الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برنامج لتدريب الأمهات على التواصل المباشر مع أطفالهن المصابين

برنامج لتدريب الأمهات على التواصل المباشر مع أطفالهن المصابين
12 مارس 2012
أبوظبي (الاتحاد) - أنشطة مختلفة، مسابقات ترفيهية ورياضية، وتفاعل حي من أولياء الأمور المشاركين في ملتقى التدخل المبكر، كانت تلك أبرز سمات برنامج الإرشاد الأسري والتفعيل بين الأسر وأطفالهم، والذي اتخذ من متنزه خليفة مسرحاً لتطبيق هذا البرنامج الإرشادي التوعوي بامتياز. وعن هذه الأجواء قالت الدكتورة عبلة رشدي مرجان استشاري ذوي الاحتياجات الخاصة ورئيس وحدة التدخل المبكر في مؤسسة زايد للرعاية الانسانية، إن هذه الفعاليات جاءت في اليوم الثالث من ملتقى التدخل المبكر «التدخل المبكر طاقة لكل إعاقة». أهداف الفعالية وشارك فيها فريق عمل وحدة التدخل المبكر، بهدف تدريب الأمهات على التواصل المباشر مع أطفالهن للتعرف على قدراتهم الإيجابية وإمكانياتهم الإبداعية، والخروج بهم بعيداً عن الجلسات العلاجية التربوية الفردية من أجل تحقيق التلاحم مع أفراد المجتمع وتواجدهم في المتنزهات والأماكن الترفيهية لكسر حاجز الخوف من مواجهة المجتمع بأطفالهم. وتلك تعتبر خطوة أولى على طريق دمج هذه الأطفال دمجاً كلياً من خلال المؤسسات المختلفة في دولة الإمارات العربية، ولإفساح الطريق أمامهم في المجال التعليمي والتأهيلي وأيضاً التوظيف. وأوضحت مرجان أن هذه الفعالية تعد فرصة لتبادل الخبرات بين الأمهات وعرض تجارب التعامل مع الطفل كل بحسب اختلاف إعاقته مع بقية الأمهات، ما يتيح الفرصة لخروج بعض الأسر من مرحلة الرفض والخجل لوجود طفل معاق لديها إلى مرحلة التقبل والتفاعل الإيجابي مع هذا الطفل لسد احتياجاته وإعطائه الفرصة كاملة لحياة أفضل مستمتعاً بكل ما تقدمه الدولة من إمكانات وتسهيلات، وهذا يتفق ورؤية دولتنا الغالية، بأن الإنسان هو الثروة الأساسية، وهدفنا الارتقاء به، لأن الدول المتحضرة تقاس بمدى اهتمامها بهذه الفئة من المجتمع. وذكرت مرجان أن برنامج الفعاليات اشتمل على ألعاب مع الأمهات والأطفال، ومسابقات يشترك فيها الأطفال والأمهات، ومسابقات معرفية خاصة تكشف مدى معرفة الأمهات بالبرامج العلاجية التي تقدم لأطفالهن، ولذلك يمكن القول إن هذه الفعاليات تعتبر نشاطاً تثقيفياً اجتماعياً يتفاعل فيه جميع المتواصلين مع هذه الفئات وهذا الجهد يأتي بتأييد ودعم من مؤسسة زايد العليا وتحقيقاً لرؤيتها في كسب ثقة المجتع عن طريق تقديم أفضل الممارسات العملية والعلمية لهذه الفئة وأسرهم. من بين الامهات اللواتي حضرن وشاركن في هذه الأنشطة، قالت نورا الأحمد والدة الطفلة مزنة، إنها استفادت كثيراً من المشاركة في هذه الفعاليات، حيث عرفت أكثر عن الجهات التي تقدم الخدمات لذوي الإعاقة، كما أصبح الأطفال أكثر قدرة على التعامل مع المجتمع بشكل أفضل، خاصة وأن ملتقى التدخل المبكر اشتمل على فعاليات وأنشطة كثيرة، هو ما ساعد على معرفتنا بمعلومات غزيرة عن عالم ذوي الإعاقة، غير أن نورا تمنت لو أن مدة انعقاد الملتقى زادت عن ثلاثة أيام، وأيضاً وجود مشاركات من الإمارات الأخرى، حتى تعم الفائدة على كل ذوي الإعاقات وأولياء