الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوزان موري: الإمارات تتميز بالكرم وحب الخير

سوزان موري: الإمارات تتميز بالكرم وحب الخير
2 مايو 2010 20:23
في زيارة خاصة إلى الإمارات للمشاركة في احتفالات الذكرى الثلاثين لتأسيس مشروع «تحقيق أمنية» على الصعيد العالمي والاضطلاع على تجربة الإمارات التقت «الاتحاد» سوزان ماتس موري المدير الإقليمي للمؤسسة،حيث تحدثت عن التطوع وغيره من تفاصيل تجربتها والأحداث المؤثرة في هذه المؤسسة، وحول الإمارات بوصفه البلد العربي الوحيد الذي يتواجد به فرع للمؤسسة. خصت سوزان ماتس موري المدير الإقليمي لمؤسسة «تحقيق أمنية» حول العالم «الاتحاد» بلقاء أثناء وجودها في العاصمة أبوظبي، إذ تفاجأت بتكريم المؤسسة في الإمارات في إطار احتفال ضخم أقيم في قصر الإمارات، إلى جانب العديد من المؤسسات الخيرية التي لعبت دورا كبيرا في إرساء قواعد الخير والعطاء في بلد معطاء، وذلك ضمن حفل الجوائز الإنسانية النبيلة للشرق الأوسط. وتعنى المؤسسة بالأطفال المصابين بأمراض خطيرة تهدد حياتهم وتعمل على إثراء تجربتهم وتمدهم بالقوة والأمل، بتحقيق أمانيهم. وانطلقت مؤسسة تحقيق أمنية من أميركا وتأسس لها الكثير من المكاتب في مختلف أنحاء العالم، بينما تعتبر الإمارات البلد العربي الوحيد الذي افتتح به فرع للمؤسسة برئاسة سمو الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان، حرم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لأبوظبي. مستوى متميز قدمت موري إلى الإمارات للاضطلاع على تجربتها في إطار مؤسسة «تحقيق أمنية» لتدهش بالمستوى الذي وصلت إليه، حيث قالت إن «فرع مؤسسة تحقيق أمنية في الإمارات أدهشني بالمستوى الذي وصل إليه من حيث التنظيم والتبرع والقيادة والانخراط الجاد في هذا العمل»، مشيرة إلى أن مؤسسات «تحقيق أمنية» حول العالم تحتفل بالذكرى الثلاثين لقيامها، إذ حققت العديد من الإنجازات التي بدأت من أميركا وانطلقت إلى أكثر من 40 بلدا على مستوى العالم بما يعادل أكثر من 36 فرعا في القارات الخمس. وتعد الإمارات البلد العربي الوحيد الذي يوجد به مكتب مؤسسة تحقيق أمنية. في هذا السياق، تقول موري تتقدم لنا الكثير من الطلبات لفتح مكاتب في مختلف الدول العربية، وقد رأينا فتح المكتب في البداية في بلد الإمارات، وستليه تجارب أخرى في بلدان عربية، عندما تنضج تجربة الإمارات وتحقق أهدافها في المجتمع، ومن خلال ما رأيت فإنني واثقة من ذلك. وأضافت سوزان في نفس السياق: ربما تصدر الإمارات تجربتها إلى مختلف الدول العربية لتتكرر هذه التجربة الرائدة في بلدان أخرى. أما عن أهداف المؤسسة الكبرى فتقول موري «من أهدافنا الكبرى الممتدة في المستقبل فتح مكاتب في كل بلدان العالم، وهذا أظنه طريق طويل سيتحقق بالجهد المتواصل والعمل الجاد، حيث نتوفر اليوم على 36 مكتبا في 40 دولة على مستوى القارات الخمس، ونطمح للمزيد». أمان مستحيلة حول الصعوبات التي تعترض المؤسسة في طريق تحقيق أحلام الأطفال، تقول موري «تعترضنا بعض الصعوبات في تحقيق أماني الأطفال المستعصية أمراضهم، إذ أن هناك طلبات تتقدم للمؤسسة أكثر مما نحققها، كما هناك بعض الأماني التي يستحيل تحقيقها، ومثل هذه المواقف مؤثرة جدا، ولن أستطيع محوها من الذاكرة المهنية والإنسانية، فمثلا كنا نحقق بعض الأمنيات في سنغافورة، وكان من بين الأطفال الذين نحقق أمانيهم طفلة صغيرة طلبت أن تصبح فتاة كبيرة، وهذا