السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخيول العربية الأصيلة ثروة سورية لا تقدر بثمن

الخيول العربية الأصيلة ثروة سورية لا تقدر بثمن
15 مارس 2011 19:58
صدر في دمشق كتاب الأنساب العاشر للخيول العربية الأصيلة في سوريا، وقال مدير مكتب الخيول في وزارة الزراعة السورية المهندس محمد الوادي إن هذا الكتاب يضم (442) جواداً، وبذلك يصل عدد الخيول الأصيلة المسجلة في كتب الأنساب في سوريا إلى (5033) منها (2932) من الإناث و(2101) من الذكور، وأضاف أن عدد الولادات يصل إلى (600) ولادة سنوياً لمختلف أرسان الخيول العربية الخمسة الرئيسية، وبينها أرسان نادرة كدهماء عامر وكحيلة جعثنية. يعتبر الدكتور طارق عبد الرحيم الأستاذ في كلية الزراعة بجامعة دمشق أن صدور الكتاب الأول لأنساب الخيول العربية الأصيلة عام 1989 شكل بداية لتاريخ أكثر حداثة للحصان العربي في سوريا، مع ملاحظته أن هذا الكتاب تأخر مائة عام على الأقل، ولو بدأنا في توثيق الأنساب قبل ذلك لتغير وضع الحصان العربي كثيراً، وكان الكتاب الأول قد تضمن (569) رأساً من الخيول العربية أصيلة. مختبر حقيقي يعتبر المربي حسن ناصيف عضو الجمعية السورية للخيول العربية أن البادية هي المختبر الحقيقي لنسل الخيول، ويتوقف الدكتور طارق عند حقيقة أن الحصان العربي هو نتاج الوراثة والبيئة، فسوريا تملك التركيبة الوراثية للحصان العربي، وهو ما يجب الحفاظ عليه وتطويره، أما البادية فهي بيئة الحصان العربي، لذا يدعو إلى وضع الخطط للحفاظ على الحصان العربي البدوي في سوريا وتطويره، ليكون مصدراً وراثياً هاماً للخيول العربية في المستقبل، ويتحدث عن أبحاث علمية سورية لمراقبة نمو أمهر الخيول للوصول إلى مقياس يمكن اعتماده لمراقبة نمو الأمهر وتطورها، كما قامت الباحثة سارية المرزوك بأبحاث حول DNA لبعض أرسان الخيول العربية في سوريا، وقام الباحث أحمد العبود من كلية الزراعة في جامعة دمشق بدراسة المعالم الوراثية للخيول من خلال ستة عشر قياساً للجسم، لاعتماد هذه المعالم في المستقبل كأساس لتوصيف الحصان العربي في سوريا، وبهدف التحسين الوراثي له. ويتحدث المربي حمدان عن الحصان العربي، فيرى أنه يتميز عن سواه من الخيول بالجمال والشجاعة، وله خمسة أنساب، ينفرد كل منها بصفات عن غيره، لكن تجتمع جميعاً في أن الحصان العربي يمتلك قدرة حمل الأوكسجين في كريات الدم أكثر من غيره، ويضيف حمدان أن الحصان العربي حاد الذكاء ويعرف صاحبه، ويحافظ على سلامته، ويشعر بشعوره، وهو رشيق وخفيف الحركة، لذا تم تهجين الخيول الأوروبية بواسطته، فنشأت خيول السباق المهجنة. ويتوقف المربي حمدان عند أبرز ما يلفته في جمال الحصان العربي فيذكر أنه يمتاز بالوجه الجميل الصغير والعينين الواسعتين والأذنين الصغيرتين، وبكبر الصدر، كما أن أرجله تتميز بالقوة والمتانة. مزادات نصف شهرية في الشهر الأخير من عام 2010 افتتح في مدينة دوما القريبة من دمشق سوق للخيول العربية الأصيلة، ويشهد هذا السوق مزادات نصف شهرية لتسويق الجواد العربي الأصيل، وقال محمد غياث الشايب رئيس شعبة الخيول العربية في دمشق وريفها إن هدف هذا السوق الذي يعتبر الأول من نوعه في سوريا هو تسويق الجواد العربي محلياً وعربياً ودولياً، بحيث تحدد القيمة المادية الحقيقية لهذا الجواد النبيل. ولفت الشايب إلى أن تنظيم المزاد كل خمسة عشر يوماً سينظم أسعار الخيول، ويبتعد بها عن الشطط والمطالب الخيالية، وأوضح أنه تم وضع شروط للمشاركة في هذه المزادات في مقدمتها سلامة الجواد وصحة المعلومات التي يحملها سجله، كنسبه وسلالته والبطولات التي أحرزها. وسيسهم هذا السوق بحسب ما يقول المربي أبو شادي في ضبط وتنظيم عمليات اقتناء الخيول العربية، إذ إن هناك حوالي خمسمائة جواد غير مسجل تباع سنوياً في سوريا. وبحسب إحصائيات مكتب الخيول المركزي، فإن سوريا تصدر سنوياً حوالي مائة رأس من الخيول إلى دول الخليج العربية وأوروبا وأميركا، وأسعارها تتراوح بين ستة آلاف دولار وصولاً إلى مليون دولار للرأس الواحد. وقد شهدت سوق الخيل السورية في الماضي حركة اقتناء للخيول الأصيلة، إذ كان الأوروبيون يحرصون على اختيار الخيول الضخمة، بينما كان المصريون يختارون الخيول الأكثر جمالاً ولاسيما جمال الرأس، وقد استخدم الأوروبيون والروس الحصان العربي لتهجين خيولهم والحصول على سلالات جديدة سواء لأغراض السباق أو الحرب. ثروة سورية كبرى يقول الدكتور طارق عبد الرحيم إن الحصان العربي الأصيل في سوريا يعد كنزاً لا يقدر بثمن، وهو لا يقل قيمة عن الأوابد التاريخية السورية كتدمر وقلعتي دمشق وحلب وغيرها، وهو إرث تاريخي حي لا يزال ينبض بالحياة. ويتفاءل الدكتور طارق بهذه الثروة السورية المهمة بعد إنشاء العديد من المزارع الحديثة لإنتاج الخيول العربية الأصيلة وإقامة مضامير السباق والاهتمام الذي تبديه الجهات الحكومية بهذه الثروة الحية، لكنه يتمسك بدعوته للحفاظ على الحصان العربي البدوي في سوريا وتطويره ليكون المصدر الوراثي المهم والأصيل للخيول العربية، مشدداً على أنه كان للبدو طرقهم في الانتخاب والانتقاء والتزاوج، مما جعل لديهم قواعد وتقاليد لا تتنافى مع علوم التربية الحديثة.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©