الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما مع اللاتين··· في الصدارة

أوباما مع اللاتين··· في الصدارة
9 يونيو 2008 01:01
''رسالة شخصية إلى بورتريكو'' كان هذا هو عنوان الإعلان التلفزيوني الذي تكلم فيه ''باراك أوباما'' أمام الكاميرا بإسبانية عرجاء، ولكنها مؤثرة، يقول أوباما في هذا الإعلان: ''لقد ولدت في جزيرة، وأفهم أن الطعام والغاز وكل شيء، يكلف أكثر ما يتكلف في الأماكن الأخرى''؛ وكان ''أوباما'' قد مُني بهزيمة في الانتخابات التمهيدية، التي جرت في ''بورتريكو'' هذا الأسبوع، ولكن ذلك الإعلان، وجاذبيته الشخصية، ورغبته في تجربة قدراته في اللغة الإسبانية، تمثل في مجموعها دليلاً على أن حملته تتأهب للاحتشاد في البر الأميركي، لكسب أصوات الناخبين اللاتين الذين صوّتوا بشكل كاسح لمنافِسته، أثناء الانتخابات التمهيدية· وكان بعض الديمقراطيين، قد أعربوا عن قلقهم من موقف اللاتين الحذر تجاه ''أوباما''، والذي قد يدفعهم في النهاية إلى تأييد المرشح الجمهوري ''ماكين'' الذي يحظى بشعبية وسط هذه الفئة من الأميركيين، غير أن هناك مؤشرات تدل على أن ''أوباما'' قد بدأ معركة الانتخابات العامة للفوز بأصوات اللاتين وبحوزته مزايا مهمة، فملخص ''جالوب'' الجديد لاستطلاعات الرأي، التي تم إجراؤها في شهر مايو، أظهر فوز ''أوباما'' بما يقرب من 62 في المائة من أصوات الناخبين اللاتين المسجلين في مختلف أنحاء البلاد، مقارنة مع 29 في المائة فقط لصالح ''ماكين''· ويرى الجمهوريون أن أرقام تأييد ''ماكين'' وسط اللاتين مخيبة للآمال، وأنها تقل كثيراً عن الأهداف المحددة من قبل المسؤولين عن حملته الانتخابية، الذين اعتقدوا طويلاً أنه قادر على تحدي الهيمنة الديمقراطية على أصوات الناخبين اللاتين؛ وهذه الأرقام تؤشر على أن صورة ''ماكين'' قد تعرضت للاهتزاز بعد الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، والتي تنصل خلالها من بعض الآراء المعتدلة بشأن الهجرة، والتي كانت تحظى بقبول لدى اللاتين· فعلى سبيل المثال، فإن ''ماكين'' -الذي كان الراعي الرئيسي لتشريع يوفر طريقاً للمواطنة أمام معظم المهاجرين غير الشرعيين في أميركا، والذين يبلغ عددهم 12 مليون مهاجر- عاد ليقول الآن إنه يعتقد أن الحكومة يجب أن تركز أولاً على تأمين الحدود الأميركية-المكسيكية قبل التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين· والموقف الجديد ساعد على تهدئة خواطر بعض المحافظين الذين رأوا أن موقف ''ماكين'' لين أكثر من اللازم تجاه المهاجرين، بيد أن هذا الموقف ذاته ساهم في تأخر السيناتور في المناطق التي كان يعتقد أنها تشكل مراكز لقوته، يعلق ''روبرت دي بوسادا'' المستشار الجمهوري المتخصص في الشؤون اللاتينية، على ذلك بقوله: ''إذا لم يدرك المسؤولون عن حملة (ماكين) أنهم بحاجة إلى تعزيز هذه العملية، فإن الشيء المؤكد هو أنه لن يصبح رئيساً''· وتقدُّم ''أوباما'' الكبير أدهش استراتيجيّي الحملة الديمقراطية ممن كانوا قد تنبأوا بأن اللاتين يمثلون نقطة ضعف رئيسية بالنسبة للسيناتور، فالمسح الذي أجرته مؤسسة ''جالوب'' عن اللاتين، وجد أن أداء ''أوباما''، وعلى الرغم من سلسلة الخسائر التي تعرض لها أمام ''هيلاري''، يمكن أن يجعل منه -على الأقل من الناحية النظرية- مرشحاً ديمقراطياً قادراً على التصدي لـ''ماكين'' في الانتخابات العامة، وليس كما كانت تزعم ''هيلاري'' أنها المرشحة الأكثر قدرة على مواجهة السيناتور الجمهوري· يوضح ''سايمون روزنبرج'' -رئيس مجموعة ''إن· دي· إن'' الموالية للديمقراطيين والمتخصصة في شؤون التواصل مع اللاتين- هذه النقطة بقوله: ''إن أداء أوباما فيما يتعلق بهذه النقطة أفضل مما كان يتخيله أي أحد''· وكان ''أوباما'' قد قرر في سبيل تدعيم حملته الاستعانة بخدمات متحدث صحفي متفرغ للعمل في وسائل الإعلام الناطقة بالإسبانية، كما أعلن ''انطونيو فيلاريجوسا'' عمدة ''لوس أنجلوس'' -والذي كان يمثل ''هيلاري كلينتون'' في شؤون التواصل مع اللاتين- أنه سيواصل العمل بقوة لصالح ''أوباما''، ووصفه بأنه رجل قادر على ''بث الإلهام''، وكان ''بيل ريتشاردسون'' -حاكم ولاية نيو مكسيو- قد أدلى بتصريح قال فيه إنه سيجند أحد الممثلين اللاتين المشهورين كي يقوم بالدعاية لـ''أوباما'' في أوساط مجتمعه، وذلك في إطار خطة لترويج سيناتور ''إلينوي''، الذي ولد في هاواي، لأب من أصل أفريقي، وأم أميركية والذي يستطيع التواصل بسهولة مع تجربة المهاجرين· هذا التركيز على الجاذبية الشخصية للمرشح من أجل كسب أصوات اللاتين، يعد تخلياً عن الأسلوب الديمقراطي المعتاد في هذا الخصوص، وهو التركيز على ''الموضوع'' في الأساس، ومع كل ذلك، يرى البعض أن ''أوباما'' لا يزال بعيداً عن ضمان أصوات اللاتين، فقد صرح ''ستيف شميدت'' المسؤول الاستراتيجي عن حملة ''ماكين''، بأنه واثق من أن حملة ''ماكين'' قادرة على بناء دعم اللاتين خلال الأشهر الخمسة القادمة، وأعرب ''شميدت'' عن اعتقاده بأن ''ماكين'' قادر على كسب عدد من أصوات اللاتين، يفوق ذلك الذي فاز به بوش، وهو 40 في المائة من أصوات اللاتين· ويحاول ''ماكين'' خلال هذه الفترة أن يظهر للاتين أنه على الرغم من آرائه المتشددة بشأن الهجرة غير الشرعية، إلا أنه سيسعى من جانبه إلى التخفيف من لهجة خطاب حزبه الخشنة بشأن هذا الموضوع، وأنه يرحب بقدوم المهاجرين اللاتين، شريطة أن يتم ذلك على نحو شرعي، خصوصاً أن اللاتين قد ساهموا ''في إثراء الثقافة والأمة الأميركية مثلهم في ذلك مثل كل جيل من أجيال اللاتين الذين سبقوهم''· بيتر والستين-واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©