بالطبع محزن جدا بحيث طلبت أمنية قد لا تتحقق لها مستقبلا لأنها كانت تقاوم مرضا قاتلا». وعن عملها والبلدان التي زارتها، تبين «توليت المنصب منذ ما يقرب من خمس سنوات، وكنت سابقا أعمل في المحاكم بأميركا ومتخصصة بها في القضايا التي تهم الطفل بشكل عام والمشاكل التي يعاني منها، وهكذا كان عندي تعلق شديد بهذه المواضيع وخباياها، وعندما توليت إدارة «تحقيق أمنية» في العالم شعرت أن عملي امتداد لما قمت به سابقا لصالح الأطفال». وعن مكاتب «مؤسسة أمنية» حول العالم، تقول «زرت كل المكاتب التابعة للمؤسسة الأم، وأحلى أوقاتي تكون عندما نرضي الأطفال ونزودهم بجرعات كبيرة من الأمل، وقد يكون الطفل غير مدرك لخطورة مرضه، ولا يعلم أن الموت يهدده، ولكن ما يؤلم كثيرا هو رؤية الأهل يتقلبون في ألوان الأوجاع من أجل فلذات أكبادهم، هذا شيء بالطبع قاس جدا، ويهون علينا هذا شعور الطفل بالسعادة الغامرة عندما تحقق له أمنية، وهذا الشعور يشجعنا على المضي قدما بأعمالنا الخيرية». كرم إماراتي كونها المدير الإقليمي لمؤسسة تحقيق أمنية حول العالم، فإنها زارت أغلب البلدان المتواجد بها فروع للمؤسسة وحضرت تحقيق بعض الأماني، وخرجت بتفاصيل جزئية ستظل عالقة في ذهنها. تقول موري «أماني الأطفال المستعصية أمراضهم تختلف من بلد لبلد ومن مكان لآخر وفقا لخصوصية كل بلد، فمثلا هناك أطفال يطلبون لعبا أو زيارات لأماكن معينة أو العيش يوما كاملا مع النجم المفضل، في حين هناك من يطلب ملابس تقيه البرد أو طعاما يسد جوعه». وعن مؤسسة تحقيق أمنية في الإمارات، تقول موري «رأيت الناس مختلفين كثيرا في الإمارات، فهم كريمون جدا، يتفاعلون مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية، ويساندون الناس بحب، ولذلك أجزم أن تحقيق أمنية في الإمارات تقف على أرضية صلبة، فالجميع متحمس لتحقيق أماني الأطفال ومستعد لتقديم يد العون، وقدمت إلى الإمارات للمشاركة في احتفالات الذكرى الثلاثين لتحقيق أمنية في العالم، لكنني تفاجأت بتكريم فرع المؤسسة في الإمارات، في إطار حفل الجوائز الإنسانية النبيلة للشرق الأوسط. وتضيف «زرت جزيرة ياس وانبهرت بهذا الإنجاز القياسي. وفكرت أنه مكان مميز جدا لتبادل زيارات مكاتب تحقيق أمنية في العالم، وسيكون من بين هذه الأماكن التي سنعرف عليها الأطفال هي الإمارات ومكوناتها العمرانية والطبيعية، ولإعجابي بالبلد سيكون هناك تبادل للزيارات بين المكاتب». الفئات المستفيدة والأماني الممكنة أشارت سوزان ماتس موري المدير الإقليمي لمؤسسة «تحقيق أمنية» إلى أن المؤسسة تعمل على تحقيق أماني أطفال، تتراوح أعمارهم ما بين 3 و18 سنة يعانون من أمراض مستعصية تهدد حياتهم، وتتحدد الأماني برؤية شخص أو مقابلة مشهور أو العيش في مكان ما لفترة قصيرة أو زيارة معلمة تاريخية، أو أن يتقمص دورا أو مهنة كأن يكون مثلا لاعب كرة قدم معروفا. تحقيق أول أمنية أنشئت مؤسسة «تحقيق أمنية» في العالم، في أعقاب تحقيق أمنية طفل مستعصي مرضه، كان يعترك آلامه ويقاومها، وكانت حلمه أن يصبح ضابط شرطة، قاتلت والدته لتحقق هذه الأمنية، وحصل ذلك بمساعدة والي الولاية، الذي أعطى أوامره بخياطة ملابس ضابط شرطة بمقاس الطفل، وأعطى أوامره بتجهيز الشارع وإحضار الدراجة النارية، وتحقق حلم الطفل ليكون ضابط شرطة ليوم واحد. فكانت الشرارة الأولى لانطلاق مؤسسة تحقيق أمنية في العالم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©