مقتل 3 جنود وإصابة عشرات المحتجين في اليمن

قُتل ضابط وجنديان وأصيب العشرات، بينهم محافظ مأرب وأربعة من أفراد حراسته، أمس في مواجهات مسلحة بين قوات الأمن ومحتجين معارضين في محافظتي مأرب والجوف، فيما شهدت المداخل الرئيسية للعاصمة صنعاء تعزيزات عسكرية وأمنية لمنع توافد “القبائل” إلى ساحة جامعة صنعاء للانضمام إلى المعتصمين المطالبين بـ”إسقاط النظام”. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” أن “عناصر مسلحة من أحزاب “اللقاء المشترك” المعارضة، اقتحمت أمس”المنطقة الأمنية بمديرية المصلوب بمحافظة الجوف، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل قائد المنطقة الأمنية الملازم أول عبدالغني العليان، واثنين من الجنود هما محمد القصب وخالد البارعي. وبمقتل هؤلاء الجنود، يرتفع إلى 51 عدد قتلى الجيش والأمن اليمنيين، منذ مطلع العام الجاري، جراء هجمات مسلحة، حسب إحصائية خاصة بـ”الاتحاد”. كما أسفر الهجوم عن إحراق سيارتين عسكريتين ومقر المنطقة الأمنية. وفي هذا السياق، أكدت مصادر قبلية يمنية أن محتجين مسلحين “سيطروا” أمس الأول الأحد على مقر “المجمع الحكومي” الرئيسي بمحافظة الجوف، والواقع بمدينة الحزم، مركز المحافظة، على بعد 143 شمال شرقي العاصمة صنعاء. وقالت المصادر إن إقدام المسلحين على السيطرة على المقر الحكومي، جاء إثر مواجهات مسلحة بين محتجين معارضين كانوا يتظاهرون في شوارع مدينة الحزم، ومسلحين موالين للرئيس علي عبدالله صالح، يقودهم مسؤول محلي بالمحافظة، حاولوا تفريق المتظاهرين. وأضافت: “أطلق مسلحون يقودهم مدير عام الخدمة المدنية النار على المتظاهرين الذين ردوا بالمثل، ما أدى إلى وقوع عشرة مصابين” من الجانبين، بينهم المسؤول المحلي، لافتة إلى أن هذه المواجهات دفعت المحتجين إلى السيطرة على المجمع الحكومي السلطة المحلية. وعلى صعيد متصل، شهدت محافظة مأرب الغنية بالنفط، والمجاورة لمحافظة الجوف، مواجهات مسلحة بين جنود يمنيين ومحتجين كانوا يتظاهرون قبالة مقر “المجمع الحكومي” بمدينة مأرب، على بعد 173 شمال شرق صنعاء. وأسفرت تلك المواجهات عن إصابة محافظ مأرب ناجي الزايدي وأربعة من أفراد حراسته وأكثر من عشرة من المحتجين، الذين ينتمون إلى قبائل متعددة، حسب المصادر الرسمية وشهود عيان. وقال شاهد العيان ناجي بعيد، لـ”الاتحاد” إن المحافظ الزايدي وسبع سيارات على متنها مسلحون “هددوا” المتظاهرين بإطلاق النار عليهم إذا لم يغادروا ساحة المجمع الحكومي، مشيرا إلى أن المتظاهرين رفضوا الانصياع لهم، مؤكدين أن احتجاجاتهم “سلمية”. من جهتها، اتهمت وزارة الداخلية اليمنية “مجاميع مسلحة” تابعة لأحزاب “اللقاء المشترك” بمهاجمة “المجمع الحكومي” بمحافظة مأرب، والاعتداء على المحافظ الزايدي بعد أن حاول إقناعهم بعدم اقتحام المقر الحكومي. وقال مصدر مسؤول بوزارة الداخلية إن أربعة من أفراد حراسة المحافظ أصيبوا بجروح في “تبادل لإطلاق النار”، أسفر أيضا عن إصابة “عدد من المواطنين”. إلى ذلك، قالت وسائل إعلام يمنية، إن قوات الشرطة فرضت، أمس “سياجا أمنيا مشددا” حول العاصمة صنعاء، “لمنع انضمام المزيد من رجال القبائل إلى” المعتصمين قبالة جامعة صنعاء. وذكر شاهد عيان لـ”الاتحاد” إن “تعزيزات عسكرية مكثفة أضيفت إلى نقطة (الأزرقين) الأمنية” عند المدخل الشمالي لصنعاء، وأن “دبابة” تمركزت عند مدخل النقطة الأمنية، التي تعد المنفذ الوحيد بين العاصمة ومحافظتي عمران وصعدة، القبليتين.