الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدرسة الإماراتية.. نموذج مطلوب «3 - 3»

29 ابريل 2017 22:39
بالنسبة لليوم الدراسي لا يهم الشّكل المعتمد، ما دام يحقّق الرؤية المستقبلية للتعليم الذي نطمح إليه، فتصبح المدرسة بيئة جاذبة بمكوناتها كافة، ابتداء من المعلم المتميز، والطالب المنتج للمعرفة، فتصقل مواهبه، وتنمّي مهاراته، فبعض الدول الآسيوية تعتمد اليوم الدراسي الطويل الذي يحل الطالب فيه واجباته في مدرسته، مع توفير الظّروف كافة لذلك، وقد تصدّرت به التصنيفات العالمية بتحقيقها نتائج مرتفعة في الاختبارات القياسية الدولية، وبعض الدُّول تقلّل من ساعات الدوام الرسمي، وفي ظني أن النظام يمكن تحويره حسب الهدف الذي نسعى إليه، والظروف التي تتلاءم مع مجتمعنا، فمثلاً يمكننا اعتماد الدوام طوال العام الدراسي، بإلغاء العطلة الصّيفية كالمؤسسات الأخرى كوزارة الصّحة، مع توزيع هذه العطل طوال العام الدّراسي وتقليل عدد الحصص، وإعطاء فرصة لإثراء الجانب التّطبيقي حسب خطة منهجية محكمة، هذه الآليات يمكن التّحكم بها تبعاً للهدف الرئيس، مع الوقوف على فوائدها ومضارها مع ذوي الخبرة والاختصاص. أمّا بالنسبة للمعلّم والإدارة المدرسية، فهل اخترنا المعلّم حسب إنجازاته؟ وهذا يقودنا إلى اختيار الكفاءات العلميّة المتميّزة التي تأخذ بيد الطالب للوصول إلى الهدف من ارتقاء أكاديمي منشود، وعلى النقيض فكل معلّم لا يضيف طلبته أيّ إضافة مقبولة على طريق المعرفة والتطوّر العلميّ في تخصصه لمدة ثلاث سنوات يُستغنى عنه، وهكذا نخلق روح المنافسة، ونحرّك الماء الراكد، الذي لا يتناسب مع طموح قادتنا، وكذلك نستطيع أن نأجّج روح الحماسة بين المدارس الخاصة لنخرج منها المدرسة المتميزة سنوياً فنكرمها، ثم نُصنف تلك المدارس حسب تميّزها وإبداعها، فالمدرسة التي لديها اختراعات علمية أو ثقافيّة أو أدبيّة تُصنّف على أنّها مدارس «أ»، والمدارس الجيدة «ب»، والمدارس المتوسطة «ج»، ونعززها فمثلاً تحسب الرسوم المدرسيّة حسب كفاءة المدرسة وتطورها العلميّ لا حسب بنائها وحجمها، فمثلاً المصنّفة «أ» يحقّ لها أن تجعل رسومها 20 ألف درهم فما فوق، وأما المدارس المصنفة «ب» لا يتجاوز سقف رسومها خمسة عشر آلاف درهم، والمدارس المصنفة «ج» لا تتجاوز رسومها عشرة آلاف درهم، وبذلك نزرع روح الحماس بين تلك المدارس، ما يعود بالنفع على الدولة فنحقق الإبداع العلمي الذي ننشده. أمّا المدارس الحكوميّة العامّة، فيمكن أن نطبّق هذا المنهاج بالتدريج، فنجعل في كل إمارة مدرسة نموذجية، فيها يوم دراسي طويل على سبيل المثال، مجهّزة بالبناء من مختبرات علميّة وحاسوبيّة وملاعب ومطعم.. إلخ، كما نزوِّدها بالأنشطة اللامنهجية، ونجعل فيها فرصتين، وننقل إليها المعلمين المتميزين، وكذلك الطلبة المبدعين تحصيليّاً، فيحصل التنافس بين الطلبة، ونخلق جيلاً يعرف قيمة العلم، ثم نتوسع مع مرور الزمن حتى تعمّم هذه المدارس في كل رحاب دولتنا الحبيبة. وأخيراً، هذه نفثة مصدور أوحتها مقالة الدكتور السويدي، ولا شكّ بأنّ هذا الحوار ينتج الأفكار، ويجعلها تتوالد، لنصل إلى هدف أوحى به قادتنا حفظهم الله، ألا وهو العلم الممزوج بالأخلاق، فالقادة الاستثنائيون، طموحاتهم استثنائية، وقراراتهم استثنائية، ولن تموت أمة ما دام فيها رجال يحسنون قيادها، هدفهم الإصلاح، والإصلاح فحسب. د. نفله مهدي الأحبابي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©