الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الصحفيون الأحرار»

1 مايو 2010 20:50
يعقد في ولاية شيكاجو الأميركية من 16 إلى 18 يوليو (تموز) القادم مؤتمر يجمع الكتاب الصحفيين المستقلين (الفريلنسير) مع مسؤولي تحرير مجلات أميركية، وهو مؤتمر سنوي يحمل فائدة متبادلة للطرفين، حيث يمكن الوقوف عن كثب على حاجة المجلات من المواضيع والقصص الصحفية وخططها للأعداد القادمة في مقابل الاستماع إلى وجهة نظر الصحفيين المستقلين في محتوى هذه المجلات، الأمر الذي قد ينتج في النهاية تعاوناً مهنياً ينعكس إيجاباً على مضمون ومحتوى المجلات ويزيد من انتشارها – التقليدي والإلكتروني - وبالتالي من إيراداتها. ويعتمد هذا المؤتمر السنوي، وعنوانه “كتاب ومحررون، واحد لواحد” (Writers & Editors / One-on-One) على آلية خاصة من خلال عقد جلسات مدة الواحدة منها عشر دقائق فقط يجتمع فيها كل كاتب مستقل مع كل مسؤول تحرير على حدة، ولهذا يقتصر عدد الكتاب المشاركين في المؤتمر على 65 كاتباً رفيعي المستوى من جميع الولايات الأميركية. أما المجلات المشاركة فإن معظمها من فئة المجلات الشهرية المتخصصة وبعضها يتمتع بسمعة عالمية مثل “جلامور”، و”شيب”، و”إميسفير”. في بريطانيا انطلقت في الشهر الماضي احتجاجات عدد من الصحفيين المستقلين، مطالبين زملاءهم كافة بالامتناع عن تلبية طلبات الصحف ليوم واحد فقط، وذلك بعد أن خفضت بعض وسائل الإعلام البريطانية معدلات مكافآتها لنظرائهم مما سينعكس حتماً على مهنية إنتاجهم ودخلهم كما سيؤثر على مستوى الصحف التي تستفيد من خدماتهم ما أكد الداعون لهذا “الإضراب” الرمزي. لقد تطورت مهنة “الصحفي الحر” في الغرب إجمالا ووصلت إلى مراتب مهنية عالية تزامنت مع نجاحات استثنائية جعلت من اللقب مفتاحاً للاحترام والتقدير الذي وصل مبلغاً جعل الثقافة الغربية الراهنة تنسى حتى أصل المصطلح قبل أن أصبح يطلق على كل من يعمل مستقلاً في أي مهنة ، ذلك أن أول من استخدمه هو السير والتر سكوت (1771-1832) في روايته “إفانهوي” لوصف “المحاربين المرتزقة من القرون الوسطى” أو للدلالة على “غير متفرغ” الذي لا يتبع أحد حسبما تذكر الموسوعة الحرة “ويكيبيديا”. ولولا أهمية هذه الفئة من الصحفيين ومكانتهم في الثقافة الغربية لما خصص لهم مؤتمر، كما في أميركا، ولما كان لهم قضية مطلبية، كما في بريطانيا وكذلك في أوروبا إجمالا التي تحفظ لهذه الفئة مكانة خاصة وحيث لا تنقطع الأدبيات والأبحاث الجديدة والدورات التدريبية الخاصة بكيفية تطوير دور وكفاءات “الصحفي المستقل” في كل اختصاص على حدة. أما في مناطق أخرى من العالم، ومنها الوطن العربي، فإن النظرة الدونية “لاستقلالية” الصحفي أعاقت إلى حد كبير استفادة الصحف، والمجلات تحديداً، من إمكانياته النوعية الكامنة إذ فضلت الاستفادة الكمية منه في ظل انتشار مفهوم “صحفي على القطعة” بدل “الصحفي المستقل” أو “الصحفي الحر”، لذا كان من البديهي ألا يكون لهؤلاء عندنا “هوية” مهنية أو نقابية يعتدون بها وتجعل مطالبهم موضع اهتمام الآخرين. وأول هذه المطالب أن يكونوا “صحفيين أحراراً” لهم مؤتمراتهم واجتماعاتهم، وليسوا صحافيين “مرتزقة” يعملون على القطعة. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©