السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ائتلاف مايكروسوفت-ياهو .. هل يهددّ «جمهورية جوجل»؟

ائتلاف مايكروسوفت-ياهو .. هل يهددّ «جمهورية جوجل»؟
3 أغسطس 2009 01:14
لم يكن أحد يتصوّر قبل عقد من الزمان أن تشعر شركة مايكروسوفت في المستقبل بالحاجة للتعاون مع حليف قوي من أجل كسر شوكة «جوجل» التي يزداد عودها صلابة كل يوم. ولكن هذا حدث بالفعل قبل أيام عندما أعلنت عن تأسيس شراكة استراتيجية مع شركة محرك البحث الشهير «ياهو» في مجال تطوير واستثمار صناعة محركات البحث، التي تسيطر «جوجل» على مقدراتها ومكاسبها منذ أكثر من عشر سنوات. وبقيام هذه الشراكة، انطلق ماراثون جديد يهدف لإحداث تغيّرات جذرية في تقنيات البحث عن المعلومات والبيانات والصور على شبكة الإنترنت. ويرى محللون أن توجّه مايكروسوفت للخوض في صناعة محركات البحث يمثّل خروجاً عن اختصاصها باعتبارها الشركة العالمية الرائدة بلا منازع في تأليف البرامج التطبيقية وأنظمة التشغيل التي تعدّ منصّات لا بدّ منها لتشغيل محركات البحث. وربما يؤدي خوضها في هذا المجال إلى إصابتها بنكسات هي الآن في غنى عنها. وتعود قصة هذا الصراع إلى نحو خمس سنوات خلت عندما حقق محرك البحث الناجح google.com لشركة جوجل ما يفوق بمئة ضعف ما كانت تتوقعه منه. وكل من كان مواظباً على مداعبة لوحة مفاتيح الكمبيوتر الشخصي خلال السنوات العشر الماضية، كان يرى في محرك البحث yahoo.com معجزة حقيقية لا يمكن لأحد أن يضاهيها أو ينافسها. ولكن شركة «جوجل» سرعان ما أكدت بطلان هذه المقولة عندما راح محركها يسحب البساط من تحت قدمي محرك جوجل وينتزع منه الكثير من العوائد الإعلانية. جمهورية جوجل منذ عام 2006، كانت «جوجل» قد حققت من الانتصارات في أسواق محركات البحث ما دفع القيّمين عليها إلى البحث عن شراء جزيرة صغيرة تدعى «جوجوروا» GoGooroa تقع في المحيط الهادي لتأسيس ما يشبه الجمهورية المستقلة، أو المدينة الفاضلة لصناعة محركات البحث. وكانت الشركة أصدرت في ذلك الوقت بياناً جاء فيه أن لهذه الجزيرة ميزتين رئيسيتين تنطويان على أهمية خاصة بالنسبة لها. تكمن أولاهما في أن لها شكلاً شبيهاً بالحرف الإنجليزي «G»، وهو الحرف الأول من اسم شركة «جوجل». والميزة الثانية أن المقطع الأول من اسم الجزيرة الذي يتألف من الحرفين «Go» يعني «انطلق»، وهو الذي يستخدمه المبحر في موقع «جوجل» بعد تعريف الشيء الذي يبحث عنه في محرك البحث. وفي ذلك الوقت، قررت «جوجل»، التي يقع مقرها الرئيسي في بلدة «ماونتن فيو» أو «نظرة الوادي» بولاية كاليفورنيا، نقل عملياتها الأساسية إلى هذه الجزيرة النائية وعمدت إلى تغيير اسم الجزيرة ليصبح «جوجل لاند» أو «أرض جوجل». وكان خبراؤها يفكرون أيضاً بتغيير عنوان الصفحة الأم للموقع لتصبح «google.go» بحيث يبدأ العمل بالعنوان الجديد في المستقبل القريب. ووصفت جزيرة «جوجوروا» بأنها مكان رائع جداً لحياة «الجوجليين!!»، وهو الاسم الذي يطلق على الخبراء والموظفين الذين يعملون في محرك البحث «جوجل». وعبرت إدارة الشركة عن أملها في أن يفجّر هذا المكان الرائع إبداعات خبرائها ويطلق العنان لعبقريتهم الكامنة. ويضاف إلى ذلك أن هؤلاء الموظفين لن يدفعوا بعد الآن الضرائب الباهظة التي اعتادوا على دفعها عندما كانوا يعملون في المقر الرئيسي للشركة في كاليفورنيا. ولعل الأهم من كل ذلك أن «جوجل» كان تريد من هذا الإجراء ابتداع نمط جديد لعيش موظفيها وخبرائها ضمن مجتمع خاص بهم لا يشاركهم فيه أحد. وسوف يقضي كل «جوجلي!!» 