الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صيادون يونانيون يقاومون مشروعاً للطاقة الشمسية

صيادون يونانيون يقاومون مشروعاً للطاقة الشمسية
2 أغسطس 2009 00:43
تنفث مصانع الفحم الحجري سحب الغبار والدخان في اجواء بلدة ميجالوبوليس في جنوب اليونان إلا أن السكان المتشككين في المخاوف البيئية تصدوا لخطة ترمي لبناء أكبر مشروع في البلاد لتحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء على تلة قريبة. وذهب الصيادون الغاضبون من إلغاء مشروع سابق لزراعة غابة في الموقع إلى المحكمة في محاولة لمنع اقامة مصنع لتحويل طاقة الشمس إلى كهرباء وهو بقدرة 50 ميجاوات. وقال كوستاس ماركوبولوس رئيس اتحاد الصيادين في بيلوبونيز في زيارة للموقع المطل على تلة تشرف على البلدة الصغيرة «لن نقبل بأي حال من الاحوال التضحية ولو بشجرة واحدة .. لن نرضخ لهذه المصالح». ويقع أسفل الموقع المنجم الذي يستخرج منه الفحم الحجري وهو مصدر زهيد للطاقة لكنه شديد التلويث ويعرف أيضا بالفحم البني. والموقع قريب أيضا من مصانع يتم فيها حرق الفحم لتوليد الكهرباء لمنطقة جنوب اليونان. ولا تبعد المنازل الاقرب إلى المنجم سوى مسافة حوالي مئة متر. وأدت البيروقراطية والافتقار الى الارادة السياسية والمعارضة المحلية إلى تعطيل سوق واعدة للطاقة المتجددة في اليونان. وتتمتع اليونان بطقس مشمس ورياح قوية. وسيكون مشروع ميجالوبوليس الذي تستخدم فيه ألواح لتحويل ضوء الشمس إلى كهرباء واحدا من كبرى مشروعات الطاقة الشمسية في العالم. ومن المتوقع ان تتراوح تكلفته من 200 مليون إلى 250 مليون يورو (280 مليون إلى 349 مليون دولار). ولم يتم بناء شيء في الموقع بعد قرابة عامين من حصول شركة «بي.بي. سي» لتشغيل الكهرباء على تراخيص إنتاج. ولا يزال أمام محكمة إصدار حكمها بشأن التماس قدمه الصيادون. ويقول مستثمرون، انتظروا منذ سنوات للاستفادة من الامكانات الضخمة في اليونان، إنهم يعتقدون أن هناك سبباً يدعو للأمل مع بدء العمل بقانون جديد بعد عقود من مواجهة بيروقراطية لا تنتهي. وأوضح نيكوس فاسيلاكوس الذي يترأس الاتحاد اليوناني الأوروبي للمستثمرين في مجال الطاقة المتجددة «أصبحت اليونان خلال الخمس عشرة سنة المنصرمة العملاق النائم للطاقة المتجددة في أوروبا». وتشتهر اليونان بأن إجراءات استصدار التراخيص تستغرق فيها وقتا طويلا ويقدر فاسيلاكوس هذا الوقت بما بين ثلاث إلى أربع سنوات في المتوسط. ومررت الحكومة اليونانية قانونا خاصا بالطاقة المتجددة كما وافقت أيضا على حوافز جديدة للافراد تسمح لهم بتركيب ألواح شمسية على أسقف المنازل وبيع الكهرباء بعيدا عن إجراءات إصدار التراخيص التي كانت تقدر تكلفتها بالآلاف من اليورو. وتخطط الحكومة في غضون الشهرين المقبلين لطرح قانون لتقليل إجراءات بناء طواحين الهواء والمصانع الصغيرة التي تعمل بالطاقة الكهرومائية. وتحتاج اليونان إلى إنتاج أكثر من ثلث الطاقة الكهربائية فيها من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2020 وتصل النسبة في الوقت الحالي إلى تسعة في المئة. وتنخفض هذه النسبة إلى حوالي أربعة في المئة باستثناء المصانع الكبيرة التي تعمل بالطاقة الكهرومائية والتي يقول خبراء إن نسبة اربعة في المئة أكثر واقعية. وقال ماركوبولوس لرويترز «وجود مصنع تحويل الطاقة الشمسية هنا إلى كهرباء لن يكون سوى مرآة ضخمة تؤدي إلى إبعاد الحياة البرية.» وأضاف «من الممكن أن يتم بناؤه في مناطق أخرى موجودة بحيث لا يؤدي إلى تدمير البيئة الطبيعية». ويعبر أنصار البيئة والمستثمرون والسلطات المحلية عن استيائهم ويقولون إن الصيادين وغيرهم ليس لديهم المعلومات الكافية وإنهم لا يدركون الفوائد البيئية والصحية والاقتصادية للمشروع. وقال تاسوس جاريس المدير التنفيذي لشركة «بي.بي.سي» لمصادر الطاقة المتجددة «تركيب الالواح هناك سيكون أفضل للبيئة من زراعة بعض الاشجار.» وليس الصيادون الذين يصطادون الارانب والحيوانات الصغيرة الاخرى في التلال المجاورة هم الوحيدون الذين يشعرون بالقلق بشأن الموضوع فهناك من يعتمدون على مصنع الكهرباء والمنجم لكسب عيشهم فهم يخشون من فقد وظائفهم
المصدر: ميجالوبوليس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©