السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صغار يحلمون بامتلاك ملامح الطفولة في لحظات مصارعة المرض

صغار يحلمون بامتلاك ملامح الطفولة في لحظات مصارعة المرض
2 مايو 2010 20:20
أطفال تعرفوا على الحياة من خلال المرض، تمنوا يوماً أن يصبحوا أطباء أو جنودا، أو لربما صغرت أمانيهم فتمحورت حول امتلاك شيء أو رؤية شخصية مشهورة، ولأنهم حالات تستدعي الرعاية والحنان ورفع المعنويات فإن مؤسسة «تحقيق أمنية» في الإمارات عملت على تحقيق أماني هؤلاء الصغار الذين تهالكت أجسادهم، فهم أطفال متنفسهم الوحيد الأمل. أمان تحتبس في الصدر وتختنق، وقد تظل معلقة إلى الأبد إن لم يتم تحقيقها على عجل، فأمرها مرهون بالوقت ويصارع الزمن، إنها أماني أطفال يهددها المرض، أنقذتها أياد «مؤسسة تحقيق أمنية» الحانية فمسحت الدموع ورسمت البسمات. «الاتحاد» التقت مجموعة من الأطفال الذين تحققت أمانيهم البريئة بوساطة المؤسسة في الإمارات التي تحتفل بالذكرى الثلاثين لقيام المؤسسة في العالم، والتي حظيت بتكريم في إطار حفل ضخم حضرته المدير الإقليمي لمؤسسة تحقيق أمنية في العالم سوزان ماتس موري. إيناس محمد (15 سنة) لم تعرف من الطفولة إلا جانبها المظلم، لم تطارد الفراشات وتقطف الزهور، ولم تمارس شقاوة الطفولة، وهن عظمها في مهده، ابتسامتها المجهدة وشحوب وجهها ينم عن تعب ضاق به صدرها، متنفسها الكلمة، تنكب تقرأ قصصها الصغيرة، وعيناها مثبتتان في الحرف تقول «أريد أن أكون شاعرة، أعشق الجمل المؤثرة، لا أعرف العالم الخارجي إلا من خلف قصصي وعوالمها، طال مرضي الذي يمنعني من الحركة بحرية؛ فتمنيت أن يكون عندي حاسوب محمول ليصاحبني وقت تثبيت جهاز غسيل الكلى في جسدي لمدة تصل إلى 12 ساعة يوميا، فهو سيساعدني على السفر بعيدا، كما أنني أحب كثيرا سماع آيات من الذكر الحكيم، والحاسوب سيمكنني من ذلك بكل بأصوات المقرئين المحببين إلى قلبي، كما أتمنى قضاء عمرة مستقبلا». وتقول ماجدة سعيد، والدة إيناس «ولدت إيناس في الشهر السادس من حملي، فظلت في الحضانة لأكثر من ثلاثة أشهر، حيث أخذت الكثير من المضادات الحيوية، ما أثر في إحدى كليتيها». تحبس دموعها وتكمل «كانت إيناس تعالج بداية بالأدوية فقط، وكلما كبرت كان يكبر الضغط على الكلية فلم تعد تحمتل، وعندما وصل عمرها إلى 9 سنوات بدأت بعملية غسيل الكلى، وكان غسيلا دمويا، ولكون إيناس تعاني من تخثر في الدم، فإن الغسيل الكلوي لم ينجح بالشكل المطلوب، فرأى المختصون اتباع غسيل مائي». شارحة أن الفرق بين الغسيل الدموي والمائي هو أن الدموي أكثر جودة وأقل إجهاد بحيث يجرى ثلاث مرات في الأسبوع في مدة لا تتجاوز الثلاثة ساعات، بينما المائي يجرى يوميا بـ 12 ساعة، لهذا تعلمنا تقنيات الغسيل المائي واشترينا جهازا ووضعناه في البيت رهن إشارة إيناس». وتزيد «المشكلة الحالية هي أنه بعد اتباع الغسيل المائي لمدة 5 سنوات فإن إيناس أصبحت تعاني من التهاب في البطن، فرجعنا من جديد للغسيل الدموي رغم المعاناة الكبيرة بسبب تخثر دمها بسرعة فائقة». وعن تحقيق أمنية ابنتها، تقول «إن يعاني أحد الأولاد من مرض ما فهذا موجع، وأن تشعر بذلك في الغربة فهذا أشد، ولكن أن تشعر أن هناك من يربت على كتفك ويقول لك نحن هنا