السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي مؤهلة لمواصلة النمو رغم التباطؤ الاقتصادي العالمي

أبوظبي مؤهلة لمواصلة النمو رغم التباطؤ الاقتصادي العالمي
2 أغسطس 2009 00:43
نجحت أبوظبي «باقتدار» في المحافظة على هيمنتها وترسيخ مكانتها كبيئة آمنة ومتجددة للاستثمارات الأجنبية، واستطاعت الإمارة أن تتجاوز التحديات الراهنة وتحولها إلى فرص رابحة، بحسب ما ذكر تقرير حديث أعدته مؤسسة ورلد بروفايل جروب. وأضاف التقرير الذي نشرته مجلة «الإيكونوميست» الأميركية أن أبوظبي مؤهلة لمواصلة النمو على الرغم من تباطؤ الاقتصاد العالمي بفضل جهودها في تحسين مكانتها كمركز اقتصادي عالمي ونجاحها في توطيد الشراكة بين القطاعين العام والخاص، فضلاً عن إطلاق العديد من المبادرات الواعية للتنويع الاقتصادي. وأشار إلى أن الخطة الاقتصادية «أبوظبي 2030» تمثل خريطة طريق تنموية واضحة المعالم تهدف إلى توفير حياة معيشية كريمة لكل مواطني الإمارة، مضيفاً أن الجهود الحثيثة والمتواصلة لتنفيذ الخطة ستحول أبوظبي إلى مدينة متميزة ذات طراز عالمي. «الاقتصادات النادرة» وصنف التقرير أبوظبي ضمن «الاقتصادات النادرة» التي نجحت في الحفاظ على ثباتها بفضل حكمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» الذي التزم بالتماسك والحنكة في خطى التنمية والاستثمار. وألقى تقرير «ورلد بروفايل جروب» الضوء على السياسة التنظيمية طويلة الأجل التي تتبعها أبوظبي باعتبارها عنصراً جوهرياً في أي نشاط اقتصادي للإمارة، الأمر الذي أتاح لها التوسع في مشروعات الهيدروكربون. ولفت التقرير إلى أن أبوظبي «لم تطلق العنان لطموحاتها على نحو غير محسوب»، حيث كشفت «استراتيجية أبوظبي 2030» بوضوح عن إطار حضاري شامل يضم في طياته برامج تنموية من مشروعات بنية تحتيـــة وعــقاريـــة متوافقة مع النسيج الاجتماعي والبيئي الذي تنفرد به الإمارة. وأوضحت «ورلد بروفايل جروب» في تقريرها أن ما يميز «خطة أبوظبي 2030» هو قابليتها للمراجعة والمراقبة لجميع المشروعات التي تتضمنها الخطة، ما يضمن استكمال جميع هذه المشروعات حسب الإطار الزمني لها مع استمرارية مبادرات التنمية على الرغم من التحديات الراهنة. وتوقع التقرير أن تجد الشركات التي توقفت مشروعاتها في مناطق متفرقة من المنطقة مـلاذاً آمناً في أبوظبي التي أثبتت قدرتها على ارتياد قطار التنويع الاقتصادي بثقة، من دون الاعتماد كلياً على النفط عبر خطط إصلاح مدروسة وشراكات استراتيجية ناجحة. وأورد التقرير مقتطفات من تصريحات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» قال فيها «إننا قادرون على الحفاظ على صورتنا العالمية والإقليمية وتوطيد مكانتنا على الخريطة العالمية كواحة للاستثمارات تتمتع بدرجة عالية من الصدقية، وذلك بفضل بما نمتلكه من أنظمة اقتصادية ومالية ثابتة وسليمة». وأكد التقرير أن المناخ الآمن والاستقرار الذي تحظى به إمارة أبوظبي أمد شركات التطوير بالإمارة بجو مفعم بالثقة في تنفيذ مشروعاتها، حيث إن للتخطيط الواعي والسياسة التمويلية المتأنية التي تتبعها أبوظبي دوراً بارزاً في موازنة أي مخاطر متوقعة، مشيرا إلى أن تلك الأجواء الإيجابية تلاقت مع تطلعات رواد الأعمال والمؤسسات التجارية التي تسعى نحو إيجاد مراكز اقتصادية مستقرة توفر فرصاً مربحة للقطاعين العام و الخاص. وقالت «ورلد بروفايل جروب» إن «القيادة السياسية تتبنى خطط تنويع اقتصادي شاملة، وهناك العديد من المؤسسات الاقتصادية بالإمارة تمارس دوراً جوهرياً في تنفيذ هذه التوجيهات وتحفيز النمو و الابتكار حيث يأتي على رأسها جهاز أبوظبي للاستثمار و «آيبيك» و«أدنوك» و«أديك» و«مبادلة». وقال التقرير في هذا الصدد إن شركة «آيبيك» للاستثمارات البترولية أنجزت صفقة على الحصة الغالبة