الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الأزمنة الحديثة جديد المشهد الثقافي المغربي

9 يونيو 2008 23:20
تعزز المشهد الثقافي والفكري المغربي والعربي بصدور مجلة جديدة أطلق عليها اسم ''الأزمنة الحديثة'' وهي مجلة فلسفية تعنى بشؤون الفكر والثقافة، يديرها الأكاديمي إسماعيل العلوي ويرأس تحريرها الكاتب عبد الله البلغيتي العلوي· وجاء العدد الأول بافتتاحية تتساال فيها المجلة: لماذا ''الأزمنة الحديثة''؟ حيث يرى المحرر أن سؤال الحداثة والتحديث ظل ضمن الفضاء الثقافي والفكري المغربي، على غرار ما حصل في فضاءات ثقافية أخرى، انشغلت بفهم واقع التخلف التاريخي، لحضارات وشعوب عرفت ولو لفترة، لحظات تألق وازدهار، وما فتئت تشهد ذلك، حالة انحطاط شامل، ميزته الأساسية، سيادة التقليد وتراجع الإبداع· ويرى محرر الافتتاحية أنه بقدر ما انشغل الفكر المشرقي بالتساؤل عن مقدمات النهضة، ومعرفة أسباب تقدم الغرب وتأخر الشرق، بقدر ما سيجد هذا التساؤل صدى له في الفكر المغربي، بتلوينات متنوعة عكست، بدرجات متفاوتة، حالة الثقافة المغربية منذ مطلع القرن ،19 ومدى استيعابها لمقتضيات العصر الحديث: التاريخية والفكرية والاجتماعية· سيتخذ هذا التساؤل أهمية بالغة، خلال مرحلة بناء الدولة الوطنية، وما صاحب ذلك من توترات ما زالت آثارها تفعل فعلها إلى حدود اليوم، ورغم غلبة الطابع التعبوي لمجمل الخطابات الداعية لقيام ''المشروع المجتمعي''، فإن ذلك لم يمنع من بلورة سؤال الفكر لاستكشاف إحباطات الواقع، وهو سؤال اتخذ أحيانا منحى سياسيا تلون بتلوينات إيديولوجية متنافرة· ذلك أن دعوة ''الأصالة والمعاصرة'' لم تتمكن من حسم النقاش، وتحولت دعوات الأصالة إلى دعوة صريحة للنكوص، واختزلت خطابات المعاصرة التحديث، في تغيير الأطر الاجتماعية دون عناء توطين مقتضيات الفكر الحديث، وإحداث القطائع التي يستوجبها ذلك على مستوى الذهنيات والمواقف والتصورات· واعتبر المحرر أن أهم المفارقات التي يتسم بها الحقل الثقافي المغربي، تلك التي يعبر عنها واقع الانفصام الحاصل بين مجال الممارسة العملية ومكتسبات بعض الإنتاجات الفكرية والنظرية البالغة الأهمية، والتي أعادت صياغة سؤال الحداثة وفق مستلزمات الوعي التاريخي ومقتضيات الفكر الحديث· ستظل هذه المفارقة، العنوان البارز لكل الإخفاقات التي نراكمها على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية، كما أن ترسيخ الوعي بضرورة تجاوزها، سيشكل المدخل الحقيقي لتجاوز ترسبات الماضي وتأهيل الحاضر لبناء المستقبل· من منطلق هذا السعي، تهدف ''الأزمنة الحديثة'' إلى المساهمة في الانفتاح على مكتسبات الفكر الحديث والمعاصر، والمزاوجة بين السؤال الفلسفي-النظري والسؤال التاريخي-الاجتماعي، على اعتبار أن ذلك السعي يتوخى الإحاطة براهننا الحاضر عبر الوقوف على محدداته الأساسية، وشروط تجاوز العوائق الثقافية والفكرية والاجتماعية التي تحول دون الانخراط الفعلي في الزمان الحاضر والإسهام في إغناء الحضارة الإنسانية، عبر تأصيل الإبداع وتنسيب التراث· كما جاء العدد الأول من مجلة ''الأزمنة الحديثة'' منفتحا على ملفات مهمة أولها ملف ''التنوع الثقافي والمواطنة المشتركة'' ساهم فيه كل من: بوعزة بنعاش، عبد الله البلغيتي العلوي، أحمد شكري، محمد الفران، مصطفى عنترة، محمد دحمان، محمد ماسكي· كما احتفلت المجلة باليوم العالمي للفلسفة الذي أقرته اليونيسكو باقتراح من المغرب، وقد شمل هذا الملف التغطية الكاملة لهذا الاحتفال الذي نظم تحت موضوع ''اليوم العالمي للفلسفة، مسارات فلسفية: النساء الفيلسوفات وأعمالهن'' وقد خصص لتكريم وعرض أعمال الفيلسوفة والباحثة الإبستمولوجية المغربية حورية بنيس، كما شمل العدد حوارا مطولا مع هذه الباحثة والمفكرة والفيلسوفة الاستثنائية· أما ملف ''ما الأنوار؟'' فجاء بمقالات عميقة لكل من: إيمانويل كانط، ميشيل فوكو، تزفيتان تودوروف وقد ترجمها: محمد الهلالي،عبد الله البلغيتي العلوي، حسن العمراني·
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©