الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

إهمال الأبناء اجتماعياً وفكرياً.. قنابل موقوتة

إهمال الأبناء اجتماعياً وفكرياً.. قنابل موقوتة
11 يونيو 2016 14:09
أشرف جمعة (أبوظبي) حماية الأبناء من المخاطر مسؤولية اجتماعية تتطلب تضافر الجهود كافة، فالأسرة معنية بالاستماع إليهم وفتح باب للحوار معهم ويعد الشهر الفضيل فرصة للقاء الأسرة ولم شملها، ومن ثم التفاعل مع مشكلاتهم المستمرة، وتشجيعهم في الوقت نفسه على البوح حتى لا يقعوا فريسة للأخطار المحيطة. المنظومة التربوية عن حماية الأبناء من المخاطر، يقول الدكتور جاسم المرزوقي استشاري الإرشاد النفسي والتربوي: إن تربية الأبناء صعبة في ظل تعدد المخاطر المحدقة بهذه الفئة، التي تعاني جفاء أسرياً، وهو ما يتطلب إعادة بناء المنظومة التربوية داخل الأسرة في المقام في الأول، لافتاً إلى أن تربية الأبناء بشكل صحيح يتطلب خططاً علمية تنفذ بشكل عملي على المديين القريب والبعيد خاصة أننا حين ننظر في محيطنا المؤسساتي نجد أن بيئات العمل هذه تسير وفق استراتيجيات وأهداف وممكنات وبطبيعة الحال يجب تأهيل الأسر للقيام بهذا الدور لحماية الأبناء من مخاطر جمة تتوزع على امتداد محيطهم الداخلي والخارجي. فجوات وثغرات ويشير إلى أن المسؤولية تقع على الجميع، البيت والمدرسة والوسائل الإعلامية بأنواعها كافة، وهو ما يوفر بيئة آمنة تحفظ لهذه الفئة براءتها ،وتجعلها في حالة من التوافق الإيجابي مع المجتمع، ومع محيطهم بصفة عامة، خصوصاً وأن هناك مخاطر منتشرة أكبر من طاقة الأبناء وقدراتهم على التصدي لها، وهو ما يؤشر إلى ضرورة امتلاك ثقافة معينة تحقق معادلة تربية الأبناء، وامتلائهم بالصحة النفسية والشعور بالاطمئنان. قنبلة موقوتة ويرى سالم الظاهري موظف: إن الكثير من الأسر لا تملك البعد الثقافي في التعامل مع الأبناء، ومن ثم تعويضهم من الناحية الروحية والوجدانية، خصوصاً وأن هناك حرية واسعة لهذه الفئة على الرغم من صغر سنها في التعامل مع الأجهزة الذكية والإنترنت، لافتاً إلى أنه طبق خطوات مهمة في التربية منها حرمان الأبناء من التعامل مع الإنترنت، إلا في حدود، خصوصاً وأنه قنبلة موقوتة يجب إيقافها قبل أن تنفجر في وجههم .جلسات الحوار ولا يخفي حمد السالمي 43 عاماً، أب لثلاثة أولاد، أنه أدرك منذ البداية خطورة إهمال الأبناء وعدم الاهتمام بهم وجدانياً وفكرياً وهو ما جعله يعقد لهم جلسات للحوار اليومي، ويخرج معهم للتنزه، ويشاركهم في كل ما يطرحون من أفكار، وهو ما أثمر في النهاية عن أجواء تتسم بالحميمية، خصوصاً وأنهم أصبحوا على دراية بكل ما يحيط بهم من أخطار في ظل وقوع بعض أبناء الأسر الأخرى ضحايا للابتزاز أو العنف أو التحرش. وتقول أماني علي: عشت فترة عصيبة بسبب رفيقات ابنتي المراهقة، لكنني تداركت هذه المشكلة قبل فوات الأمان، فابنتها البالغة من العمر 16 عاماً كانت لديها بعض الرفيقات اللواتي لديهن حرية واسعة وأردن أن يجرفن ابنتي في هذا التيار، لكنني تدخلت في الوقت المناسب. علينا التحاور مع الأبناء أوضح استشاري الإرشاد النفسي والتربوي جاسم المرزوقي أن الاستثمار في وقت الأسرة والأبناء معاً مهم جداً، حيث إن الأبناء قد يعيشون في ناحية، والأسرة في الناحية الأخرى، وهو ما يولد فجوات وثغرات واختراق لشخصية هذه الفئة التي تحتاج إلى منافذ حقيقية للحوار .كما أن الارتباط بالأبناء، ومنحهم الوقت الكافي في أثناء الترفية والجلسات الأسرية والوجود الحقيقي معهم في معظم الوقت ، سيكون له الأثر البالغ في بناء جسر من التواصل المجتمعي الذي يحمي في النهاية الأبناء من خطر السلوكيات غير المرغوب فيها.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©