إلى جانبك ونشعر بمعاناتكم، فهذا أكبر سند معنوي، وزيارة الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة عضو المؤسسة شخصيا لبيتنا وتشريفنا بتقديم الأمنية لابنتي، وحديثه الودي معها رفعت معنوياتها، وهذا موقف نبيل لن ننساه ما حيينا». إبر وأنسولين تمنى الطفل بخيت (7 سنوات)، امتلاك سيارة إلكترونية، فتحققت أمنيته وكانت سعادة الأهل تفوق ما تمناه ابنهم الصغير حيث زارهم الشيخ زايد، الذي أبى إلا أن يكون بين الأهل والأصدقاء الذين حفوا بخيت برعايتهم، كان يوما سعيدا بالنسبة لأسرته، تقول والدته مريم «بخيت مصاب بالسكري منذ كان عمره شهرين، تعايشنا مع المرض، كنا نستعمل بداية إبر الأنسولين، واليوم أصبحنا نستعمل جهازا جديدا يعتبر تقنية جديدة في أخذ الأدوية بدل الإبر»، موضحة أنه جهاز مبرمج يوضع تحت الجلد ليضخ الأنسولين حسب الوقت المخصص لذلك. وعن معاناتها مع مرض ابنها، تقول «ابني يحتاج متابعة يومية، حيث أخاف أن أرسله إلى المدرسة، أخاف من هبوط السكري في دمه، علما أن المدرسة ليست بها ممرضة، وهذا يرعبني، لذلك كنت أرافقه للمدرسة طيلة الأيام الأولى في الدراسة، لاتخاذ جميع الاحتياطات». وتضيف «الجهاز الجديد الذي تم تركيبه تحت جلد بخيت ساعدنا في أخذ الأدوية، لكن المشكلة أن كل إرشادات استخدامه مكتوبة بالإنجليزية، وهذا يصعب التعامل معه». عن تحقيق أمنية ولدها تقول «جزاهم الله كل خير، لأنهم يبحثون عن حالات حساسة ويريدون تحقيق أمانيها، وهذا تكريم للعائلة كاملة، حيث زارونا في البيت وأسعدنا لقاؤهم جدا، فالمساندة في مثل هذه المواقف ضرورية جدا، وهذا عمل إنساني كبير». لعبة ولقاء الجدة لم تعرف راضية الجانب المضيء في الحياة، اعتلت صحتها وهي في عمر الزهور، أصيبت بسرطان في الدم، احتفلت بربيعها الثامن، وهي تعاني وأخيرا تحققت أمنيتها بامتلاك لعبة إلكترونية، وكانت راضية تتمنى قدوم جدتها من تايلاند، فتحققت أمنيتاها معا، ما أدخل على قلبها السعادة، عن حالتها وأمنيتيها يقول والدها «قبل كل شيء نشكر الجهود التي تبذلها مؤسسة تحقيق أمنية في الإمارات، هذه المؤسسة التي تمسح المرضى ولاتفرق بين مواطن ومقيم، وهذا أمر أعطانا شعورا بأننا في بلدنا ولسنا غرباء». ويضيف «كانت راضية تتمنى أن تأتي جدتها من تايلاند، كما تتمنى أن تمتلك لعبة إلكترونية، حققت لها أمنيتها الأولى، وكنت أنتظر تحقيق أمنيتها الثانية، وحين اتصلت بنا المؤسسة وأخبرونا بتحقيق أماني الأطفال، وكانت ابنتنا من بين هؤلاء الأطفال». ويوضح «معاناتنا كآباء كبيرة جدا، فليس من السهل أبدا أن يرى الأهل صغيرهم يتقلب في الألم، خاصة أن هذا المرض يستدعي علاجا طويلا، وهكذا تكون نفسية الآباء سيئة للغاية، والكلام الطيب والمساندة والابتسامة تساعدهم، وهو ما تفعله «تحقيق أمنية». شكرا «تحقيق أمنية» أمنيات بريئة يتعلق بها قلب الأطفال، يتمنون تحقيقها في كل الظروف، فامتدت يد الخير لتصافح هؤلاء وتقول لهم نحن هنا معكم، لم تكن أم عبد الله الطفل المصاب بسرطان في عينه، تعرف بوجود مؤسسة اسمها تحقيق أمنية في الإمارات، بل هم من بحثوا وبادروا لتحقيق أمنية طفلها. وتضيف أم عبد الله «في بلدنا الإمارات نتوقع من يمد يد الخير ويغدق العطاء، وهذا فعلا ما تحقق حين اتصلت