أمورهم في أنحاء الإمارات. أما فداء سويدان والدة الطفلة يارا زياد، فقد أثنت على فكرة الملتقى وفعالياته، لأنها من خلاله تعرفت على الأقسام المختلفة بمركز أبوظبي للرعاية والتأهيل، وعرفت كيف تعمل تلك الأقسام ويستفيد منها الأطفال بمختلف إعاقاتهم، بالإضافة للبرامج الجديدة التي تنظمها الأقسام، ومنها برامج النطق، خاصة أن العاملين في مختلف أقسام المركز يحاولون باستمرار تطوير برامج جديدة لذوي الإعاقة. كما أن رؤية أمهات الأطفال ذوي الاعاقة تتيح فرصة تبادل الخبرات في كيفية التعامل مع أولادنا. وذكرت سويدان أنها تطلع لرؤية جهات مختلفة معنية بأمر المعاقين مثل مشاركة الأطباء ويكون لهم دور أكبر في هذا الملتقى لأن الأطباء لديهم خبرات يمكن أن يفيدوا الأهل في التعرف على الأشياء التي يمكن أن تحدث للأطفال مستقبلاً، وبالتالي يعطون نصائح مفيدة لأولياء الأمور، كما طالبت بضرورة تواجد مدراء مدارس للمساهمة في عملية الدمج من واقع الخبرات التي يطالعونها. جهد كبير وقدمت سويدان الشكر لقسم التدخل المبكر ومؤسسة الشيخ زايد للرعاية الإنسانية على الجهد الكبير الذي تبذله في تأهيل ودمج ذوي الإعاقة، ودعت إلى التركيز على موضوع دمج الأطفال في المدارس الخاصة والحكومية مما يساعدهم في عملية الدمج بشكل كبير في المجتمع، وتساءلت إذا كان هناك فرصة لامكانية وضع الأطفال مع أقرانهم بقليل من الجهد.. لماذا لا نرى هذا على أرض الواقع؟ ذكرى قاسم والدة الطفل عبدالعزيز خالد، ذكرت أن مشاركة أولياء الأمور في هذه الفعاليات تعود عليهم بالنفع الكثير، خاصة فيما يتعلق بالمؤسسات والهيئات المجتمعية التي تعني بشؤون ذوي الإعاقة. ولفتت أيضاً إلى أنها صارت تعرف الكثير من الحقوق لذوي الإعاقة في المجتمع، وعليهم وعلى ذويهم أن يسعوا للإفادة منها، فضلاً عن الإطلاع على طرق العلاج المبكر الموجهة لكل أنواع الإعاقة. وبينت أن الأطفال أيضاً استفادوا من وراء المشاركة في الفعاليات التي جرت في متنزه خليفة، حيث تشاركوا جميعاً في نشاط حركي وترفيهي يختلف عن الشكل الذي اعتادوه داخل مراكز العلاج والتأهيل. وأشادت قاسم بتنوع أنشطة وفعاليات ملتقى التوحد وأثره في رفع وعي أولياء الأمور بطرق وأساليب التعامل الصحيح مع أولادهم من ذوي الإعاقة. وتشاركت قاسم مع غيرها من أولياء الأمور في الدعوة لجعل مدة الملتقى أطول من ثلاثة أيام حتى تتسع الفائدة منه، وأيضاً زيادة عدد الجهات المساهمة فيه، ما يمنحه مزيداً من الثراء والنفع الموجه لذوي الإعاقة في المجتمع. تجارب واقعية وطالبت قاسم من خلال الملتقيات القادمة برؤية تجارب واقعية للأهالي مع أبنائهم من ذوي الإعاقة، من الذين تدخلوا مبكراً، وآخرين من الذين تكاسلوا، حتى يظهر الفارق في العلاج والاستجابة به أمام أولياء الأمور، وبالتالي تزداد الدافعية للإقبال على التدخل المبكر. وفي النهاية ثمنت قاسم جهود العاملين في مؤسسة زايد للرعاية الإنسانية وذوي الإعاقة التي يسعون دائماً الى مواكبة كل جديد في هذا المجال، ويتقدمون باستمرار ولا يتوقفون عند نقطة واحدة، وهو ما أثمر مثل هذا الملتقى الناجح والذي جاء تحت شعار «التدخل المبكر طاقة لكل إعاقة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©