الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بلقيس.. اختارها قومها ملكة

20 مارس 2014 21:37
أبوظبي (الاتحاد) - الملكة بلقيس، واحدة من أشهر الملكات اللائي تولين العرش في بلاد العرب قبل الإسلام، وهي زوجة نبي الله سليمان عليه السلام، والتي ذكرت قصتها في سورة النمل. ذات يوم تفقد نبي الله سليمان عليه السلام حاشيته - كانت تضم هدهداً، بالإضافة إلى حيوانات وجن وعفاريت - فلم يجد الهدهد، وغضب لذلك ووعد بتعذيبه حتى أتاه الهدهد من ســبأ بخبر يقين، ويذكر القرآن الكريم هذا الموقف في قوله تعالى: (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِين* لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ* فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ* إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ * أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)، سورة النمل: الآيات 26». موقف وبعد تلقي السبئيين رسالة سليمان التي ألقاها الهدهد، والتي تطالبهم بعبادة الله والكف عن تقديس الشمس، خلَّد القرآن موقف بلقيس، إذ رفضت أن تستبد برأيها، وطلبت المشورة من الملأ الذين هم بدورهم أكدوا لها ثقتهم بقدراتهم العسكرية، وتركوا القرار النهائي لها. وفي بداية الأمر أرادت اختبار سليمان، وأرسلت له هدية، ورفض سليمان الهدية وقرر الخروج بجيش ومقاتلة سبأ، وقبل خروج الجيش، كما هو مذكور في القرآن، طلب سليمان من أحد حاشيته أن يأتيه بعرشها قبل قدومها. ولم يذكر القرآن الهيئة التي أتت عليها، وكيف قررت ذلك، وما إذا علمت برفض سليمان للهدية أم لا، ودخلت على سليمان ،وقامت بجمع ثيابها حتى ظهرت ساقها لظنها أن بلاط سليمان أو الصرح كان ماء فأخبرها سليمان أنه صرح من زجاج يجري من تحـته الماء، واندهشــت بلقيس من ملك سليمان وحكمته فأسلمت لرب العالمين. وفي ذلك يقول الله تعالى: (قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). مكرمة وعن قصّة تولي بلقيس حكم مملكة سبأ، ذكر العلامة محمد بن حبيب في كتابه «أسماء المغتالين» أنه كان هناك ملك يدعى زهير بن عبد شمس، وكان هذا الملك يعتدي على أي امرأة متزوجة حديثاً قبل زوجها، فقالت بلقيس لوالدها - وذلك قبل أن تصبح ملكة - إن هذا الرجل قد فضح نساءكم فائته فقل له إن لي بنتا قد وصلت سنها إلى الزواج، وليس لها شبيه، ولها حسن وجمال، فإن قال لك فابعث بها إليَّ فقل إن مثلي في شرفي ونسبي لا تؤتى ابنته إلا في بيته، فآتاه فذكر له ذلك، فلما قال له ابعث بها إليَّ، قال له ما قالته له بلقيس، فقال له كيف بنزلي ونزل من معي من أصحابي؟، فقال ما أحماني لنزل الملك، وأشد سروري به لأنها مكرمة لي ويد وضعها الملك عندي فأجابه إلى أتيانه. فأتى داره فزخرفها وزخرف أبياتاً ثلاثاً بأحسن ما يكون من زينة، وكلما دخل هذا الملك بيتاً أعجب به، ولما دخل على بلقيس أعجب بجمالها وزينتها، وتهيأ للجلوس على الفراش، وأخرج أجناده لينفرد ببلقيس، وفي الغرفة تمكنت بلقيس من تنفيذ خطتها وقتل هذا الملك، ثم أخذت تدعو أجناده واحداً بعد الآخر، وكلما دخل جندي، وهو يظن أن الملك هو الذي استدعاه يتم قتله، حتى تم القضاء عليهم جميعاً. ثم أرسلت بلقيس إلى أبيها وقومها فخرجت إليهم، وقالت هذا الخبيث قد فضح نساءكم وجعلكم شهرة في الناس قد أرحتكم منه، فملِكوا من شئتم، فقالوا جميعاً «ما أحد أولى بهذا منك» فملكوها عليهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©