من بنك باركليز الانجليزي، وذلك بمجرد انخفاض سهم البنك بنحو 19%، الأمر الذي حقق لـ «آيبيك» أرباحاً طيبة عند صعود قيمة السهم مرة أخرى. واستعرض التقرير تصريحات ناصر أحمد السويدي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية بالإمارة عندما قال «إن الطبيعة طويلة الأمد لرؤية أبوظبي 2030 تضمن عدم تأثر تحول اقتصاد الإمارة بالأحداث قصيرة الأمد». و أضاف أنه «من بين الأهداف التي تشملها الخطة تقليص احتمالات تعرض اقتصاد الإمارة لأي تقلبات مستقبلية». بدوره، أكد خلدون خليفة المبارك الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للتنمية «إننا دائماً ما نستلهم من القرارات الثاقبة من الماضي التي صنعت أبوظبي التي يعرفها العالم اليوم». «النقل والمواصلات» واستعرض التقرير انعكاسات استراتيجية أبوظبي 2030 على جميع القطاعات، حيث إن رؤية أبوظبي تجمع في طياتها بين روعة التأثير وفاعلية التطبيق. وقال عبد الله راشد العتيبة رئيس دائرة النقل في أبوظبي إن دراسة خطة النقل الشاملة للإمارة تهدف إلى إنشاء شبكة نقل طبقا لأحدث المعايير تغطي أبوظبي. وأشار إلى أن الدراسة ستشمل شبكة مترو ووسائل النقل الخفيف و المائي، إضافة إلى نحو 200 عنصر منفصل تشمل مشروعات بنية تحتية جديدة أو محسّنة. وأوضح أن أحد أهم هذه المشروعات التي سيتم تطويرها حتى عام 2030 عبارة عن خط سكك حديدية بطول 590 كيلومتراً تربط أبوظبي بالإمارات والدول المجاورة لها، علاوة على خط مترو بطول أكثر من 130 كيلومتراً يربط المناطق الرئيسية داخل الإمارة، كما تشمل الخطة 30 مشروع ترام منفصل وخدمات نقل إضافية أخرى. وتطرق التقرير إلى النمو الذي يشهده مطار أبوظبي الدولي، والذي اعتبره دليلاً آخر على أن الإمـــارة تسير في الاتجــاه الصحيح نحو العالمية، حيث تجاوز النمو في حركة الركاب بالمطار خلال النصف الأول من العام الحالي نحو 8% على الرغم من تراجع حركة المسافرين في عدد كبير من المطارات المجاورة، مشيراً إلى أن الفضل في ذلك يرجع إلى وجود خمس شركات طيران جديدة تنطلق برحلاتها عبر مطار أبوظبي خلال العام الجاري. كما ساهمت سياحة المؤتمرات والمعارض طوال العام بإنعاش رحلات طيران رجال الأعمال والرحلات الترفيهية بالإمارة، حيث باتت مصدراً حيوياً لاستقــطاب الزائرين من دول العالم، الأمر الذي جعل مسألة التطوير المتواصل لمرافق وخدمات المطار على قمة أولويات القائمين عليه. وفي هذا الصدد، قال خليفة المزروعي رئيس شركة مطارات أبوظبي «تهدف أعمال التجديد لمبنى الركاب 1 والتحسينات في المبنى 2 ، وافتتاح مبنى الركاب 3 مؤخراً إلى رفع كفاءة الخدمة المقدمة للركاب و تقديم أفضل أداء لشركائنا». هذا ويعد مبنى الركاب رقم 3 واحداً من أفضل مرافق الطيران في المنطقة بما يتضمنه من أحدث الوسائل التقنية في العالم، حيث رفع الطاقة الاستيعابية لمطار أبوظبي الدولي إلى 12 مليون راكب سنوياً. وتابع المـــزروعي قـــوله «تلتزم شــركــة أبوظبي للمطارات بشكل كامل بتطوير جميع المنافذ الجوية للإمارة، ولن يقتصر جهدنا على التعامل مع التحديات الراهنة فحسب، ولكننا نعد لخطط عمل جديدة تشمل استحداثات في قطاع الطيران و أنظمة النقل الجوي». وفي هذا الصدد، عقدت شراكة بين مركز الأبحاث وتعليم الطيران المدني ومعهد جورجيا للتقنية، الأمر الذي يعكس ثقل قطاع الطيران وعلوم الفضاء كعنصر استراتيجي ضمن خطة أبوظبي 2030. «معدلات نمو متأنية» وشدد تقرير «ورلد بروفايل جروب» على أن أبوظبي نجحت في جني معدلات النمو المتأنية التي يتسم بها اقتصادها، حيث إن النمو المتأني اكسبها قدرة فائقة على الصمود وتحجيم تأثير الأزمة المالية العالمية على اقتصادها. فقد بادر المصرف المركزي الإماراتي بضخ السيولة في النظام المصـــرفي ودعـــم الأنشطة الاقتصادية