبيراً إلى جانب شجرتي النخلة والقرم، نظراً لكون الغاف شجرة فطرية دائمة الخضرة، وكانت لأجدادنا المحصول الثابت الذي لا ينضب فهي مصدر غذاء للناس والحيوانات الأليفة والأحياء البرية، خاصة في شهور الصيف وفترات الجفاف. فاستعملوا خشبها في بناء البيوت المسقوفة وحظائر الماشية، ثم حطباً ووقوداً للشواء. واليوم يشكّل جمال هيئتها وأشكالها المختلفة وقوة تحملها وطول فترة بقائها أسباب انتشارها وتألقها في إمارات الدولة، وتحديدا مدينة العين بوصفها إحدى أشجار الزينة.
تعرف شجرة الغاف بالشجرة “المظلة” وكذلك شجرة “الكثبان” وتوجد في مدينة العين الخضراء وفي الجزء الشرقي من إمارة أبوظبي وتمتد شمالا إلى دبي والإمارات الشمالية. وكما لعبت الغاف دورا مهما مكملا لنمط الحياة البدوية سابقاً إذ كانت معظم مخيمات الإبل والجمال تقع في بساتين الغاف كونها المأوى الوارف الذي يستظل بفيئه الإنسان والحيوان في شهور الصيف، تلعب اليوم دوراً جمالياً وبيئياً مهماً.
يشير المهندس عبدالرحمن السرحان- اختصاصي في علوم البيئة، إلى أن أشجار الغاف “تنمو وترتفع إلى نحو 20 متراً، أما في الصحراء القاسية، فمعظمها يستغرق وقتا طويلا للنمو إلى ما يصل ما بين 7-13 مترا فقط. في سنوات النمو السبع الأولى، فهي تنمو بارتفاع لا يتجاوز 100 سنتيمتر. كما يمكن لشجرة الغاف أن تعيش 100 عام على الأقل”.
وتبعاً لأهمية ومكانة هذه الشجرة، كانت حملة كبرى قد انطلقت قبل أعوام قليلة عبر الموقع الإلكتروني لشجرة الغاف “أنقذوا شجرة الغاف” تخللتها العديد من الأنشطة والفعاليات ومسابقات تصوير فوتوغرافي وفنون تشكيلية. كما قامت العديد من الوزارات والمؤسسات الرسمية والجامعات والمدارس وأندية التراث بزراعة عشرات الآلاف من بذور الغاف في معظم إمارات الدولة.
وقد جاء في موقع الغاف الإلكتروني: “تنتمي شجرة الغاف إلى نفس الفصيلة التي تنتمي إليها أشجار الخرنوب والقتات. لها جذع مستقيم يبدأ بالتفرع لبضعة أمتار فقط من الأرض. فروعها العلوية مرنة طويلة ومتدلية مما يمنحها مظهراً فريداً على شكل مظلة. أما لحاؤها فلونه بني رمادي، وغالباً يبدو مشققا، وتتفتح أزهــارها الصفراء في أواخر الربيع وبداية الصيف لتتطور إلى ثمار أسطوانية ومقوسة”.
عدد اليوم