20 بالمئة من وقت يومه على الأقل في ممارسة هواية صيد السمك. وإدارة «جوجل» تشجع الجوجليين!! على صيد السمك لأنه يحتوي على نسبة عالية من حمضي «الفوسفور» و»أوميجا-3»، وكلاهما مهم جداً لصحة الدماغ وللرفع من كفاءته في تفعيل عملية التفكير. وتأتي كل هذه الإجراءات الغريبة في إطار الخطة المتقنة والمقننة التي تعتمدها شركة «جوجل» لضرب منافساتها في أماكن موجعة خلال الحرب التي اندلعت منذ ذلك الوقت بشراسة بين الشركات المشغلة لمحركات البحث على الإنترنت. وهذا لا يعني أبداً أن كل شيء سيكون مباحاً في جمهورية جوجل الفاضلة؛ وسوف يعاقب الخبراء والموظفون المقصرون بطرق مبتكرة ومفيدة كأن يكلف المقصر بالرد على ركام البريد الإلكتروني الذي يرد من خبراء الويب ويحتجون فيه على بعض الأخطاء التي ترتكبها الشركة فيما تطرحه من مواد في صلب محرك البحث. وربما كان الأغرب من كل ذلك أن المدير العام التنفيذي لشركة جوجل كان من المفترض أن يتغير لقبه ليصبح «رئيس جمهورية جوجل لاند»، كما سيتم تعيين كل من الخبيرين سيرجي برين ولاري بيج اللذين أسهما في تأسيس «جوجل» في منصبي رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشيوخ. واشتمل توزيع الرتب والألقاب أيضاً على إطلاق تسمية شرفية على بيل جيتس صاحب مايكروسوفت هي «وزير البحث والتطوير والمنافسة» نظراً لأن محرك جوجل يعمل في بيئة نظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز.. تشاؤم وتفاؤل وأشارت مصادر مقربة من الإدارة العليا لشركة جوجل إلى أنها تبحث الآن بجد عن شراء خمس جزر جديدة بحيث تكون لها أشكال الأحرف المتبقية من كلمة «Google في كافة بحار ومحيطات العالم. وسوف يكمن الهدف الحقيقي من وراء ذلك في ابتداع شبكة عالمية حقيقية لبث المعلومات تنتشر في قارات العالم الخمس.وما لبثت حرب تنافسية حقيقية وغير منتظرة أن اندلعت بين مايكروسوفت وجوجل منتصف العام الجاري غداة إعلان شركة جوجل عن إطلاق برنامج التشغيل الجديد «جوجل كروم» Google Chrome الذي ينظر إليه المحللون على أنه يمثل هجوماً مباشراً على «مايكروسوفت ويندوز». ولا يُعدّ هذا الحدث بأي حال، الشرارة الأولى لاندلاع الحرب التنافسية بين الشركتين العملاقتين، بل سبقت ذلك مبادرة جوجل لطرح متصفّحها الخاص للإنترنت «كروم ويب براوزر» الذي جاء ليتحدى بدوره متصفّح مايكروسوفت الشهير «»إنترنت إكسبلورر». وامتدت هذه الحرب التنافسية أيضاً إلى أنظمة تشغيل الموبايل عندما أطلقت جوجل نظام «أندرويد» لتشغيل الهواتف الخليوية الذكية، الذي جاء ليقتنص الكثير من مكاسب نظام مايكروسوفت لتشغيل الموبايل «ويندوز موبايل». وفي مقابل ذلك، عمدت مايكروسوفت إلى التعدّي على الاختصاص الأساسي لجوجل في ابتكار محركات البحث الفعّالة عندما أعلنت عن ابتداع تكنولوجيات غير مسبوقة في تطوّرها وجسّدتها في محرك جديد للبحث أطلقت عليه اسم «بينج» Bing. وكان لبعض التصريحات الصادرة عن جوجل أن تشعل أوار هذه الحرب وتذكّي نارها، ومن ذلك إعلانها عن أن متصفح الإنترنت «كروم» مصمم بحيث يبسط سلطانه على سوق المتصفحات جميعاً بما فيها تلك التي أنتجتها مايكروسوفت وعلى رأسها «إنترنت إكسبلورر». وجاء هذا التطور المهم بعد مرور أسبوع واحد على إطلاق مايكروسوفت لمتصفح جديد آخر أطلقت عليه اسم «إن برايفت» InPrivate وصفته بأنه يتضمن وظائف جديدة يمكنها أن تؤثر على السياسة الإعلانية لمنافسيها على الشبكة وخاصة «جوجل». وتوقع مراقبون منتصف شهر يوليو الماضي أن تكون أيام مايكروسوفت وجوجل المقبلة حبلى بالمفاجآت السارة والمؤلمة، وأثبتت الأيام القليلة الماضية صدق هذا التوقع غداة الإعلان عن قيام الشراكة الجديدة بين مايكروسوفت وياهو للحدّ من طموحات جوجل. ويرى بعض الخبراء أن من الخطأ النظر إلى هذه التطورات الجديدة باعتبارها تمثل حرباً سيكون فيها منتصر ومهزوم، بل إن من الصواب القول إنها حرب تنافسية مفيدة لأنها ستؤدي بالضرورة إلى تطوير تكنولوجيا محركات البحث برمتها وسوف تصبّ في نهاية المطاف في صالح كل مستخدمي أجهزة الكمبيوتر في العالم أجمع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©