الأخرى بالدولة، الأمر الذي كان له أكبر الأثر في ضمان تقوية رؤوس أموال البنوك المستفيدة من الدعم و تحسين ما لديها من سيولة. وبحسب تصريحات لوزير الدولة للشؤون المالية معالي عبيد حميد الطاير فإن قرار المصرف المركزي بضمان ودائع البنوك يأتي ضمن استراتيجيته لبث الطمأنينة بين أوساط المستثمرين الأجانب وتبديد الهلع في أسواق الشرق الأوسط. وقال الطاير «أدت التقلبات في الأسواق العالمية مؤخراً إلى تعزيز إيمان الإمارة وسياساتها نحو الترويج والدعم لقطاع الصناعات والتنويع والتوسع في أسس الإنتاج». القطاعات غير النفطية تساهم بـ 64% من اقتصاد الإمارة في 2030 عرّج التقرير على مبــادرات حكــومة أبوظبي في القطــاع الصناعي، منوهاً في هذا الصدد إلى إنشاء الشركة القابضة العامة باعتبارها أكبر تجمع صناعي داخل الإمارات، ومؤسســة زون كــورب التي تدير المنطقة الحرة والتي يتوقـــع أن تصل حجم الاستثمارات التي تديرها خلال العام الجاري إلى نحو 30 مليار درهم. وأوضح التقرير أنه بمجرد اكتمال المشروعات الصناعية العملاقة في أبوظبي وفقاً للجدول الزمني المحدد في «خطة أبوظبي 2030»، فإن القطاع الصناعي سيساهم بنحو 64% من إجمالي الناتج المحلي للإمارة في 2030. وقال حسين النويس رئيس مؤسسة أبوظبي للصناعات الأساسية «تهدف استراتيجيتنا لتطوير مناطق صناعية متخصصة تستفيد من الميزة التنافسية لأبوظبي كما نسعى إلى بناء هذه الصناعات كي نوفر مزيداً من المواد لتخفيض سلسلة القيمة». وألقى التقرير الضوء على القطاع العقاري في أبوظبي، مشيراً إلى أن ثالوث التطوير العقاري بالإمارة وهي شركات «الدار العقارية» و«طموح» و«صروح»، لا تزال تتواصل مشروعاتها من دون توقف على الرغم من الأزمة العالمية. وقال جون بولوف الرئيس التنفيذي لـ «الدار العقارية» إن التباطؤ في السوق «أتاح فرصة لمراجعة التصميمات ومواصلة المشروعات بخطى مدروسة، وإعادة طرح مناقصات من جديد من أجل ضمان الحصول على أسعار تناسب المساهمين بالشركة». وأضاف أن الفرصة أصبحت الآن سانحة لشركات التطوير للاستفادة من انخفاض أسعار مواد الإنشاء، كما نوه إلى أن الشركة ماضية في الالتزام بتسليم مشروعاتها خلال العام الجاري. وقال منير حيدر الرئيس التنفيذي لـ «صروح» :«لم ندخر وقتاً أو جهداً في التعامل مع التحديات الاقتصادية على اختلافها وأجرينا مراجعة لنموذج الأعمال الخاص بنا ونحن نركز حالياً على إنجاز جميع المشروعات قيد التطوير»، التي رصدت لها الشركة «الميزانية والوقت الكافيين». وتابع حيدر «التركيز على تلبية احتياجات عملائنا يأتي ضمن أهم أولوياتنا، ونعمل مع كل عميل على حدة بغية التعرف إلى احتياجاته من التمويل وتقديم الحلول المناسبة». من جانبه، أكد جو أونج الرئيس التنفيذي لـ «طموح» أن السوق العقارية في أبوظبي لا تزال مؤهلة للنمو، والمجال متسع لاستيعاب المزيد من الاستثمارات، خاصة في مشروعات التطوير عالية الجودة. وتنفذ الشركة مشروعات عقارية ضخمة في أبوظبي مثل مشروع مارينا سكوير الذي سيضم 15 برجاً ويستوعب 10 آلاف شخص والمقرر إنجازه قبل نهاية العام الحالي. وأضاف أونج أن المشروع تم تصميمه ليضم جميع المواصفات التي يحتاجها المقيمون فيه. وأوضح أن الحكومة وفرت جميع متطلبات المشروع من بنية تحتية وهو الأمر الجوهري، والذي سيلمسه أول فوج من المقيمين بالمدينة الجديدة. وأشار التقرير إلى أن قطاع المعارض والمؤتمرات في أبوظبي لم يكن مستثنياً من برامج التطوير الطموح التي تجري داخل الإمارة على قدم وساق، حيث نجح مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك» منذ إنشائه قبل عامين في استقطاب ملايين الزوار سنوياً، ما ساهم في خلق فرص أعمال ومشروعات بلغت 1.1 مليار درهم
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©