الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النبي خير الناس لأهل بيته

12 يونيو 2016 22:41
أحمد محمد (القاهرة) ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة والقدوة الحسنة في معاملة زوجاته، يوصي بالنساء خيراً، ويأمر بحسن معاشرتهن بالمعروف، المثل الأعلى في الشفقة على أهل بيته، حسن الصحبة، جميل المعاشرة وأدب المخالطة، معاملته لزوجاته وأولاده وللناس كافة أكمل معاملة وأتمها، والود الذي بين النبي وبين أهله يفوق حد التصور، لا يعنف زوجاته، ويتحمل غضب إحداهن، ويقابل ذلك بالتلطف واللين والكلمة الطيبة. تزوج السيدة خديجة، وهو في الخامسة والعشرين، وهي في الأربعين من عمرها استجابة لما يجمع بينهما من قبل البعثة من الخلق، وكان صلى الله عليه وسلم وفياً لها في حياتها وبعد مماتها وظل يذكرها بالخير، ويقول إنها واسته بمالها حين حرمه الناس وآمنت به إذ كذبه الناس ورزق منها البنين والبنات، فلم يتزوج عليها حتى ماتت، وبعد موتها كان يجاهر بحبه لها أمام الجميع، يبر صديقاتها إكراما لذكراها، حتى أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقول: «ما غرت من أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة، وما رأيتها ولكن كان النبي يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صويحبات خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول: إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد». وقال صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، وما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم»، والأهل يشمل الزوجات والأقارب والأولاد، كما في تحفة الأحوذي في شرح الترمذي، وكان يوصي أصحابه بزوجاتهم خيراً ويقول: «إنما هن عوان عندكم»، أي أسيرات. وتروي السيدة عائشة أنه كان في مهنة أهله يشاركهن في عمل البيت، فتقول: «كان يرقع ثوبه ويحلب الشاة ويعمل ما يعمل الرجال في بيته فإذا حضرت الصلاة خرج كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه»، وقالت «ما ضرب رسول الله امرأة ولا خادماً، ولا لطم خداً، ولم يكن سباباً، ولا فظاً، ولا غليظاً»، يعامل زوجاته بمنتهى العدل، فلا يفضل إحداهن على الأخرى. وكان رسول الله ضاحكا في بيته، يضحك ويُضحك أهل بيته، رحيماً حنوناً متواضعاً مع زوجاته وبناته، يرفق بهن في جميع الأحوال، جمع بيته عدداً من الزوجات، القرشية واليهودية والمصرية، قدمن من بيئات وأجناس مختلفة وقد أجمعن على طيب خلقه وحسن معاشرته، أفضل زوج في التاريخ، لم تمنعه كثرة أعماله ومشاغله من إعطاء أزواجه حقوقهن الواجبة، فإذا أراد سفرا أقرع بينهن، فأيتهن خرج سهمها خرج بها، فيحسن إليها ويبتسم لها، بل ويمازحها، ويسابقها كما فعل مع عائشة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©