بنا مؤسسة تحقيق أمنية وقرروا تحقيق أمنية عبدالله، جزاهم الله ألف خير». وعن مرض ابنها، تبين «أصيب عبد الله بمرض في العين، على شكل حبة صغيرة. ومافتئت تكبر وتكبر، راجعنا الأطباء إلى أن اكتشف أحدهم إصابته بورم سرطاني»، تحبس دموعها وتكمل «لم يكن الأمر سهلا أبدا، كنت آتي من الشارقة إلى أبوظبي يوميا للكشف والعلاج، واليوم نراجع هنا، وظروفنا صعبة جدا». ويقول عبدالله، الذي كانت ابتسامته تغطي تقاسيم وجهه البرئ «أنا سعيد جدا بهذه اللعبة، فأغلب أصدقائي يمتلكونها، ولطالما تمنيتها، لكن لم يكن في استطاعة والدتي شراءها لي، فشكرا تحقيق أمنية». ولم يصدق جوهن زونيفيلد ما حدث، وماحققته مؤسسة «تحقيق أمنية» في الإمارات لولديه، وهي قضاء عطلة نهاية الأسبوع في فندق قصر الإمارات. إلى ذلك، يقول زونيفيلد، والد الطفلين يورام (8 سنوات)، وإسس (4 سنوات) المصابين بمرض السرطان «لم أصدق هذه الحفاوة وهذا التكريم، حيث استقبلنا استقبال النجوم، تحققت أمنية ولداي بزيارة قصر الإمارات وقضاء ليلة فيه، سبح الصغيران في حوض القصر، كما قمنا بجولة في اليخت وبعد ذلك ركبا على الجمال، وفي الليل كرما بحضور حفل الجوائز الإنسانية النبيلة للشرق الأوسط برفقة نجوم الغناء العربي والذي أقيم في قصر الإمارات، وشعرت أثناء ذلك بفخر كبير لكوني في هذا البلد، ما هون علينا مصابنا، وأشعرنا أننا بين أهالينا». «تحقيق أمنية» تحصل على الجائزة الإنسانية النبيلة للشرق الأوسط جهود كبيرة تبذلها مؤسسة «تحقيق أمنية» الإماراتية برئاسة الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان رئيس مجلس إدارة المؤسسة فاستحقت بذلك التكريم الذي حظيت به، في إطار الحفل الذي أقيم في قصر الإمارات بحضور العديد من الفنانين والجمعيات الخيرية. وعن حفل «الجوائز الإنسانية النبيلة للشرق الأوسط»، الذي نظمته مؤسسة الجوائز الخيرية للمشاهير. إلى ذلك، يقول عصام ضهير، نائب رئيس مجلس إدارة «تحقيق أمنية» الإماراتية إن «ما تقدمه المؤسسة من دعم معنوي وعمل إنساني بتحقيق أماني الأطفال المستعصية أمراضهم يفوق التصور، خاصة أن المؤسسة عرفت نقلة نوعية هذه السنة عندما عمل سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان على تحقيق 100 دفعة واحدة، احتفالا بالذكرى الثلاثين على تأسيسها»، مشيرا إلى أن ذلك يعتبر رقما قياسيا بالنسبة لباقي فروع العالم، كون الـ100 أمنية جاءت من متبرع واحد. كما أن الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان رئيس مجلس إدارة المؤسسة تبذل قصارى جهودها بتتبع ورعاية كل الحالات، حيث تقف بنفسها على تتبع كل الأمور، وتحرص على تحقيق كل طلبات الأماني المقدمة. ويضيف ضهير أن سوزان ماتس، موري المدير الإقليمي لتحقيق أمنية في العالم، كانت في زيارة إلى الإمارات لتقف عند تجربتها وتقيم حصيلتها لتتفاجأ بتكريم «تحقيق أمنية» في الإمارات، كما انبهرت بالمستوى الذي وصلت إليه المؤسسة، وعدد الأمنيات التي تحققت، ومستوى الخدمات المقدمة، ولعل حصول المؤسسة على الجائزة الإنسانية النبيلة للشرق الأوسط أكبر تكريم ودعم، لافتا إلى أن شركة أبوظبي للإعلام تبرعت بتحقيق أمنيتين لطفلين .
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©