الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحس الديني سر خلود «ساكن في حي السيدة»

الحس الديني سر خلود «ساكن في حي السيدة»
12 مارس 2015 21:30
سعيد ياسين (القاهرة) «ساكن في حي السيدة».. واحدة من أشهر الأغنيات الجماهيرية التي دارت في إطار عاطفي، وصورت معاناة الحبيب الذي يقطن أحد الأحياء، ويصر على الذهاب مرتين يومياً إلى حبيبته التي تسكن في حي يبعد كثيراً عن مسكنه. وكتب كلمات الأغنية التي تندرج تحت قالب الطقطوقة، وهي من قوالب الغناء، الشاعر زين العابدين عبدالله الذي ساهم في الارتقاء بالأغنية الشعبية ليضعها في مصاف أغاني ذلك العصر الذهبي، وكانت كلمات أغانيه تمثل صورة حية للحارة المصرية بكل مفرداتها المستقاة من نبض المصريين وتدخل عالم أولاد البلد من أصحاب الشهامة. الإبداع زين العابدين «1925- 1988» ولد في مركز شبراخيت بمحافظة البحيرة، وانتقل مع أسرته إلى حي السيدة زينب في القاهرة، واللافت أنه كان يعاني الفشل الكلوي منذ الصغر، ولم يقف مرضه حائلاً بينه وبين الإبداع، أو الزواج من جارته «رسمية» التي أنجب منها ابنتيه «منى وهدى» على اسمي ابنتي الرئيس جمال عبدالناصر الذي كان يحبه كثيراً، و«أشرف» الذي سماه على اسم زوج منى عبدالناصر، وكتب العديد من الأغنيات من بينها «أهل المحبة» لعبدالمطلب، و«المعجباني» لنجاح سلام، و«البلبل والزهرة» لعبدالحليم حافظ، و«آه من الحبايب» و«افرد قلوع الهنا» لمحمد قنديل، و«لحن الحرية» و«انت حياتي» و«يا مولعين شمع الهنا» لإسماعيل شبانة، كما غنى له عبدالغني السيد وشريفة فاضل وسعاد مكاوي وسعاد محمد وكارم محمود ومحمد رشدي وفايدة كامل ومها صبري وشفيق جلال وعادل مأمون ومحمد العزبي. والأغنية لحنها محمد فوزي عام 1960 لعبدالمطلب بناء على طلبه، وكانت الوحيدة التي يلحنها له، واهتم فيها بالثراء النغمي، حيث تعرض خلالها لأربعة مقامات هي على الترتيب «الكرد» و«الراست» و«الصبا» و«البياتي». ويتوقف الشاعر جمال بخيت عند هذه الأغنية، ويقول: عاشت الأغنية شاهداً على حظوظ بعض الأغاني في الخلود دون البعض الآخر، خصوصاً وأن الحظ قد يلعب دوراً في انتشار العمل، ولكنه لا يكتب له الخلود. الوجدان الشعبي ويفسر ثبات الأغنية في وجه الزمن، واحتلالها الوجدان الشعبي طوال هذه السنين، بقوله: الحس الديني الشعبي هو سر خلود هذه الأغنية، حيث اكتشف الشاعر الجميل زين العابدين عبدالله أن القرب بين «السيدة» و«الحسين» ليس قرباً مكانياً فقط، ولكن هناك صلة القرابة بين السيدة زينب وسيدنا الحسين، وهما حفيدا الرسول صلى الله عليه وسلم، فربط بينهما من خلال هذا المدخل الرقيق الذي ارتبط فيه الديني والشعبي والعاطفي، وحضور هذين الحيين في وجدان المصريين، وارتباطهما بالبعد الديني وبالطقوس الشعبية، ثم إضافة البعد العاطفي الجميل الساعي إلى كل الرضا، وهو ما جعل منها أغنية خالدة خلود الجمال. ومن كلماتها: ساكن في حي السيدة، وحبيبي ساكن في الحسين.. وعشان أنول كل الرضا، يوماتي أروح له مرتين، م السيدة لسيدنا الحسين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©